سياسة عربية

إحالة إذاعية للتحقيق لوصفها السيسي بالغباء عبر فيسبوك

تضامن عدد من الإعلاميين بمصر مع المذيعة فادية الغزالي- أرشيفية
تضامن عدد من الإعلاميين بمصر مع المذيعة فادية الغزالي- أرشيفية
استدعت إدارة الشؤون القانونية باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري (ماسبيرو) المذيعة بإذاعة "الشرق الأوسط"، فادية الغزالي حرب، للتحقيق معها بسبب ما كتبته علي صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

واتهمت الإدارة المذيعة بأنها تتبنى أفكارا هدامة لتصريحها على صفحتها بمعارضة نظام حكم رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، وتعاطفها مع نشطاء كسناء سيف، ومهاجمتها إعلانه أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان، وتحذيرها من أنه "يدق بذلك المسمار الأخير في نعشه، ويمهد بغباء شديد لثورة عليه".

وتمثل حالة "فادية الغزالي حرب" الحالة الثالثة في أقل من شهرين، بعد المذيعة التليفزيونية عزة الحناوي، التي تعرضت للوقف عن العمل بسبب مهاجمتها للسيسي وحكومته في برنامجها، وتشبيهها أسلوبه في أحد الخطابات بأسلوب الزعيم النازي "أدولف هتلر".

والحالة الثانية تعود إلى "هبة عز العرب"؛ المذيعة ببرنامج "ثوار لآخر مدى"، المذاع عبر الفضائية التي أعلنت تأييدها في البرنامج، لمظاهرات "جمعة الأرض"، التي خرجت 15 نيسان/ أبريل الجاري، كما دعت للتظاهر يوم 25 من الشهر نفسه، احتجاجا على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

 والأمر هكذا، قرر رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، عصام الأمير، تحويل أسرة البرنامج، بمن فيها المذيعة؛ للتحقيق، وإقالة رئيس قناة "القاهرة" (القناة الثالثة سابقا)، "محي سعد" من منصبه، مع وقف البرنامج وإلغائه من جدول البرامج.

الغزالي ترد وتنتقد

وردا على قرار استدعاء الشؤون القانونية لها بسبب ما تكتبه على "فيسبوك"، كشفت "فادية الغزالي حر"، عبر صفحتها، الجمعة، أن ما حدث معها جاء بناء على مذكرة قدمت ضدها من مدير أمن الإذاعة يتهمها بتبني أفكار هدامة، مستدلا على ذلك بآرائها وأفكارها عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك".

واتهمت مدير أمن الإذاعة بأنه دخل على حسابها، وطبع ما تكتبه، ووضعه بملف كدليل إدانة مقدم ضدها.

وهاجمت مذيعة "الشرق الأوسط" التحقيق معها قائلة: "التضييق، وإملاء ما علينا أن نلتزم بقوله يحدث، وكذلك اختيار شخصيات بعينها، واستبعاد أخرى؛ أمر معتاد ومعروف لدى كل من يعمل في الإعلام الحكومي بشكل عام".

واستدركت "العقلية الأمنية المسيطرة، التي تحدد تلك المحاذير أمر وارد، لكن أن يتم الاعتداء على الحرية الشخصية بالتفتيش في الأفكار، واعتبارها دليل إدانة، وأن يكون الأمن طرفا رئيسا في تقويم المادة الإعلامية التي تقدم، فهذه خطوة تمثل تغييرا نوعيا، وتصعيدا خطيرا بسياق التضييق على حرية التعبير".

واختتمت "الغزالي" تدوينتها بتأكيدها "أنه من المؤسف أن تقبل وتسمح قيادات إعلامية بما يحدث، وتعتمد عليه كي تضمن البقاء في منصبها"، على حد قولها.

ماذا قالت على "فيسبوك"؟

وكانت الإعلامية "فادية الغزالي حرب" هاجمت نظام حكم السيسي عبر صفحتها على "فيسبوك"، قائلة في إحدى تدويناتها "إن النظام الذي يدفع بعملائه ليقوموا بمظاهرة يرفعون فيها البيادة على رؤوسهم، ويلوحون بعلم السعودية، بينما صوت يعلو من بينهم يقول: "لو عاوزين الأهرامات هنديها لهم"؛ هو في الحقيقة لا يدق المسمار الأخير في نعشه فقط، بل يمهد بغباء شديد لثورة".

وأكدت "الغزالي" أن هذه الثورة "لن يقوم بها أبناء طبقة وسطى، ولا عليا، بل سيقوم بها السواد الأعظم، ضحايا الجهل والظلم والحرمان، حيث يستوي الموت مع الحياة، ويصبح شعور الثأر وروح الانتقام هو الأعلى، وسوف يدوسون بأرجلهم على جموع المرتزقة لكل حكومة تغدق عليهم بالمناصب والمزايا والمصالح، وسيحرقون أسواق النخاسة، التي باعوهم فيها، وتآمروا عليهم، وتاجروا بأحلامهم، وتباهوا بجهلهم".

وفي تدوينة ثانية أبدت "فادية" تعاطفها الشديد مع الناشطة السياسية سناء سيف، وعلقت على قيامها بتسليم نفسها لأجهزة الأمن، لتنفيذ حكم بحبسها ستة أشهر، بوصفها بأنها: "صغيرة السن، عملاقة الموقف، مبهرة الإرادة".

وخاطبتها المذيعة المخضرمة بالقول: "سناء سيف.. كلماتك يا ابنتي أعجزت لساني وقلمي، وأسكتت كل الكلام، وأخجلتني إلى أبعد حد.. هكذا هي سلالة المناضلين الأنقياء".

