هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت ميراف أور-أمرغي، الكاتبة في صحيفة معاريف، إن "التوتر الناشب بين الهند وباكستان من شأنه زيادة مستوى التصعيد في إقليم كشمير، المتنازع عليه منذ 1947، ونزاع الدولتين حول أحقيتهما فيه، وما زال الصراع بينهما عليه منذ عشرات السنين، خاصة بعد أن حصلتا على استقلالهما من بريطانيا".
وأضافت في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "الهنود يرون في إقليم كشمير جزءا أساسيا من الإمبراطورية الهندية، وكذلك الباكستانيون يرون أنه لم يكن هناك داع لأن تفرض الهند سيطرتها على الإقليم؛ لأن غالبية سكانه من المسلمين، وقد خاضت الدولتان سلسلة من الحروب الثنائية حول السيطرة عليه، لكن الوضع ما زال بعيدا عن الحسم بينهما".
وأشارت الكاتبة المحاضرة في قسم الشرق الأوسط بجامعة أريئيل، إلى أن "غالبية مساحة الإقليم ما زالت تحت السيطرة الهندية، وجزء صغير منه ما زال تحت الوصاية الباكستانية، ولذلك أفرزت هذه الأحداث نشوء جماعات إسلامية مسلحة تنفذ عمليات دامية ضد الهند".
وأكدت أن "معظم العمليات الكشميرية ضد الهند لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، في حين أن طريقة إحباط العمليات جزء من إدارة الصراع بين الدولتين، اللتين تزعمان سيطرتهما الكاملة على إقليم كشمير، دون أن يسأل سكانه عن رأيهم في الموضوع، وهم يرغبون بالحصول على الحكم الذاتي".
وأوضحت صاحبة مدونة لشؤون الهند وآسيا، أن "الهند دولة مهمة، ويتوقع أن تصبح قوة عظمى في العقود القادمة للقرن الحادي والعشرين، فالانتعاش الاقتصادي الذي تحياه بمعدلات 6-7% من النمو، وجملة إصلاحات سياسية يجعلها تحظى بالمكانة التي تسعى إليها في قارة آسيا والعالم، ولا يوجد مصلحة للهند بتطور التصعيد مع باكستان؛ لأنها لا تريد المس بصورتها على مستوى الرأي العام العالمي ومكانتها الدولية".
اقرأ أيضا: استمرار التوتر بين باكستان والهند على الرغم من تخفيف التصعيد
واستدركت بالقول إن "رئيس حكومة الهند نارندرا مودي يجد نفسه في ذروة حملة انتخابية بالتزامن مع تطورات أزمة كشمير، ما قد يترك تأثيره السلبي على وضعه الانتخابي داخل الحزب الحاكم، وحزب اليمين لا يستطيع الصمود أمام دعوات قواعده التنظيمية، والمحافظة على سياسة اليد الرخوة على الزناد تجاه كشمير".
وأضافت أن "باكستان ليست لها مصلحة بالتصعيد الحاصل، وامتداداه إلى أنحاء المنطقة، فوضعها الاقتصادي المتراجع لا يمكنها من المبادرة لشن حرب ضد جارتها الهندية، كما أن رئيس وزرائها الجديد عمران خان يسعى لتقوية وضعه الداخلي، واقتصاده الوطني، وتحسين العلاقات الخارجية للدولة الباكستانية مع الدول المجاورة، ومع ذلك فإن زعماء ودول أخرى قد تقوم بالتدخل؛ لوقف ما يحصل من تطورات عسكرية".
وختمت بالقول إن "هذه الرغبة للدولتين النوويتين بعدم الانجرار للحرب تحتاج مساعدة خارجية دولية لتهدئة الوضع في جنوب القارة الآسيوية".
سيث فرانستمان، الكاتب في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قال إن "السلاح الإسرائيلي سيلعب دورا مفصليا في الحرب المتوقعة بين الهند وباكستان؛ لأنّ الهند شريك أساسي لإسرائيل في التعاون العسكري، ودورها بتحديث الجيش الهندي، وتطوير طائرات دون طيار، وزيادة التبادل التجاري بينهما خلال الأعوام الأخيرة، بقيمة ستة مليارات دولار".
وأضاف في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن "الهند أكبر مستورد لسلاح إسرائيل، بنسبة 49% من مجمل صادراتها العسكرية، وبلغت قيمتها 15 مليار دولار بين 2000-2006، وتشكّل الصفقات العسكرية بينهما عنصرا أساسيا في مباحثات تل أبيب ونيودلهي، في ظل تقارير تتحدث أن القصف الهندي للمواقع الباكستانية قبل أيام تمّ بصواريخ سبايس الإسرائيلية".