أثارت تصريحات زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج، مخاوف من تصاعد نبرة
اليمين المتطرف، مع قرب الإعلان عن بداية الحملات الانتخابية، التي ستعقد في أيار/ مايو المقبل.
وتذكر صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه في مقابلة في برنامج أعده رئيس لجنة المساواة وحقوق الإنسان السابق تريفور فيليبس، للقناة الرابعة، قال فاراج إن المسلمين البريطانيين "طابور خامس"، وحذر من أن زيادة القلق العام من المهاجرين نابعة من اعتقاد الناس أن بعض المسلمين يريدون "تشكيل طابور خامس لقتلنا"، مشيرا إلى أنه لا توجد جماعة مهاجرة تريد "تغيير حياتنا وماذا نريد"، مثلما يريد
المسلمون.
ويشير التقرير إلى أن زعيم حزب الاستقلال يريد إلغاء بعض القوانين والتشريعات المتعلقة بالعرق والتمييز العرقي؛ لأنها لم تعد مهمة.
وتبين الصحيفة أن فاراج يرى أن المتطرفين الإسلاميين المولودين في
بريطانيا يعدون "مشكلة استثنائية"، مع بعض المهاجرين المسلمين الذين يرفصون الاندماج، ما يثير قلقا عاما.
ويفيد التقرير بأن زعيم حزب الاستقلال قال أثناء المقابلة: "إن أحد الأسباب التي تظهر تزايدا في مظاهر القلق أن الناس يرون أن طابورا خامسا يعيش بينهم ممن يكرهوننا ويريدون قتلنا". وأضاف: "لا تقلق إذا لم تشاهد تزايدا في مظاهر قلق الناس، فأنت تعرف أن هناك بريطانيين مولودين وتربوا في كارديف، ويحملون جوازات سفر بريطانية ويسافرون للقتال مع تنظيم الدولة، فلا تندهش إن لم تشاهد تصاعدا في مظاهر القلق، لأن القلق موجود، فهل هذا يجعلنا متحيزين؟ لا".
وتلفت الصحيفة إلى أن فاراج يرى أنه بالمقارنة مع المسلمين فإن موجات الهجرة من المسيحين الفرنسيين واليهود والآسيويين من أوغندا، أصبحت جزءا مندمجا في المجتمع البريطاني، في الوقت الذي يمارسون فيه تعاليمهم الدينية بطريقة خاصة.
وينقل التقرير عن فاراج قوله: "هناك مشكلة خاصة مع بعض الناس ممن جاءوا إلى هنا، وممن يعتنقون الإسلام، ولا يريدون أن يكونوا جزءا من ثقافتنا، ولهذا فلا توجد تجربة سابقة في تاريخنا عن جماعة مهاجرة جاءت إلى بريطانيا وتريد أن تغير هويتنا وطريقة حياتنا، وأعتقد أن هذا ما يجعل الناس قلقين" .
وتوضح الصحيفة أن فاراج قد أشار إلى أن بعض التشريعات المناهضة للتمييز لم تعد مهمة. وعندما ضغط عليه فيليبس ذكر أن كثيرا من قوانين التمييز العنصري يجب التخلص منها. وقال زعيم حزب الاستقلال إنه يعتقد أنه ينبغي أن يكون صاحب العمل أكثر حرية في اتخاذ قرارات بشأن من يوظف.
وعندما سئل إن كان يعارض وجود قوانين ضد التمييز، بناء على العرق أو اللون، أجاب: "لا؛ لأننا نتعامل مع الموقف من خلال فكرة عمى الألوان، فنحن حزب لا يهمه اللون".
ويورد التقرير أن فيليبس قرر إنتاج البرنامج؛ لأنه توصل إلى نتيجة مفادها أن الكثير من المساواة قد تحقق في بريطانيا، وتغيرت حركة المطالبة بالمساواة للأفضل، ولكنها، أي الحركة، ربما أدت إلى نتائج تعمل على تقويض ما تم تحقيقه.
وتكشف الصحيفة عن أن هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها فاراج المسلمين، ففي أثناء موجة الغضب ضد هجمات "شارلي إيبدو" هاجم فاراج المسلمين، وهو ما اعتبرته وزيرة الداخلية تيريزا مي تصريحات غير مسؤولة من زعيم الحزب اليمني، مبينة أنها غير مهمة في الوقت ذاته.
ويجد التقرير أن مقابلة فاراج جاءت في ظل تنامي شعبية الحزب، التي وصلت إلى 15%، ولأن قضية المهاجرين تعد من أهم قضايا
الانتخابات. ومن هنا أرادت القناة الرابعة معرفة إن كان صعود الحزب اليميني نتاجا لمحاولات بريطانيا تبني فكرة المجتمع المتعدد عرقيا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن قضية الهجرة تعد من أهم قضايا الحملة الانتخابية في برنامج حزب الاستقلال، حيث وعد بتخفيض عدد المهاجرين، وترك الاتحاد الأوروبي، ومنع العمالة غير المؤهلة، وتبني نظام النقاط الذي تطبقه أستراليا.