سياسة تركية

10 شروط لأنقرة وخطوات لإعاقة انضمام فنلندا والسويد للناتو

ترفض تركيا انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو- جيتي
ترفض تركيا انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو- جيتي

لا تنظر تركيا بإيجابية إلى انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ورغم إعلان البلدين عن تقديمهما بشكل مشترك لطلب العضوية، فإن أنقرة تمتلك ثلاث أوراق رابحة لعرقلة هذه الخطوة، وعشرة شروط للموافقة على عملية الانضمام.


ومنح البرلمان الفنلندي الضوء الأخضر، إذ صوت الثلاثاء لصالح الانضمام إلى حلف الأطلسي بغالبية كبرى بلغت أكثر من 95 بالمئة، ما يتيح إرسال البلدين طلبَي الانضمام في وقت متزامن إلى مقر الحلف في بروكسل.

ويتطلب توسيع الحلف إجماع الدول الأعضاء الثلاثين وبينها تركيا، لكنّ أنقرة كرّرت رفضها انضمام السويد وفنلندا، رغم حصول محادثات دبلوماسية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ويستغرق الانضمام إلى حلف الأطلسي شهورا عديدة، إذ يتطلب مصادقة برلمانية من أعضاء الحلف الثلاثين. وتوقعت السويد أن تستغرق العملية عاما كحد أقصى.

 

3 أوراق رابحة بحوزة تركيا لإعاقة عملية الانضمام

 

صحيفة "ملييت" في تقرير للكاتب قولدينير سونومت، ذكرت أن أنقرة التي تعارض عضوية السويد وفنلندا في الناتو، لديها ما لا يقل عن ثلاثة أوراق من أجل وضعها موضع التنفيذ لعرقلة خطوة البلدين.

 

اقرأ أيضا: السويد وفنلندا تقدمان طلبا رسميا لـ"الناتو" رغم معارضة تركيا
 

وأشار إلى أن تركيا لا تنظر بحرارة تجاه انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، بسبب دورهما في دعم المنظمات التي تعمل ضدها مثل حزب العمال الكردستاني. كما أن هلسنكي وستوكهولم، اللتين فرضتا حظرا على توريد الأسلحة إلى تركيا، "لا تسمحان بمحاكمة الإرهابيين الـ33 الذين تطالب أنقرة بتسليمهم لها".

 

وفي الوقت الذي تحدث فيه رئيس فنلندا ساولي نينيستو، عن إمكانية تسوية موقف تركيا الرافض من خلال مفاوضات بناءة، فإن السويد تجري محادثات دبلوماسية مع أنقرة من جهة وتعقد اجتماعا رسميا مع ممثلين عن الفرع النسائي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني.

 

وتابعت الصحيفة بأن "المنظمة الإرهابية" عملت على تخويف أنقرة وستوكهولم من خلال تنظيم مسيرة ضد تركيا في العاصمة السويدية.

 

وأضافت أن لتركيا ثلاث أوراق على الأقل لعرقلة انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الشمال الأطلسي.

 

وسيتم تقديم طلبي فنلندا والسويد، اللتين تخطران رسميا الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ برغبتهما في الانضمام إلى الحلف، إلى اجتماع مجلس شمال الأطلسي، وفي المرحلة الأولى قد تصعد تركيا موقفها في قضية عضوية البلدين، وتمنع طرح طلب الانضمام وتقييمه في جدول أعمال الاجتماع.

 

وفي المرحلة الثانية، يحق لأنقرة تأجيل تجهيز وثائق انضمام البلدين أو تعليق المصادقة على عملية  انضمامهما إلى الناتو. ولكي يصبح البلدان عضوين، فإن من الضروري إعداد بروتوكولات ومسودات مشاريع قوانين الانضمام لتقديمها في قمة مدريد.

أما المرحلة الثالثة فتكمن في قمة مدريد، لأن تركيا لديها الحق في عدم التوقيع على وثائق عضوية بلد واحد أو كلا البلدين في هذه القمة، وحتى إن تم التوقيع على وثائق الانضمام خلال القمة فيحق للبرلمان التركي رفض قبولها.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية، أن فنلندا تعمل على معالجة مخاوف تركيا، لكن هناك عقبات بالنسبة للسويد بهذا الشأن.

 

اقرأ أيضا: لماذا ترفض تركيا انضمام فنلندا والسويد إلى "الناتو"؟
 

عشرة شروط لأنقرة

 

صحيفة "صباح" نشرت عشر شروط للموافقة على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.

