انطلقت
فعاليات النسخة
الثانية من برنامج سفراء المكارم ـ دورة فطرة التي ينظمها المركز الدولي للقيم
الإنسانية والتعاون الحضاري بلندن، مساء الجمعة الماضي تحت شعار "من أجل عالم
إنساني متراحم"، في موضوع "الأسرة وبناء مجتمع القيم الإنسانية"،
وذلك بشراكة مجموعة من المؤسسات البحثية والمراكز التدريبية والجمعيات الأهلية
والهيآت العلمية العالمية.
استهل لخضر حمادي مدير
برنامج سفراء المكارم الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيبية تشمل ضيوف الشرف والجهات
الداعمة وكل المشاركين المسجلين في هذه الدورة، كما خص بالشكر كل من ساهم في رعاية
مشروع سفراء المكارم منذ كان فكرة، فخطة ثم خطوة، وواكب تفاصيله حتى استوى على
سوقه، فأصدر أولى ثمراته كتاب "محاضرات في التراحم الإنساني"، كما أشار
إلى أن الدورة تشهد انخراط 450 مشاركا ومشاركة ينتمون إلى 40 دولة.
أعقب ذلك كلمة جامعة لرئيس
المركز محمد حمداوي عن الفطرة وسبل بناء شخصية فطرية سليمة متوازنة ومتكاملة،
تلتها كلمة الدكتورة صباح العمراني منسقة الدورة التي عرفت برنامج سفراء المكارم
ومقاصده الكبرى ووصفت هذه الدورة بكونها "ائتلافا عالميا للمحافظة على الفطرة".
ثم توالت مداخلات
مختصرة ومفيدة لضيوف الشرف مؤكدين على اعتزازهم بهذه الدورة ومشاركتهم في هذا
الفضاء العالمي المقترح لتعزيز القيم والأخلاق بهدف مواجهة الزيغ والشرود القيمي
المعاصر، وهم تباعا: الدكتور علي القرة داغي مؤسس مركز القرة داغي للسلم والتنمية بقطر، والدكتور عبد
الحكيم الحجوجي رئيس الجمعية المغربية مكارم للأخلاق والقيم الذي بسط أرضية مشروع
"نداء المكارم" لأجل وضع البوصلة الأخلاقية في الاتجاه الصحيح، ثم
الدكتور هاني البنا رئيس منتدى العمل الإنساني العالمي ببريطانيا، والأستاذة عائشة
بلحجار رئيسة ائتلاف المرأة المغاربي بالجزائر، والدكتور بدر الدين زواقة أستاذ
فلسفة الإعلام والتواصل، تلاه الباحث في الأخلاق والمشترك الإنساني الدكتور أحمد
الفراك من المغرب.
بعدها فسح مدير
الجلسة المجال للهيئات الداعمة الممثلة في: الدكتور إبراهيم
مهنا عن الأمانة العامة لمنتدى كوالالمبور بماليزيا، والأستاذ الباحث لبيب فنجيرو
عن مركز الدراسات والأبحاث التربوية والعلمية بالعاصمة باريس، والدكتور أمجد علي
خضر عن دار الوساطة والتحكيم الفلسطينية بفلسطين، ثم الأستاذة لطيفة لعرجوم عن
جمعية آلاء الوطنية للتنمية الأسرية بالجزائر، والإعلامية علياء شاكر عن أكاديمية
الإحسان للتدريب والاستشارات بتركيا، والدكتور محمد الأمين سيلا عن مؤسسة التعاون
بغامبيا والدكتور ياسر أحمد العجلوني عن مركز خليح العقبة للتحكيم الدولي بالأردن،
فيما برمجت باقي الكلمات للجلسة الختامية للبرنامج. وقد أعربوا عن عظيم فرحهم
وجميل اهتمامهم بدورة فطرة لأجل الإسهام في تنمية الوعي القيمي والتصدي للتردي
الأخلاقي والعناية بالأسرة بوصفها اللبنة التي جعلها الله أساسا للإنسانية.
وقد أثنى المتحدثون على
الدورة، التي تستمر
حتى يوم 28 أيار (مايو) الجاري، وموضوعها،
وأجمعوا على استجابتهم الجادة والفاعلة لـ "نداء المكارم" الذي يجسد
نقطة انعطاف مهمة في تاريخ الأمة باعتباره دبلوماسية إنسانية ومسؤولية أخلاقية
يشترك فيها كل النخب وثلة من المثقفين والمهتمين، من خلال تعيين لجنة تحضيرية
تشتغل على مدى شهر لإنتاج "نداء المكارم" في صيغته النهائية وتأسيس
ائتلاف عالمي للقيم والأخلاق. وقد اختتمت الجلسة الافتتاحية بمحاضرة فكرية للدكتور
محمد المختار الشنقيطي بعنوان: الأسس الإيمانية للقيم والأخلاق.
جدير بالذكر أن الدورة
السابقة للبرنامج الذي عقد عبر تقنية التناظر عن بعد، كانت في موضوع التراحم
الإنساني، وشهدت مشاركة كبيرة تخرج على إثرها 110 سفراء للمكارم معتمدا من المركز
الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري، ويتوقع أن يشهد البرنامج في دورته
الثانية مشاركات أكبر إذ فاقت التسجيلات بعد 24 ساعة من إطلاق رابط التسجيل 500
طلب.
وتشهد النسخة الثانية
لنداء المكارم "دورة فطرة"، وهي
دورة مجانية تجري عبر تقنية التناظر عن بعد من 2 من أيار (مايو) وحتى 28 من الشهر
ذاته، وتنتهي بمنح المشاركين فيها شهادة معتمدة.