صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: هذه مفاجآت حماس لإسرائيل في الحرب الأخيرة

يرى الكاتب أن "أهم نجاح تكتيكي لحماس هو قدرتها على مراكمة وخزن وأخيراً إطلاق الصواريخ"- القسام
يرى الكاتب أن "أهم نجاح تكتيكي لحماس هو قدرتها على مراكمة وخزن وأخيراً إطلاق الصواريخ"- القسام

قال الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان إن حماس فاجأت "إسرائيل" في الحرب الأخيرة بأدائها العسكري، مضيفا أن الطرفين أعلنا انتصارهما في الحرب ولكن الحقيقة أن النتيجة أدت إلى أكثر جمود من المواجهات الثلاث التي سبقتها خلال الثلاثة عشر عاماً الماضية. 


وأشار الكاتب في مقال له في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إلى أن "ما رأيناه لم يكن مجرد نضال مسلح، وإنما أيضاً حرباً نفسية، دارت رحاها في وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهدفها التأثير على الرأي العام المحلي والدولي معاً". 

وأضاف ميلمان أن حماس "أطلقت 4360 صاروخاً وقذيفة هاون على المجتمعات الريفية والمدن الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب وما يحيط بها، مما أودى بحياة اثني عشر شخصاً، من بينهم جندي إسرائيلي وأحد عشر مدنياً بما في ذلك نساء وطفل واحد". 

وتابع: "أجبرت حماس ما يقرب من 25 بالمائة من السكان الإسرائيليين على تذوق طعم الحرب والاختباء في الملاجئ. ورغم التفوق العسكري لإسرائيل إلا أن حماس أبدت صموداً ومرونة فظلت تقاتل. كما استخدمت ترسانتها الصاروخية بحكمة وبشكل يثير الإعجاب". 

وأضاف ميلمان: "بالنظر إلى الوراء يتبين أن حماس طورت قدرتها على إطلاق دفعات متعددة في نفس الآن وعلى إرباك قدرة القبة الحديدية على اكتشاف واعتراض الصواريخ، وتمكنت بذلك من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية. وبالفعل، من بين الكثير من الاعتراضات الناجحة تمكنت الصواريخ من حين لآخر من الوصول إلى مراكز المدن والانفجار فيها، متسببة بوفيات وبأضرار للممتلكات". 

ويرى الكاتب أن "أهم نجاح تكتيكي لحماس هو قدرتها على مراكمة وخزن وأخيراً إطلاق الصواريخ، وذلك على الرغم من جهود إسرائيل العسكرية والاستخباراتية لمنعها. ولقد شارك الموساد، وكالة المخابرات الخارجية في إسرائيل، في بعض العمليات التي جرت لإحباط محاولات حماس". 

وعلى الرغم من أن عملاء الموساد اغتالوا مهندسين فلسطينيين كانوا يعملون بجد لتطوير هذه الأسلحة في كل من تونس وماليزيا، إلا أنه لم يمكن إيقاف حماس". 


وأكد ميلمان أن "أغلبية صواريخ حماس تم تصنيعها محلياً. فهي "ثمار جهد" مهندسي حماس والجهاد الإسلامي في غزة، والذين درس بعضهم في الخارج، ثم تم تطويرها بمساعدة إيران وحزب الله". 

أما على المستوى الاستراتيجي فإن "حماس تشعر بأن الحرب ساعدتها على تحقيق طموحها في تمثيل الشعب الفلسطيني باعتبارها حارسة القدس والمسجد الأقصى، وفي زيادة تواجدها في الضفة الغربية المحتلة على حساب السلطة الفلسطينية المترهلة"، بحسب الكاتب. 

في الجانب المقابل، يزعم الكاتب أن "حماس بكفاءة القدرات العسكرية الإسرائيلية والأضرار التي سببتها، حيث قتل رسميا 250 فلسطينياً، أربعون بالمائة منهم أطفال ونساء". 

وأضاف ميلمان أن الضربة الأبرز لجيش الاحتلال كانت بناء حواجز عميقة تحت الأرض، تمتد أيضاً لمئات الأمتار تحت سطح البحر، وهو ما أفقد مقاتلي حماس القدرة على الاستمرار في محاولاتهم السرية للخروج من الأنفاق الهجومية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بهدف قتل واختطاف الإسرائيليين، بحسب قوله. 

بالإضافة إلى إلحاق الضرر وتقليص ترسانة الصواريخ، كان لدى إسرائيل هدف إضافي وهو تصفية أكبر عدد ممكن من قادة حماس وتدمير ما أطلقت عليه إسرائيل اسم "ميترو غزة"، أي شبكة الأنفاق والأخاديد التي أنشأتها المجموعة وتستخدمها للدفاع والاختباء والتحركات السرية وللهجوم فيما لو قامت إسرائيل بالاجتياح. كلف إنشاء هذه الشبكة حركة حماس ما يقرب من مليار دولار. 

وينقل الكاتب عن الاستخبارات الإسرائيلية زعمها أن جيش الاحتلال دمر 30 بالمائة من "الميترو" (شبكة الأنفاق) الذي يبلغ طوله الإجمالي حوالي 100 كيلومتر تم تدميرها. 


ولكنه يستدرك بالقول إن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار نفى في خطاب النصر ذلك، وأكد أن خمسة بالمائة فقط من الخمسمائة كيلومتر من شبكة الأنفاق قد تضررت. 

وأضاف ميلمان أن القادة العسكريين الإسرائيليين أعربوا في تصريحاتهم عن إمكانية أن تستأنف حماس القتال لإحساسها بنشوة النصر. "ولكن في نفس الوقت لا يستبعد خبراء آخرون في إسرائيل إمكانية أن يدوم وقف إطلاق النار الحالي الذي تم التوصل إليه بوساطة من جهاز المخابرات المصري، وأن يستمر لفترة طويلة قادمة". 

وتابع الكاتب: "قد يكون الإرهاق الذي يشعر به الطرفان، وخاصة بين السكان المدنيين، هو السبيل إلى حل طويل المدى. وذلك يتوقف على ما إذا كان قادة إسرائيل وحماس يدركون أنه لا يوجد حل عسكري للصراع وأن العنف المتبادل غير مجد وأنه يسبب البؤس والشقاء للناس المدنيين". 

ويختم ميلمان مقاله بالقول إن حماس "لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود كدولة مستقلة ذات سيادة، ومع ذلك ردد السنوار في العديد من المناسبات أن اتفاقاً طويل المدى وارد"، مضيفا أن ذلك يجب أن يتضمن "تبادل السجناء، وترميم غزة، بما في ذلك إنشاء ميناء بحري، وعلى الأقل نزع سلاح جزئي للقطاع المحاصر". 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: حماس "فكت" شيفرة حمضنا النووي وتجيد قراءتنا

التعليقات (0)