صحافة عربية

برنامج حكومي لبرلمان غائب.. وعاصمة جديدة وتخطيط إخواني

الصحافة المصرية - الاربعاء
الصحافة المصرية - الاربعاء
حاولت الصحف المصرية الصادرة الأربعاء 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 القفز على الواقع البائس الذي يواجهه المواطن البسيط، نتيجة غلاء الأسعار، وتراجع الدخول، وتدهور خدمات الصحة والتعليم والطرق.. بالانطلاق إلى عوالم من تغذية التطلعات، وأمور غير عاجلة، فاحتلت مانشيتاتها، موضوعات تتناول برنامج الحكومة المقدم للبرلمان المقبل، وإحياء الحديث عن العاصمة الجديدة، وبالطبع دور المؤامرة، ممثلا في "حصار الإخوان للسفارات المصرية ليلة الانتخابات" (!)، في وقت تحدثت فيه صحيفة عن مطالب بتأجيلها - أصلا - عشرة أيام.

البرنامج الحكومي للبرلمان المقبل

برنامج الحكومة للبرلمان المقبل، ركز عليه مانشيتا صحيفتي: الشروق، والأهرام.

"الشروق" قالت: "الحكومة تبدأ إعداد برنامجها للحصول على ثقة البرلمان.. مصادر: التركيز على ملفات الأمن والاقتصاد وإصلاح التعليم والجهاز الإداري للدولة".

وفي التفاصيل ذكرت أن مجلس الوزراء "يبحث في اجتماعه الثاني، اليوم، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، وضع برنامج شامل للحكومة، على أن يستمر إعداده خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لحين تشكيل، وانعقاد البرلمان، حيث من المقرر تقديم البرنامج لمجلس النواب، للنظر في تجديد الثقة بالحكومة، أو اختيار أخرى جديدة".

ولم تذهب "الأهرام" بعيدا في مانشيتها، عن "الشروق" إذ قالت: "7 محاور رئيسية لبرنامج الحكومة.. تحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة مخصصات التعليم والصحة".

بل جاءت التفاصيل مشابهة تماما لما في"الشروق".. فقد قالت الأهرام: "يناقش مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم برئاسة المهندس شريف إسماعيل الخطوط الرئيسية لبرنامج الحكومة المقرر تقديمه إلى مجلس النواب المقبل عقب الانتخابات البرلمانية".

ونقلت "الأهرام" عن إسماعيل قوله إن البرنامج يتكون من ثمانية محاور رئيسية، وإنه سيكون طموحا، وإنه تم إعداده منذ اليوم الأول لتوليه مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحاور الثمانية تتضمن: "تطوير الأداء الحكومي من خلال التركيز على المحاور البينية، وتحسين مستوى المعيشة، والعدالة الاجتماعية، واستكمال البنية لقواعد البيانات القومية، والارتقاء بمؤشرات حياة المواطن، وإعادة هيكلة الحكومة، والحفاظ على الأمن القومي، والاضطلاع بدور مصر على الصعيدين العربي والإفريقي، وتعزيز هذا الدور على الصعيد الدولي".

ولم يفت "الأهرام" الإشارة إلى أن (رئيس الانقلاب) عبدالفتاح السيسي، كان قد "أكد خلال مشاركته في احتفالات السادس من أكتوبر، أن الحكومة المصرية الحالية سوف تستمر في مهمتها إذا وافق البرلمان الجديد على برنامجها، وأنه ليس هناك ارتباط بين انتخاب البرلمان الجديد، وتقديم الحكومة الحالية استقالتها"، وفق قوله.

مطالبات بتأجيل الانتخابات

لكن المفاجأة جاءت في مانشيت صحيفة "الوطن" الذي كشف أن انعقاد البرلمان المقبل أمر لا يمكن البناء عليه، إذ قالت: "مرشحون يطالبون بتأجيل انتخابات النواب 10 أيام".

وأشارت الصحيفة إلى أن "قوائم "تيار الاستقلال" و"الجبهة المصرية" و"نداء مصر" طالبت اللجنة العليا للانتخابات، بتأجيل تصويت المرحلة الأولى لانتخابات "النواب" 10 أيام، للحصول على وقت يكفي للدعاية لتتساوى فرصهما مع القوائم الأخرى"، على حد قولها.

وفي المقابل آثرت صحيفة "المصري اليوم" أن تغذي تطلعات المواطن المستقبلية، بالحديث ليس عن برنامج الحكومة للبرلمان، هذه المرة، وإنما بإحياء الحديث عن "العاصمة الجديدة"، إذ قالت: "الإسكان" تطلق ضربة بداية "العاصمة الجديدة".

كيف ذلك؟

أجابت "المصري اليوم" في مانشيتها: "اجتماع مع الشركة الصينية لمناقشة مناطق العمل المقترحة".
وما التفاصيل؟

أجابت الصحيفة: "ناقش الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان، مع الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائي (CSCEC) مناطق العمل المقترح البدء بها في العاصمة الإدارية الجديدة، خلال الفترة القليلة المقبلة، لعرضها على الحكومة، والجهات المعنية للاتفاق بشأنها".

