هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة تركية، إنه بالوقت الذي يشهد فيه شرق المتوسط توترا متصاعدا بين اليونان وتركيا، لكن الأخيرة تسعى جاهدة لإبرام اتفاق مع مصر.
وقالت صحيفة "يني شفق" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن تركيا ومصر الدولتين اللتين لديهما أطول سواحل في شرق المتوسط، تجريان محادثات منذ فترة طويلة على صعيد أجهزة الاستخبارات.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أتراك، أن البرلمان المصري لم يصادق على اتفاقية الحدود البحرية بين القاهرة وأثينا إلا في إحدى اللجان الفرعية، مؤكدين بالوقت ذاته على أن أي اتفاق بين تركيا ومصر سيقضي على كافة الحجج المطروحة من اليونان في شرق المتوسط.
وشدد الخبراء على أنه إذا توصلت تركيا ومصر إلى اتفاق بينهما، فستبدأ حقبة جديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت الصحيفة، أن مطالب اليونان للسيطرة على مناطق واسعة في شرق المتوسط، والنقاش عن الوضع القانوني لذلك أوصل المنطقة لعتبة الحرب، وعلى الرغم من أنها تتعارض مع القانون الدولي، فإن اليونان التي وقعت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر من خلال ضمها للجزر، تستعد للتوقيع على اتفاق مع قبرص اليونانية في جزيرة عبر جزيرة ميس.
وأضافت أنه من المعروف أن تركيا ومصر تخوضان منذ فترة طويلة محادثات من خلال أجهزة الاستخبارات لتوقيع اتفاق جديد بينهما في شرق المتوسط، لافتة إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو وإقرارهما بذلك.
اقرأ أيضا: MEE: مصر تحاول طمأنة تركيا بشأن الصفقة البحرية مع اليونان
ونقلت عن الأميرال البحري المتقاعد علي دينيز كوتلوك، أن توقيع اتفاق بين مصر وتركيا، سيفتح صفحة جديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأشار الأميرال التركي، إلى أن مصر تخوض انتخابات في برلمانها، لافتا إلى أنه لم يتم الموافقة على الاتفاقية مع اليونان إلا في إحدى اللجان الفرعية.
وأضاف أن هناك وقتا من أربعة إلى خمسة أسابيع، والجميع يعلم أن مفاوضات تجري من أجل التوصل لاتفاق بين أنقرة والقاهرة، لافتا إلى أنه عندما توقع (مصر) اتفاقا مع تركيا ستكسب مجددا مساحاتها البحرية التي فقدتها (بسبب الاتفاق مع اليونان).
وأكد أن تركيا ومصر هما من يملكان مناطق الصلاحية البحرية في شرق المتوسط، نظرا لطول خطهما الساحلي، وعندما يوقع البلدان اتفاقا بينهما فإن الدول الأخرى ومواقفها تصبح أقل أهمية، وهذه فرصة لتركيا، كما أن مصر ستكون راضية بذلك.
وبالإشارة لتضرر مصالح مصر بسبب الاتفاق الذي وقعته مع اليونان، قال الأميرال التركي: "هناك دلائل على أن الاتفاق مع اليونان فرض على مصر"، مشيرا إلى تصريحات لوزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، في مقابلة على قناة "سكاي تي في" قال فيها: "لم يكن لدي أمل من توقيع اتفاقية مع مصر بسبب وجود أربع قضايا خلافية، ولكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتصل بنا وأبلغنا أنه تم تجاوزها جميعا".
اقرأ أيضا: هل تنفرج العلاقة بين مصر وتركيا بعد تصريح أردوغان؟
وأكد أن مصر لم تكن راغبة بهذا الوضع لأنها فقدت الكثير من المساحة البحرية بسبب الاتفاق.
وأضاف أنه في حال توقيع مصر وتركيا لاتفاق الترسيم البحري، فإن الاتفاقية التي وقعتها القاهرة مع أثينا تعتبر لاغية، مضيفا: "ليس هناك أي خلاف جوهري بين القاهرة وأنقرة، ويمكن لهما التوقيع على اتفاقية أفضل إذا اختتم مسؤولو البلدين المفاوضات التي بدأوها".
وحول إمكانية تراجع مصر عن الاتفاق مع اليونان، أشار الخبير التركي، إلى أنه وفقا للمادة 47 من اتفاقية فيينا، فإنه في حال عدم مصادقة البرلمان على الاتفاق، فلن يكون على القاهرة أي عواقب، ولذلك فالمطلوب من تركيا الإسراع للتوصل لاتفاق مع مصر.