وأضافت: "في كل ليلة تمضينها سناء، بعيدا عن الأهل والأصدقاء؛ تكتبين على صخر هذا الوطن معنى وأملا في وطن يتصور الواهمون، وضعاف النفوس، ومرتزقة الحكام، أنهم أصبحوا ملائكة".

وعقب مظاهرات "الأرض هي العرض"، يوم 15 نيسان/ أبريل 2016، كتبت "فادية": "تحية إعجاب واحترام وتقدير لكل مصري نزل الشارع وتظاهر اليوم كاسرا حاجز الخوف، متحديا عصا النظام الغليظة والمتجبرة، واستخدم حقه الشرعي كمواطن حر في التعبير عن رأيه".

وتابعت: "تحية لثوار مصر داخل سجون النظام.. تحية لعلاء ودومة وآية حجازي وزملائها، وأيقونة فتيات مصر الرائعة ماهينور (المصري)، وكل الرفاق الأحرار.. أفيقونا من غفوتنا، وتخاذلنا، وترددنا، وانبطاحنا"، بحسب تعبيرها.

تعاطف مع "الغزالي"

من جهتهم، أبدى عدد من الإعلاميين تعاطفهم مع "الغزالي"، وأعلنوا رفضهم للتحقيق معها.

وقال الإعلامي عبدالله السناوي إنه "لا يمكن تقبل استدعاء مذيعة مخضرمة في الإذاعة المصرية للتحقيق معها بطلب من الأمن فيما تكتبه بصفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي لا على أية تجاوزات في عملها".

وأضاف السناوي في مقاله، بجريدة "الشروق"، السبت، بعنوان: "حرائق الخوف" إن "هذه محاكمات للضمائر، وخفايا الصدور، لا تصح بأية دولة حديثة أو محترمة، و"مكارثية" لا سابق لها"، وفق وصفه.

وشدد السناوي على أن النزوع المتصاعد لتقييد حريات التعبير يأخذ من المجتمع حقه الطبيعي في التنفس السياسي، ويعمق فجوات الكراهية مع الأجيال الجديدة، ويمنع أية توافقات ممكنة أمام الأخطار المحدقة، مضيفا أن النزوع للانتقام استغراق في حرائق الخوف إلى مدى يصعب تحمله في بلد قام بثورتين.

وفي السياق نفسه، اعتبر "عمار علي حسن"، في مقاله بجريدة "الوطن"، السبت، التحقيق مع المذيعة بأنه "مهزلة في الإذاعة المصرية".

وشدد على أن تحويل الإذاعية القديرة إلى تحقيق "غريب وعجيب، لأن صوتها من ضميرها دوما، وتدرك حب الوطن، والدفاع عنه، كما ينبغي له أن يكون، وليس وفق أهواء المنافقين والمداهنين الذين يهللون لكل سلطة بما يخصم من رصيدها، فإن مسها الضر، هربوا منها كفئران السفن، وقدحوا فيها، بعد طول مديح، وعادوا يهللون لمن غلب، فهم حزب: "عاش الملك.. مات الملك.. عاش الملك الجديد".

وأضاف "آخر ما كنت أتخيله أن تجد فادية في انتظارها أسئلة محقق عما تكتبه على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، برغم أنه رأي ليس فيه شطط، ولا خروج على الأدب، ولا اللياقة، ولا فيه ما يضر البلاد من قريب أو بعيد، إنما هو اختلاف في وجهات النظر، يفيد أكثر مما يضر، لأنه تنوع خلاق وثري، يفتح بابا واسعا أمام استيعابنا جميعا تحت راية وطن نختلف فيه، ولا نختلف عليه".

وأعلن "عمار" تضامنه مع فادية، وناشد المسؤولين في الإذاعة المصرية العريقة، أن يغلقوا باب هذا التحقيق".

توقعات المراقبين

إلى ذلك، توقع مراقبون أن تلحق "فادية الغزالي حرب" بمذيعة التليفزيون عزة الحناوي، وكذلك بمذيعة الإذاعة "هبة عز العرب"، في منعها من تقديم برنامج عبر الهواء أو الأثير، مع تحويلها إلى النيابة الإدارية للتحقيق معها.

التعليقات (4)
ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى
الإثنين، 16-05-2016 02:17 ص
هذا الإعتداء الإجرامى البشع من هذا النظام, الذى يكشف كل يوم عن وجهه الصهيونى, ضد المذيعات هى جريمة لا تغتفر لهذا النطام السىء للغاية. تحية للمذيعات الصادقات الأبطال. تحية أيضا إلى الكاتب عبد الله السناوى ود. عمار على حسن لموقفهم الشريف ودفاعهم عن المذيعات الشريفات ضد النظام الردىء الغير وطنى. الجزر مصرية 100% ومن لا يعرفون ذلك خونة وعملاء والأحكام التى صدرت ضد مظاهرات 15 & 25 إبريل 2016 هى أحكام باطلة تكشف حقيقة بعض قضاتنا الذين يفتقرون لإى الشرف أو وطنية. اللعنة عليهم
غير مهم
الأحد، 15-05-2016 07:23 ص
للآن لاكتشفتوه أنه غبي ..ترا ليس لوحده .من ناصره أغبى منه..
محمد يعقوب
الأحد، 15-05-2016 06:04 ص
حتى إللى بيقول كلمة حق، يقوم جلاوزة السيسى بحبسه. لك الله يامصر
شيبوط
السبت، 14-05-2016 07:13 م
السيسي أغبى أغبياء الزعماء المصريين في التاريخ والبهائم تصق له.