وأوضحت الصحيفة أن مدبولي استعرض، خلال اجتماعه مع ممثلي الشركة - التي وقَّع وزير الاستثمار اتفاقا مبدئيا معها، للمشاركة في تنفيذ المشروع، أمس - تصميمات المخطط العام للمشروع، لاقتراح مناطق العمل به بواسطة الشركة، موضحا أنه "سيتم البدء في المناطق ذات الاستخدامات المختلفة من أنشطة سكنية وتجارية وترفيهية ومراكز أعمال".

هكذا ذهب الحديث - طيلة عام كامل - عن قيام شركة إماراتية بتنفيذ المشروع.. أدراج الرياح.. دون أن يعرف المواطن: لماذا ذهب الإماراتيون، وجاء الصينيون؟ ولماذا لم يتم انتهاز الفرصة لإعادة دراسة مشروع قال خبراء ومراقبون إنه قليل الجدوى، في مقابل زيادة الاهتمام بالقاهرة، ومدنها القائمة، وأطرافها المترامية، علاوة على عواصم المحافظات، التي تفتقر إلى هذا الاهتمام.

حديث المؤامرات

من جانبها، تركت "اليوم السابع" هذا كله، في عددها صبيحة الاحتفال بنصر أكتوبر، وانطلقت إلى حديث "المؤامرات".. الحيلة السحرية لاصطناع "مانشيت" من "لا شيء" في الصحافة المصرية.. وهل هناك أفضل من "الإخوان" لوصمهم بالتآمر؟

الإجابة جاءت في مانشيت "اليوم السابع" كالتالي: "الإخوان يخططون لحصار السفارات المصرية ليلة الانتخابات".

أما لماذا ليلة الانتخابات بالذات؟

فأجابت "اليوم السابع" بالقول: "أكـدت مصادر مطلعة (...) أن عددا من قيادات التنظيم الدولـي لجماعة الإخوان الهاربيـن إلى تركيا عقدوا اجتماعا مسـاء أمس الأول الاثنين، لبحث التخطيط لتنظيـم سلسـلة مـن المظاهـرات في عـدد من عواصـم الدول الأوروبية والأمريكيـة، بالتزامن مع بدء عمليـة الاقتراع في المرحلـة الأولى لانتخابات مجلـس النـواب لعـام 2015، التي مـن المقرر أن تبـدأ يومـي 17 و18 مـن الشـهر الحالـي، وبحـث الاسـتعدادات لبدء حملة إعلامية جديدة ضد الدولة المصريـة في عدد مـن الـدول الأوروبيـة".

ونلاحظ بالطبع أن المصادر في التقرير: مُجَهَّلة، وغير مصرح بها.

لكن "اليوم السابع" واصلت النقل عن تلك المصادر قولها إن الاجتماع "عُقد بحضور كل مـن: محمـود حسـين الأميـن العـام للجماعة، وجمال حشمت عضو مكتب شورى الجماعة، وعمرو دراج رئيس المكتب السياسـي، ويحيى حامد رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وأحمد عبد الرحمن، رئيس المكتب الإداري للجماعة".

متاعب في مرتبة ثانية.. برغم أنها لا تحتمل التأجيل


هذا ما اهتمت به صحف الأربعاء في مانشيتاتها، بينما جاءت متاعب المواطنين الحياتية، وهمومهم التي تقض مضجعهم، والتي لا تحتمل التأجيل، في مرتبة تالية من اهتمامات تلك الصحف.
 
فتحدثت الأهرام عن: "الشتاء يعلن قدومه مبكرا بأمطار غزيرة ورعد وبرق في الإسكندرية".

وتناولت المصري اليوم: "اختفاء "سوفالدي".. ومصادر: الشركة الأمريكية لم تورِّد.. "جنون" أسعار الخضروات والطماطم تتجاوز 15 جنيها.. تلميذ يفقد عينه داخل مدرسة بالفيوم.. الأمطار تضرب الإسكندرية وتحوّل الشوارع إلى "مستنقعات".. ضبط 89 متسللا مصريا شرق ليبيا".

فيما تحدثت "الوطن" عن: ارتفاع حالات الوفاة بين الحجاج المصريين لـ148.

بينما قالت اليوم السابع: "التعليم تتسلح بـ"الداخلية" لمطاردة مراكز الدروس الخصوصية.. الوزارة تغلق 55 مركزا وتتوعد الـ1950 الباقية.. وحظر بيع "الشيبسي والكاراتيه والمياه الغازية" في "كانتينات" المدارس بتوصية من وزارة الصحة".

وأخيرا أشارت الشروق إلى: "ثالث تعديل لقانون العقوبات في عهد السيسي: الحبس والغرامة لعدم الإبلاغ عن جريمة حيازة المفرقعات".

وتطرقت الصحيفة إلى: فتح المدن الجامعية للبنين بالأزهر بعد الانتخابات.. التجار يضغطون لمواصلة استيراد "السلع الاستفزازية".. والحكومة: "لن نخضع للابتزاز".
التعليقات (0)