صحافة دولية

بنك "HSBC" يغلق حسابات لجمعيات إسلامية

فريزر: البنك برر العمل بأنه لا يقع ضمن "رغبتهم في المخاطرة" - أرشيفية
فريزر: البنك برر العمل بأنه لا يقع ضمن "رغبتهم في المخاطرة" - أرشيفية
كتب الدكتور جايلز فريزر، مطران كنيسة "سان ماريز نيوينغتون" في جنوب لندن، تعليقا في صحيفة الغارديان البريطانية، على قيام بنك "HSBC" الذي يعرف في البلاد العربية بالبنك البريطاني، بإغلاق حساب جمعية مسجد شمال لندن "فنزبري بارك"، في مقالة بعنوان "البنك الذي يحب أن يقول لا للحسابات الإسلامية"، وهي عكس لدعاية أحد البنوك في بريطانيا والتي تقول "البنك الذي يحب أن يقول نعم".

يبدأ فريزر تعليقه متهكما "إنه البنك المحلي في كل العالم" أو هكذا يقولون لنا في دعاياتهم التي تملئ صالات المغادرة في المطارات الدولية. البنك البريطاني يحاول تصوير نفسه على أنه ممتد في أنحاء العالم، ومع ذلك فهو يقدم خدمة شخصية لزبائنه. ولكن الرسائل التي أرسلها البنك لمجموعة من المؤسسات الإسلامية والأشخاص المسلمون يخبرهم بأنه يزمع إغلاق حساباتهم يثير التساؤلات حول صحة إدعائهم.

ويقول إنه "ودون سابق إنذار وصلت رسالة من البنك لمسجد شمال لندن (فنزبري بارك) الذي اشتهر بكونه مسجد أبو حمزة سابقا، يخبرهم البنك بأنه سيغلق حسابهم المصرفي لديه، لأنه لا يقع ضمن "رغبتهم في المخاطرة"، مهما كان هذا التعبير يعني. وأكد البنك أن القرار "ليس مبنيا على أساس عنصري أو ديني ولكن البنك لم يعط سوى السبب الغرائبي "الرغبة  في المخاطرة"، لخطوته هذه كما لم يتم الإتصال بالمسجد قبل إرسال هذه الرسالة.

ويعلق المطران على هذا الفعل قائلا، إنه مهما كان هناك من أسباب، فإن هذا ليس بتصرف بنك يقول إنه محلي، حيث يقوم مدير البنك عندما يراوده قلق ما بدعوة الزبون للحديث معه حول الإشكالية. فلم يعط المسجد فرصة في مناقشة ما يقلق البنك ويتجاوز "رغبته بالمخاطرة"، ما دعا أحد أمناء المسجد للقول بأن "السبب الوحيد لحدوث هذا هو حملة كراهية ضد الإسلام تستهدف المؤسسات الخيرية الإسلامية في المملكة المتحدة". وهذا ما ينكره البنك، ولكن في غياب أي تبرير منطقي آخرفمفهوم كيف يمكن لإدارة المسجد أن تتوصل لهذا الإستنتاج.

ثم يقول إن "الأكثر غرابة من هذا أن البنك البريطاني ذاته أرسل رسالة مشابهة للسيد أنس التكريتي الذي يدير مركز أبحاث إسلامي. وفي هذه المرة لم يتم تقديم أي تبرير لذلك، كما وصلت رسائل مشابهة لزوجته ولإبنيه البالغين من العمر 16 و 12 عاما. ويعلق بسخرية: فكيفما أنفق الأبناء الصغار مصروف جيبهما الذي يحصلان عليه فمن الصعب التخيل أن طفلا يقع خارج "الرغبة بالمخاطرة" لأكبر بنك في أوروبا، وخاصة أنه بنك بقي وحتى فترة قريبة لا يمانع التعامل مع تجار المخدرات المكسيكيين بحيث يسمح لهم بغسيل الأموال في حسابات لهم بالبنك في جزر كايمان". 

ليس هذا فحسب، يضيف فريزر، بل إن نفس اللجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي والتي غرمت البنك 1.9 مليار دولار عام 2012 طرحت أسئلة حول علاقة البنك بمؤسسات سعودية يعتقد بأنها تمول الإرهاب.  

وينهي المقالة بقوله: ربما يكون لا ترابط بين هذه الأمور كلها و أكتب باستغراب ولكن يبدو أن "رغبة البنك في المخاطرة" قد تغيرت وأنصحهم في المستقبل أن يغيروا إعلاناتهم (فبدلا من الإعلان الذي يبين لاعبي الكريكيت وراقصة الباليه يتبادلان الوصف) يمكن وضع صورة لطفل ولإرهابي ويكتب على كليهما "خطر" متمنيا لكم التوفيق.
التعليقات (0)

خبر عاجل