عمان - عربي21 - محمد العرسان

الخميس، 31 ديسمبر 2015 04:41 ص بتوقيت غرينتش
تبنى التنظيم عدة تفجيرات في أوروبا - أرشيفية
ألقى عام 2015 بظلال ثقيلة على تنظيم الدولة، وخسر خلال الشهور الأخيرة منها مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وبعض المناطق في سوريا، كما خسر أيضا مجموعة من قادته في قصف التحالف الدولي لمواقع التنظيم مع تمدده " بالوكالة" في مناطق في ليبيا وأفغانستان والصومال ومالي واليمن ومصر بعد مبايعة تنظيمات أخرى له.
وربما تكون الضربة الموجعة للتنظيم في 2015 خسارة مدينة الرمادي17 كم في العراق، بعد أن سيطر عليها في عام 2014. ويقر "خليفة" التنظيم أبو بكر البغدادي بـ" انكماش " سيطرة التنظيم على مناطق وخسارة معارك مهمة، قائلا في كلمة صوتية بتاريخ قبل أيام: "لا يخيفنا اجتماع الأمم علينا، ونحن الفائزون على كل حال، وإن أصابنا القتل وكثرت فينا الجراح وعصفت بنا النوائب، فلا عجب أيضا، وهو وعد الله لنا، بل إن الابتلاء قدر محتوم".
صحيفة "عربي21" تستعرض أبرز المفاصل والأحداث في مسيرة التنظيم خلال عام 2015:
سيطرة وتمدد في مناطق وخسارة أخرى
في 20 من شهر أيار/ مايو 2015، سيطر التنظيم على مدينة تدمر السورية الأثرية بالكامل بعد انسحاب جيش النظام السوري منها، وبعدها بخمسة أيام سيطر على أكبر منجم للفوسفات يقع على بعد سبعين كيلومترا جنوب مدينة تدمر، وقام التنظيم بتدمير ونسف معابد أثرية في المدينة، ليفرض سيطرته على المدينة حتى هذا التاريخ.
وفي 25 حزيران/ يونيو عاد التنظيم مجددا لاقتحام مدينة عين العرب "كوباني" تحت غطاء قصف مدفعي، إلا أنه عاد وانسحب من المدينة بعد معارك عنيفة قادتها قوات كردية بدعم من الضربات الجوية للتحالف الدولي.
و في شباط/ فبراير 2015، سيطر التنظيم على بلدة البغدادي ودجلة العراقية (20 كلم شمال مدينة سامراء).
وبينت دراسة لمعهد "آي اتش اس جينز" للأبحاث أن التنظيم خسر نحو 14% من الأراضي التي يسيطر عليها في العام 2015، شملت على بلدة تل ابيض على الحدود السورية مع تركيا، ومدينة تكريت العراقية ومصفاة بيجي العراقية، إلى جانب قسم من طريق سريعة بين مدينة الرقة التي يعتبرها التنظيم عاصمته.
وأوضحت الدراسة أن القوات العراقية تمكنت من استعادة نحو ستة بالمئة من أراضيها من تنظيم الدولة العام الماضي، بينما استعاد أكراد العراق 2% من أراضيهم.
يقول الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية لصحيفة "عربي21": "شهد تنظيم الدولة أحيانا انحسارا، وأحيانا أخرى تمددا، وأحيانا انتكاسات، لحقت خسائر بالتنظيم هذا العام في تكريت وكوباني، بينما سيطر في أيار/ مايو الماضي على الرمادي بالكامل، وسيطر على تدمر وتل ابيض في سوريا، قبل أن يعود ليخسر بعض هذه المناطق".
وانسحب تنظيم الدولة من جنوب دمشق في 26 من الشهر الجاري، بعد عقد اتفاق مع النظام السوري يتضمن إخلاء نحو أربعة آلاف شخص من المسلحين والمدنيين من ثلاثة أحياء جنوب العاصمة دمشق باتجاه مدينتي الرقة ومارع.
وفي المقابل، شهد التنظيم تمددا في الصومال ومالي ومصر اليمن وليبيا، رغم وجود صعوبات تمثلت بانشقاق أعضاء من التنظيم في اليمن. يقول "أبو أسامة الأنصاري"، مقرب من تنظيم الدولة، إن "الانشقاقات بدأت تعصف بفرع اليمن في تنظيم الدولة، بسبب السياسة الخاطئة التي تنتهجها قيادة الفرع اليمني، الأمر الذي أدى إلى انشقاق أكثر من 70 عنصرا بينهم قيادات مهمة".
بينما تمدد التنظيم في سرت الليبية الساحلية، وسيطر على مناطق واسعة قدرت بـ240كم، في محاولة منه لتأمين مصافي النفط بعد قصف مصادر دخله من بيع النفط في سوريا والعراق.
وفي أفريقيا، بايعت جماعة بوكو حرام النيجيرية وغيرت اسمها في آذار/ مارس ليصبح "ولاية الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا".
أما في أفغانستان، فأعلن التنظيم في بداية 2015 تأسيس "ولاية خراسان"، وتعيين حافظ سعيد خان واليا عليها .
وفي تونس، أعلنت مجموعة تطلق على نفسها "مجاهدو تونس القيروان" عن بيعتها للتنظيم.
يقول أبو هنية: "أصبح للتنظيم مكان جديد بعد تلقيه البيعة في غرب أفريقيا، وأنشأ ولاية في شمال القوقاز أيضا، إلى جانب ولاية خرسان".
