ملفات وتقارير

هذا ما دفع دولا أوروبية لتأسيس قناة مدفوعات للتجارة مع إيران

 القناة الأوروبية الجديدة ستحمل اسم "إنستكس" وهي اختصار لأداة دعم المبادلات التجارية- تسنيم
القناة الأوروبية الجديدة ستحمل اسم "إنستكس" وهي اختصار لأداة دعم المبادلات التجارية- تسنيم

أسست ثلاث دول أوروبية "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا" رسميا "قناة مدفوعات أوروبية" لإجراء المعاملات وتسهيل التجارة مع إيران والالتفاف على العقوبات الأمريكية.

وذكرت وسائل الإعلام بأن القناة الأوروبية الجديدة ستحمل اسم "إنستكس"، وهي اختصار لأداة دعم المبادلات التجارية.

الدافع الأوروبي

وعلى الرغم من سعي الولايات المتحدة لدفع حلفائها الأوروبيين على تشديد العقوبات على إيران، إلا أن هذه الدول الثلاث خالفت واشنطن وأسست هذه القناة الاقتصادية، مما يثير تساؤلا حول الدافع من هذه الخطوة؟

عبر المحلل السياسي إسماعيل خلف الله عن اعتقاده بأن آلية الدفع هذه، هي "محاولة أوروبية لإنقاذ اتفاق فيينا النووي، وللتعبير الأوروبي الرافض لقرار ترامب بالانسحاب منه، وهي تمثل رد فعل على هذا الرفض".

وتابع خلف الله في حديث لـ"عربي21": "تهدف هذه الآلية للحفاظ على الصفقات التجارية الأوروبية الإيرانية، فالاتحاد الأوروبي يريد الاستفادة من موارد طهران النفطية، بالإضافة إلى الاستثمارات الصناعية والتجارية الأخرى، خاصة ما تعلق بالدواء والمعدات الطبية والمواد الغذائية، مع استحداث آلية جديدة للتعامل باليورو بدل الدولار، وهو ما يمثل في اعتقادي تحديا أوروبيا للمنظومة المالية الدولية التي تتعامل بالدولار الأمريكي".

من جهته قال المختص بالشأن الأوروبي حسام شاكر: "تعكس هذه الآلية حرصا أوروبيا على جملة من الأهداف، الهدف الأساسي هو إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران الذي لا يمكن لأوروبا التنازل عنه، التي بذلت جهدا كبير للمحافظة عليه، بعكس ما فعل الرئيس الأمريكي ترامب حين أراد نقضه".

وتابع شاكر في حديث لـ"عربي21": "صحيح أن الآلية والترتيب الجديد لن يقضي عمليا على تأثير العقوبات الاقتصادية على إيران، ولكنه سيخفف من شموليتها، ومن ثَمّ سيبقى نافذة مفتوحة لإيران في مواجهة هذه العقوبات".

وأوضح بأن "أوروبا لها مصالح اقتصادية مع إيران، وهذه الآلية ستجعل هناك فرصة للشركات الأوروبية المتوسطة والصغيرة لأن تستثمر وتواصل عملها مع السوق الإيراني الضخم".


وأضاف شاكر: "هناك أيضا مكسب يتحقق لأوروبا وهو أن تحظى بجزء من السوق الإيراني، بمعنى أن تبقى أوروبا عنوانا للتصدير إلى إيران بقدر معين، خاصة مع إغلاق النوافذ للتعاملات الإيرانية المالية مع العالم بقدر واسع جدا، بناء على العقوبات الأمريكية".

وأكد أن "هذه الخطوة الاقتصادية تعبر أيضا عن التحدي، ولنقل الناعم، من جانب أوروبا إزاء الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، وذلك لأنه يتحدى أوروبا ومصالحها ويضرب بها عرض الحائط".

مشيرا إلى أن "أوروبا لا يمكن أن ترضخ بسهولة، خاصة أن ملف إيران ليس الملف الوحيد الذي يضغط فيه ترامب عليها، بل هناك جملة من الملفات التي يضغط فيها عليها. ومن ثَمّ، إن هي رضخت في الملف الإيراني، سوف ترضخ غالبا في غيره إن قبلت بهذا التوجه الأمريكي".

إنقاذ اتفاق فيينا

ولفت شاكر إلى أن "هذه الآلية تم فرضها أصلا لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، وأيضا الحفاظ على جملة من المصالح والاعتبارات، وطهران رحبت بها خاصة أن خياراتها ليست واسعة، وهي معنية بتخفيف وطأة العقوبات عليها وسوف تستفيد منها في تبرير بقائه في الاتفاق النووي".

مشيرا إلى أن "الدول الأوروبية تسعى أيضا من خلال هذا الخطوة للسماح بدخول اليورو لإيران، وتتجاوز العقوبات بطريقة ذكية وحتى تستطيع أن تمول نسبيا الاقتصاد الإيراني خاصة أنه يواجه صعوبات، وأوروبا معنية بألا تنهار الدولة الإيرانية، لأن هذا الانهيار سيكون له تداعيات عالمية سلبية".

واتفق المحلل السياسي إسماعيل خلف الله مع شاكر في الرأي بأن خطوة الدول الثلاث، هي محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، مضيفا: "وأيضا الحفاظ على استثمارات الشركات الأوروبية داخل إيران والاستفادة من النفط الإيراني".

ورحبت إيران بالآلية الأوروبية الجديدة للتجارة معها باعتبارها "خطوة أولى"، وقال مساعد وزير الخارجية الإيرانية في الشؤون السياسية عباس عراقجي، إن "الهدف الرئيسي للآلية المالية الأوروبية، هو حماية الشركات التي تريد الدخول بتبادل تجاري مع إيران"، بحسب ما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية.

 

اقرأ أيضا: 3 دول أوروبية تؤسس قناة للمعاملات التجارية مع إيران


0
التعليقات (0)