تجتذب البيوت المنحوتة في
الصخور، والمحوّلة إلى
فنادق صغيرة، في منطقة كبادوكيا وسط
تركيا، العديد من السياح؛ حيث يزور المنطقة نحو 2.5 مليون سائح سنويا، لرؤية معالمها لا سيما الصخور المعروفة بـ "مداخن الجنيات"، وكنائسها.
وأوضح جمال الدين كوكسال، صاحب شركة ترميم في ولاية نوشهير، للأناضول، أن المنازل المنحوتة في الصخور، والتي تعرف بـ"بيوت المغارات"، تتسم بمقاومتها للبرد في الشتاء، والحر في الصيف، لافتا إلى وجود الكثير من المنازل المتداعية في المنطقة، التي يعملون على ترميمها.
وأشار إلى أن كلفة ترميم غرفة واحدة تترواح بين نحو 5500 دولار و55 ألف دولار، بحسب رغبات صاحبها، منوها إلى أنهم يستخدمون الحجارة المحلية للحفاظ على العبق التاريخي للمنازل التي يرمّمونها، بعد أخذ التصاريح اللازمة من الجهات المعنية.
ولفت كوكسال إلى أن ترميم منزل يستغرق بين شهر وثلاثة أشهر، وفق الميزات المطلوبة، مثل الحمام التركي والجاكوزي والموقد والمسبح، منوها إلى أن معظم البيوت المرممة تستخدم كفنادق صغيرة، فيما القسم الآخر بيوت يقطنها أصحابها.
وبحسب معطيات جمعية "الفنادق الصغيرة"، فإن 85% من فنادق كبادوكيا، من الفنادق الصغيرة، حيث يفضل 50% من السياح المكوث فيها.
وتشتهر منطقة كبادوكيا الواقعة في ولاية نوشهير، بما يعرف بـ"مداخن الجنيات"، إضافة إلى معالم سياحية أخرى، مثل الكنائس المنحوتة في الصخر، والمدن تحت الأرض، فضلا عن الأنشطة الترفيهية، في مقدمتها رحلات المنطاد.
ويعتقد بأن تسمية "مداخن الجنيات"، تعود لمعتقدات شعبية قديمة، تفيد بأن الجن يعيش في كهوف المنطقة وصخورها المعروفة بـ"المداخن"، وهي ناجمة عن تفاعل عوامل الطبيعة، منذ ملايين السنين، واحتكاكات الصخور البركانية بشكل عام، بمياه الفيضانات والرياح الشديدة، إذ إنها أخذت أشكالا مخروطية على قممها كتل صخرية، مع مرور الزمن، حيث يترواح قطر هذه "المداخن" بين متر و15 مترا.