 

وتضمنت الشروط توضيح فنلندا والسويد موقفها تجاه اعتبار منظمة العمال الكردستاني وفروعه كـ"كيان إرهابي".

 

الشريط الثاني، وقف أنشطة منظمة العمال الكردستاني في البلدين بما في ذلك قبول القادة التنفيذيين للمنظمة في برلماناتها، فمن غير المقبول أن يتم استضافة زبير آيدار في برلمانات البلدين.

 

الشرط الثالث، وقف الدعم  المالي المقدم لوحدات حماية الشعب الكردية، فلا ينبغي إضفاء الشرعية على المنظمات الإرهابية تحت ستار محاربة تنظيم الدولة.

 

الشرط الرابع، هو تجنب التواصل مع القيادة التنفيذية لمنظمة العمال الكردستاني في العراق وسوريا.

 

الشرط الخامس، وقف "أنشطة" أعضاء منظمة "غولن" الفارين من تركيا.

 

أما الشرط السادس فيتضمن تسريع إجراءات تسليم المطلوبين من أعضاء المنظمات المحظورة لديها (PKK/YPG/KCK)، المتهمين بالقيام بجرائم في تركيا ومصنفين على النشرة الحمراء.

 

والشرط السابع، أنه خلال السعي عن ضمانات لأمنها، يجب وقف أي دعم لأنشطة تحاك ضد أمن تركيا وتتعارض مع روح التحالف.

 

أما الثامن، فالمطلوب إنشاء آلية في إطار التشاور المنتظم والتعاون الوثيق مع تركيا في مكافحة الإرهاب.

 

والشرط التاسع، قطع التدفق النقدي للمنظمات الإرهابية، وحظر حساباتها المصرفية في فنلندا والسويد.

 

الشرط العاشر والأخير، منع الأنشطة ومحاولات جمع التبرعات من قبل المنظمات العاملة ضد تركيا والتي تتستر تحت غطاء جمعيات غير حكومية.

 

"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"

 

صحيفة "أكشام" في تقرير للكاتب كوتولوش تايز، أوضحت أن الرئيس التركي موقفه واضح تجاه عضوية السويد التي "تعد بمثابة حاضنة للتنظيمات الإرهابية، وتدعو الإرهابيين إلى برلمانها وتسمح لهم بإلقاء كلمات هناك".

 

اقرأ أيضا: بوتين: تخلي فنلندا عن سياسة الحياد العسكري سيكون "خاطئا"

وذكر أردوغان أن السويد وفنلندا لا تبديان موقفا صريحا ضد التنظيمات الإرهابية، ولا يمكن لأنقرة الموافقة على انضمامهما للناتو في هذه المرحلة، مضيفا أنه "لا يمكننا في هذه المرحلة أن نقول "نعم" لانضمام الذين يفرضون عقوبات على تركيا إلى الناتو كمنظمة أمنية".

 

وأشار الرئيس التركي إلى أنه حتى لو صرح البلدان في هذه المرحلة بأنهما ضد التنظيمات الإرهابية، فلا يمكن لتركيا الوثوق بذلك، مستشهدا بالحديث النبوي الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" (في إشارة إلى انضمام اليونان للناتو).

 

وأضافت الصحيفة، أن السويد بحاجة إلى بذل جهد حقيقي لإقناع تركيا. فحلف شمال الأطلسي هو منظمة دفاعية ووفقا للمادة الخامسة فإن الدول الأعضاء ملزمة بالدفاع عن بعضها البعض والقتال من أجل بعضها البعض.

 

وتابعت بأن ذلك يشكل معضلة بالنسبة لفنلندا والسويد لدعمهما الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني لدرجة فرض عقوبات على تركيا.

 

وأوضحت أنه لا يكفي القول من هذه الدول "إننا نعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية مثل دول الاتحاد الأوروبي الأخرى"، وكأن شيئًا لم يحدث.

 

ونوهت إلى أن "هذين البلدين، لا سيما السويد، من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الإرهابية التي تريد أن تنشأ بجانب تركيا"، مشيرة إلى أن هناك بالفعل تمويلا ودعما بالسلاح إلى جانب الدعم الدبلوماسي للمنظمة الكردية في سوريا.

 

وشددت على أنه من أجل تغيير موقف تركيا، فإن السويد تحتاج إلى اتخاذ قرارات وخطوات مختلفة للغاية بعيدا عن التصريحات.

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم