صحافة دولية

التايمز: أكراد ينتقدون ممارسات قوات بدر الطائفية

التايمز: تقوم الميليشيات الشيعية باستهداف السنة بشكل وحشي - أرشيفية
التايمز: تقوم الميليشيات الشيعية باستهداف السنة بشكل وحشي - أرشيفية
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الميليشيات الشيعية دمرت معظم أحياء بلدة ينكيجة الواقعة في بلدة تكريت. 

وأشارت في تقرير لها إلى أن حجم الدمار مثير للدهشة، فقد اضطر معظم سكان بلدة البلدة إلى الهروب، وهناك حي كامل تمت تسويته بالتراب بعد زرعه بالديناميت. أما ما تبقى من بيوتها فقد حرقت، ولا يزال الدخان متصاعدا منها حتى يوم الأربعاء الماضي.

وتذكر الصحيفة أنه لا تظهر على البيوت الباقية آثار رصاص، مما يعني أنه لم تجر معارك شوارع في داخلها. مشيرة إلى أن الميليشيات الشيعية احتلت بيوتا في البلدة، وحولتها لمقرات رفعت عليها أعلامها. 

وتحدثت الصحيفة عن مظاهر الاقتتال بين عناصر من قوات بدر، المدعومة من إيران، وقوات البيشمركة الكردية، حيث قام كل طرف باحتجاز رهائن، وأدت المعارك بينهما لمقتل عنصر بارز في قوات بدر وسقوط جرحى في صفوف الطرفين.

وتعلق "التايمز" على الاقتتال بقولها إنه تعبير عن التوتر داخل التحالف المحلي، الذي تدعمه الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش". وتقول إن رايات البيشمركة ربما امتزجت مع رايات قوات بدر في الطريق المؤدي إلى العاصمة بغداد، إلا أن هناك شكوكا عميقة بين الطرفين. 

ويلفت التقرير إلى الدور الذي لعبته الميليشيات الشيعية، التي تلقى معظمها تدريبا من الحرس الثوري الإيراني، في الحرب الأهلية في العراق ما بين 2004- 2010، وقامت بممارسات مخالفة لحقوق الإنسان. وعادت اليوم للعب دورها السابق من جديد بعد انهيار وحدات الجيش العراقي أمام مقاتلي "داعش". 

وعادت للساحة، ولكن بحس انتقامي ضد العرب السنة، الذين تحملهم مسؤولية صعود "داعش"، وفق التقرير. 

وترى الصحيفة أن كلا من الشيعة والأكراد ينظرون لبعضهم نظرة شك، خاصة أن كلا منهما يشارك في الحرب لتحقيق أجندة مختلفة عن أجندة الطرف الآخر.

ونقلت الصحيفة عن أحد قيادات البيشمركة في بلدة داقوق قوله "التوتر قديم وليس جديدا". وتضيف الصحيفة أن القوات الشيعية ساعدت على فك الحصار، الذي فرضه "داعش" على بلدة إيمرلي التركمانية، بعد أن اشتكى سكانها الشيعة من عدم اهتمام المقاتلين الأكراد لمساعدتهم. وظهر قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني في صور وهو يرقص مبتسما مع المقاتلين الشيعة في اليوم الذي سقطت فيه البلدة. 

ويورد التقرير أن ضابطا من البيشمركة اعترف بقدرات المقاتلين الشيعة القتالية، لكنه وصفهم بأنهم "مجموعة من الحمقى، فعندما سننتهي من عدونا المشترك فسيبدأون بقتالنا". 

وفي المقابل يتهم الشيعة الأكراد بالبحث عن مصالحهم، وتعزيز فرص الاستقلال عن بقية العراق. وعبر مقاتلو البيشمركة عن غضبهم مما يرونه ممارسات طائفية يقوم بها المقاتلون الشيعة ضد المجتمعات السنية. إذ يقول ضابط بارز "يقومون بتفجير وحرق البيوت"، بحسب "التايمز".

وتبين الصحيفة أن منطقة تكريت، التي تبعد عن ينكيجة مسافة 30 ميلا، شهدت حالة نزوج جماعية لمناطق الأكراد؛ خشية من تعرض السكان لحملات انتقامية من الميليشيات الشيعية. وعبرت عائلات عن مخاوفها من قيام هذه بمجازر؛ انتقاما لما قام به "داعش" ضد الجنود الشيعة في قاعدة سبايكر العسكرية، حيث اختفى فيها 1.000 جندي.

وتشير الصحيفة إلى أنه في تقرير لمنظمة أمنستي انترناشونال صدر الأسبوع الماضي، وسجلت فيه انتهاكات الميليشيات الشيعية ضد السنة، خاصة كتائب عصائب الحق الشيعية، وحمل التقرير عنوان "حصانة مطلقة: حكم الميليشيات في العراق"، وقالت دونتيلا روفيرا، المسؤولة البارزة في المنظمة "تقوم الميليشيات الشيعية باستهداف السنة بشكل وحشي وعلى أساس طائفي، تحت غطاء قتال الإرهاب، في محاولة واضحة لعقاب السنة على ظهور (داعش) وجرائمه البشعة". 


وتختم الصحيفة تقريرها بقول أمنستي إن أكثر من 170 سنيا اختطفوا في مدينة سامراء في الفترة ما بين حزيران/ يونيو، وأيلول/ سبتمبر، وقامت بعض العائلات بدفع  فدية بقيمة عشرات الآلاف من الدولارات حتى يتم الإفراج عن أبنائها، ولكنها تلقت عوضا عن ذلك جثثا.
التعليقات (0)