أبرز عمليات التنظيم في 2015
لعل تفجيرات باريس، التي تبناها التنظيم في تشرين ثاني/ نوفمبر 2015، أبرز عمليات التنظيم التي تركت صدى في وسائل الإعلام، وشن التنظيم سلسلة هجمات بالأسلحة والقنابل في باريس نتج عنها مقتل العشرات على يد سبعة من أعضاء التنظيم.
و في الشهر ذاته، نفذ التنظيم هجوما انتحاريا مزدوجا في الضاحية الجنوبية في لبنان، خلف 43 قتيلا و239 مصابا، ولم تتوقف عمليات التنظيم في هذا الشهر عند هذا الحد؛ فقد أعلن مسؤوليته عن تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء، باستخدام قنبلة هربت إلى الطائرة، وتسببت العملية بمقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
كما تبنى التنظيم الهجوم الذي استهدف مركزا للمعارض كانت تجري فيه مسابقة لرسوم كاريكاتورية عن النبي محمد في مدينة غارلاند في ولاية تكساس الأمريكية.
وشن التنظيم هجوما مسلحا في تشرين ثاني/ نوفمبر على حسينية شيعية بمدينة سيهات شرق السعودية، وفتح المسلح النار على مصلين قتل منهم 5 أشخاص وأصاب . وفي شهر آب/ أغسطس، استهدف التنظيم مسجدا لقوات الطوارئ في مدينة أبها التابعة لمنطقة عسير جنوب غرب السعودية من خلال تفجير انتحاري خلف 15 قتيلا بينهم 12 من قوات الطوارئ.
كما شن التنظيم هجوما انتحاريا في 26 حزيران/ يونيو 2015 على مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر في الكويت نتج عنه 28 قتيلا وأكثر من 200 جريح.
وفي شهر كانون أول/ يناير الماضي، تبنى التنظيم مقتل محافظ مدينة عدن اليمنية جعفر محمد سعد وعدد من مرافقيه جراء انفجار استهدفت موكبه، في مديرية التواهي بمحافظة عدن اليمنية جنوبي البلاد.
وكان لتونس نصيب كبير من عمليات التنظيم، كان آخرها تفجير حافلة للأمن الرئاسي التونسي في تشرين ثاني/ نوفمبر، أسفرت وفق السلطات عن مقتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي، سبقها في يونيو هجوما لمسلحين من التنظيم على منتجع سوسة السياحي خلف ما يقارب الـ30 قتيلا، جميعهم من الأجانب.
و تبنى التنظيم العشرات من العلميات في مصر، شن خلالها هجوما على حواجز للجيش والشرطة المصرية.
وقام التنظيم في الثالث من كانون الأول/ يناير ببث مقطع فيديو يقتل فيه الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا داخل قفص حديدي، لينشر بعدها سلسلة من عمليات إعدام في اليمن والعراق وسوريا ومصر وأفغانستان بطرق غريبة، منها الحرق والإغراق والتفجير.
و نشر التنظيم في شهر شباط/ فبراير فيديو يقتل فيه 12 مصريا قبطيا على سواحل ليبيا ذبحا.
ويرى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أسامة شحادة في حديث لصحيفة "عربي21" أن "التنظيم خسر من شعبيته في عام 2015 كثيرا بعد فيديو حرق الطيار معاذ الكساسبة، وانكشفت حقيقتهم، وأيضا التلاعب في فتوى ابن تيمية هذه كشفت على المستوى الشرعي أنهم جماعة متلاعبون، وأيضا ما يحدث الآن من تفاهمات بين داعش والنظام السوري على تبادل بعض المناطق وتسليمها، وهذا يكشف ويؤكد الاتهامات التي كان يحذر منها الكثير من العلماء والدعاة بأن داعش هي صنيعة للأسد".
مقتل قيادات في التنظيم
وتكبد التنظيم خسائر بشرية خلال عام 2015، نتيجة قصف التحالف الدولي؛ فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتل الرجل الثاني في التنظيم الحاج معتز، بغارة جوية أمريكية قرب الموصل في العراق.
ويعتبر نائب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي والمشرف على عمليات التنظيم في العراق، ألقابه كثيرة، الحاج معتز وحاجي معتز، لكن الأشهر هو أبو مسلم التركماني.
وأعلنت الولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر مقتل القيادي في التنظيم "الجهادي جون" في ضربة جوية لطائرة أمريكية من دون طيار في سوريا، واشتهر جون واسمه الحقيقي محمد الموازي، بريطاني المولد، بظهوره في مقاطع مصورة لعمليات إعدام رهائن غربيين ذبحا.
بينما أعلنت القوات العراقية في كانون أول/ ديسمبر عن مقتل مسؤول المجلس العسكري أبو احمد العلواني في عملية بالأنبار، بينما أعلن النظام السوري عن قتل القيادي "أبو بلال التونسي"، الذي ظهر في صور أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة بالرقة.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في أيلول/ سبتمبر عن مقتل أبو بكر التركماني أحد كبار المسؤولين عن الشؤون الإدارية بالتنظيم في العراق. وفي تشرين ثان/ نوفمبر أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل أبي صلاح وزير مالية تنظيم الدولة، بالإضافة إلى مقتل قائد تنظيم الدولة في ليبيا أبو نبيل والقيادي البارز في جماعة الشباب الصومالية عبد الرحيم ساندهير.
لا يوجد تعليقات على الخبر.