ملفات وتقارير

الإندبندنت: النظام الصحي في سورية ينهار سريعا

الإندبندنت: معالجة المصابين تمثل أزمة كبيرة بسبب تخلف الرعاية الصحية- أرشيفية
الإندبندنت: معالجة المصابين تمثل أزمة كبيرة بسبب تخلف الرعاية الصحية- أرشيفية
نشرت صحيفة "الإندبندنت" تقريرا يوم الخميس (26 كانون أول/ ديسمبر) كتبه تشارلي كوبر حول نظام الصحة في سورية؛ يقول فيه إن المستشفيات أصبحت في حالة فوضى، وإن الأطباء والممرضين يهربون، مما جعل الأمراض القابلة للعلاج أصبحت حكما بالإعدام، على حد قوله.

 ويصف  كوبر نظام الرعاية الصحية في سورية قبل ثلاثة أعوام حيث كان متوسط العمر المتوقع في سورية بـ 75عاما، معلقا أنه كان أحسن بكثير من بعض أنحاء المملكة المتحدة، وكان معظم الدواء يصنع محليا حيث كانت "تسعة من كل عشرة أصناف من العلاج المستخدم المقدم في العيادات الخاصة والعامة هي صناعة محلية".

و "اليوم عندما تمشي إلزابيث هوف، ممثلة "منظمة الصحة العالمية" في سورية إلى مكتبها في وسط دمشق، تمر بعائلات مهاجرة ترتجف من البرد في الشارع، حيث يأتون إلى دمشق باحثين عن الأمن؛ ولأن العاصمة تعتبر من الأماكن القليلة التي لا تزال المستشفيات فيها تعمل".

"إنها مشاهد تحطم القلب،" تقول هوف وقد تهدج صوتها وهي التي اعتادت على سرد الحقائق والإحصائيات بصوت واضح.
 وتضيف "قضيت في سورية سنة ونصف وما حدث خلال هذه الفترة مؤلم جدا فنظام الرعاية الطبية تحطم.. تحطم تماما. هل رأيت في حياتك طفلا يبني بيتا جميلا من قطع الليجو؟ ثم يمر أحد فوقه ويدمره تماما.. هذا هو شكل نظام الرعاية الصحي السوري خارج دمشق".
ويقول كوبر: "بعد ثلاث سنوات من بداية الحرب الأهلية السورية تجد سورية نفسها في وضع غير مسبوق، فهي أول دولة تؤسس نظام رعاية صحي مواكبا للقرن الحادي والعشرين ثم تراه ينهار". "تأُثر ثلثا المستشفيات في سورية بالحرب ودمر 40% منها.  أما صناعة الأدوية والتي كانت تغطي الاحتياجات المحلية وتصدر لخمسين دولة فقد دمر 90% منها، والحكومة تعتمد الآن على الأدوية القادمة من حلفائها في إيران وروسيا وبشكل أقل من كوبا وهندوراس بالإضافة لمساعدات الأمم المتحدة التي تصل إلى دمشق مباشرة أو عن طريق الحدود العراقية".

و "في المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة، تعتبر جمعيات خيرية صغيرة المصدر الرئيسي للأدوية والأجهزة الطبية، التي تصل لها عن طريق الدول المجاورة".

ويقول الصحافي إن "المرافق الطبية أصبحت هدفا من الجانبين على خطوط التماس، والمنطق وراء هذا هو  أن قلة تواجد الأطباء فيها لعلاج الجرحى يعني أن عددا أقل سيعودون لحلبة الحرب"، أي أنهم سيموتون.

وبسبب الحرب غادر الأطباء والممرضون وأطباء التخدير والجراحون البلاد، وتحاول الجمعيات الخيرية التي ينحصر عملها خارج دمشق والتي تعمل منفردة أو بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والأمم والأمم المتحدة سد الفراغ، وقد كتبت الصحف عن أعداد من الأطباء الأجانب الشجعان الذين حضروا لمساعدة السوريين ولكن هوف تقول: "إن هذا لا يكفي".

وقد أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 120 ألف شخص، كما تقدر أعداد المصابين من مدنيين ومقاتلين بحوالي 575 ألف حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أي أن أكثر من 2% من سكان سورية أصيبو بإعاقات بسبب الحرب الدائرة.

ويتابع تقرير الإندبندنت: "ويظل العبء أكبر بكثير، فهناك حوالي 6 ملايين لاجئ داخل سورية يعيشون في ظروف مكتظة وغير صحية، وتقوم بعلاجهم عيادات ينقصها الطواقم الطبية والأدوية". "أما الفشل الكلوي وبعض السرطانات والتي كانت في السابق تتعامل معها طواقم طبية مؤهلة، فقد أصبحت الآن حكما بالإعدام على أصحابها، كما أن أمراضا كانت قد انتهت تقريبا؛ بدأت تعود الآن".
ويقول التقرير إنه "في الدول الفقيرة التي تفتقر إلى الصرف الصحي، فإن تعرض الناس لهذه الظروف في سن مبكرة تبني مناعة ضد الكثير من الأمراض، ولكن الأمر مختلف في سورية، مشيرا إلى أن الوضع في المناطق التي يسيطر عليها الثوار والمناطق الكردية على الحدود التركية هي الأشد سوءا، حيث لا تتمكن طواقم الأمم المتحدة ولا منظمة الصحة العالمية من الوصول اليها، فيما أقام فيها بعض الأطباء والممرضين الشجعان لجانا طبية يحاولون من خلالها مساعدة الناس؛ ويتلقون بعض الدعم من المنظمات غير الحكومية. 

تقول الدكتورة ناتالي روبرتس، وهي طبيبة بريطانية، إنها قضت تسعة أشهر في شمال سورية مع منظمة "أطباء بلا حدود"، ورأت أطفالا في الثامنة من العمر يموتون من داء الكبد الوبائي الذي يتسبب به ماء الشرب الملوث".

وفي حلب والبلدات المجاورة، أدى ذباب الرمل الذي ينتشر في القمامة إلى زيادة حالات مرض اللشمانيا أو ما أطلق عليه الجنود البريطانيون اسم "أزرار أريحا" عندما واجهوه في فلسطين أثناء الحرب العالمية الأولى، وهو مرض يصيب الجلد ويحدث تشوهات فيه. وتقول روبرتس إن "الصورة الدرامية التي نشاهدها في سورية هي الإصابات، ولكنها تضيف أن البلاد تعاني أيضا مشكلة تتعلق بالعناية الصحية اليومية، "يبدو أنهم  يعودون للوراء، بمعدل عشرات سنوات في شهر، هناك نقص في الأدوية، وعندما يفتقدون المضادات الحيوية فهم يعيشون في مرحلة ما قبل البنسلين".


 
التعليقات (1)
عبدالله البيك
الجمعة، 27-12-2013 10:42 م
رحمتك ياااااااااااااااااااااااارب

خبر عاجل