هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق نشطاء فلسطينيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة صفحة المنسق
الإسرائيلي كميل أبو ركن على منصات السوشيال ميديا، حملت وسم #احنا_أو_المنسق، وذلك
بسبب المخاطر الأمنية التي تحملها هذه الصفحات التي تديرها أجهزة مخابرات إسرائيلية.
وأشار منسق الحملة الأسير المحرر، معتصم سقف الحيط، (29 عاما) من مدينة نابلس
أن "الصفحات الإسرائيلية الناطقة بالعربية تجد تفاعلا واسعا من قبل الفلسطينيين،
دون أن يلقي أحد بالا لخطورة الإعجاب أو التعليق أو المشاركة لمثل هذه الصفحات، خصوصا
عند النظر إلى أن هذه الصفحات تديرها أجهزة استخبارات وفرق متخصصة من الجيش تتابع عن
كثب تعليقات الفلسطينيين وتوجهاتهم السياسية والفكرية".
وأضاف منسق الحملة، في حديث لـ"عربي21"، أن "مجرد مشاركة هذه
الصفحات لا تنحصر في المخاطر الأمنية والاستخبارية، بل تمتد إلى مساعدة دولة الاحتلال
بطريقة غير مقصودة إلى ترويج أفكارهم وتجميل صورتهم أمام الجمهور الفلسطيني والعربي".
ولقيت هذه الحملة تفاعلا واسعا من قبل الشارع الفلسطيني على منصتي "فيسبوك" و"تويتر".
انا بقول عنك انك انسان مثقف في الاخر بتفاجئ انك معجب بصفحات الاحتلال ?? مش عارف شو بدي اقول غير عيب عليك يا اخي ..#احنا_او_المنسق
— محمد صيام أبو ضياء (@abozia20161) 24 ديسمبر 2018
#احنا_أو_المنسق
— Sys Waheeb Osama (@Waheeb17) 22 ديسمبر 2018
اختار إما ان تلغي إعجابك بصفحة المنسق أو أقوم بإلغاء صداقتي معك بالفيس بوك
هي حملة أطلقها الصديق Said Al Taweel
لإلغاء المتابعة علي صفحة الناطق بإسم جيش الإحتلال الاسرائيلي
او ما يسمي نفسه (... https://t.co/47MR9tZ6l0
عدد كبير من الأصدقاء يتابعون صفحة المنسق?? ما هو المبرر ..!!
— محمد صيام أبو ضياء (@abozia20161) 23 ديسمبر 2018
بأتمنى يتم إلغاء المتابعة، أو إلغاء صداقتي #احنا_أو_المنسق
منصات إسرائيلية باللغة العربية
وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بصفحات إسرائيلية تخاطب الجمهور الفلسطيني باللغة
العربية، مثل صفحة المنسق، والمتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي،
وإسرائيل تتكلم العربية، وإسرائيل دون رقابة، وصفحة قف معنا بالعربية، وصفحة رئيس
الوزراء الإسرائيلي باللغة العربية، وصفحة إسرائيل في مصر التي تديرها السفارة الإسرائيلية
في القاهرة، وصفحة إسرائيل في الأردن.
كما لا تقتصر مخاطبة إسرائيل للجمهور العربي على مواقع التواصل الاجتماعي،
بل تمتد لتشمل مواقع إخبارية، مثل مواقع تايمز أوف إسرائيل، وموقع المصدر، وإسرائيل
بالعربية، بالإضافة لقنوات تلفزيونية ناطقة بالعربية، مثل قناة مكان، قناة I24NEWS بالعربية.
مخاطر التفاعل
من جانبه، أشار أستاذ الإعلام في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، سامي عكيلة،
أن "تفاعل الجمهور الفلسطيني والعربي مع الصفحات الإسرائيلية يكمن في سببين، الأول
هو حب الاستطلاع والتعرف على ما يدور من أخبار داخل المجتمع الإسرائيلي، والسبب الثاني
يتعلق بالوهم لدى شريحة واسعة من الجمهور بالشخصيات الإسرائيلية التي تعتقد أنه يمكنها
الحصول على إغراءات تتعلق بتقديم منح أو تسهيلات لتصاريح عمل أو مكافآت مالية".
وأضاف عكيلة لـ"عربي21": "هنالك مفهوم خاطئ لدى الجمهور الفلسطيني
الذي يقوم بالتعليق بشكل ساخر على هذه الصفحات، ووضع ملصقات تذكر إسرائيل بالمجازر
والانتهاكات التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، وهذا سلوك خاطئ؛ لأنه يساهم بشكل عكسي في
مساعدة الصفحات الإسرائيلية إلى الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، انطلاقا من أن
خوارزمية مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد الحصول على أكبر قدر ممكن من التفاعل، بغض النظر
عن صيغة التعليق، والسبب الثاني مرتبط بإبقاء هذه الصفحات ضمن دائرة الاهتمام بالنسبة
للمستخدم".
وتابع: "لا يمكن إنكار حقيقة أن إسرائيل استطاعت أن تخترق المجتمع الفلسطيني
والعربي من بوابة مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هذا يحتم على الفصائل الفلسطينية والمؤسسات
الإعلامية الرسمية والخاصة أن تتحلى بقدر كبير من المسؤولية المهنية والأخلاقية في
توعية الجمهور، ووضعه في صورة الحقيقية الكاملة التي يحتاجها لفهم مجريات الأحداث، حتى
لا يضطر إلى الاستعانة بالصفحات الإسرائيلية".
في حين أشار مدير المركز الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أن "الصفحات
الإسرائيلية الناطقة بالعربية هي إحدى أدوات الدعاية الإسرائيلية، ونحن نقدر هذه الحملات
الشبابية والأهلية التي تدعو إلى مقاطعة هذه الصفحات بالنظر إلى ما تحمله هذه الصفحات
من خطر تغيير المفاهيم والقناعات لدى الجمهور الفلسطيني، إضافة إلى المخاطر الأمنية
المرتبطة بالحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تخص المقاومة".
وأضاف معروف لـ"عربي21": "قمنا خلال الأشهر الماضية بحملات
توعية في المدارس والجامعات والصالونات الثقافية؛ لتعريف الجمهور بقواعد والنشر والتعامل
مع الصفحات الإسرائيلية الناطقة بالعربية، ولكن من المهم أن نشير إلى أن هذه الحملات
تركزت في العموميات دون إثارة ضجة إعلامية، حتى لا تستغل هذه الحملات بصورة سلبية من
قبل الإعلام الإسرائيلي والمحلي".