صحافة إسرائيلية

إحباط إسرائيلي من عجز الحواجز عن توفير الأمن للمستوطنين

الحواجز البرية والعوائق الأرضية ليست خالية من العيوب والثغرات التي لا تضمن توفير الأمن بصورة كاملة للمستوطنين
الحواجز البرية والعوائق الأرضية ليست خالية من العيوب والثغرات التي لا تضمن توفير الأمن بصورة كاملة للمستوطنين
تواصل دولة الاحتلال إحاطة نفسها بالحواجز الأمنية والجدران العسكرية خشية استهدافها من قبل قوى المقاومة والدول المعادية من حولها، ولهذا الغرض أقامت الحاجز الأرضي حول قطاع غزة، وكذلك على الحدود الشمالية مع لبنان، وفي وادي الأردن، بهدف تقليل محاولات التسلل الأمني للعناصر المسلحة، رغم أن جيش الاحتلال يعتقد أن القاعدة العسكرية القائلة بأن "رفع السياج سيدفع المهاجم لصناعة سلّم أعلى".

رغم ذلك، فإن هذه الحواجز البرية والعوائق الأرضية ليست خالية من العيوب والثغرات التي لا تضمن توفير الأمن بصورة كاملة للمستوطنين، لأن المنظمات المسلحة تواصل جهودها رغم هذه العوائق ومحاولاتها لإلحاق الأذى بدولة الاحتلال، وتقوم بتطوير تقنيات متنوعة، سواء المهربة من الخارج أو المصنعة ذاتيًا للتغلب على العقبات الأرضية التي يضعها جيش الاحتلال أمامهم.

إيلان فاريد الكاتب في موقع "نيوز ون"، أشار إلى أن "جيش الاحتلال يواصل التعامل مع هذه المحاولات المعادية، بكثير من التعقيد، بجانب تركيب وتحسين الملاجئ وأماكن الإيواء، لا سيما أنه تم الانتهاء من بناء جدار أمني وحاجز تحت الأرض حول قطاع غزة بتكلفة زادت على الثلاثة مليارات شيكل، وبدأت عمليات أرضية لإقامة حواجز على الحدود الشمالية وعلى طول خط التماس وفي وادي الأردن، ومن المتوقع أن تستمر لعدة سنوات، والكلفة كذلك ثلاثة مليارات شيكل".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذه الجدران الأرضية أقيمت خصيصاً لمواجهة محاولات القوى الفلسطينية اختراق الحدود البرية من مختلف الحدود، من خلال إنشاء ممرات علوية، واختراق الحدود نحو إسرائيل باستخدام سلالم قابلة للطي، وبالتوازي حفر أنفاق هجومية حتى الحاجز الأرضي، والخروج منها، باستخدام مركبات محملة بالمتفجرات، ما يكشف عن أوجه قصور خطيرة في هذا الحاجز الأرضي".

وأشار إلى أن "معضلة أخرى تواجه هذه الحواجز الأرضية أنها قد تمنع مرور القوات المعادية والنيران المضادة للدبابات، لكنها لا تمنع إطلاق قذائف الهاون والصواريخ وأسراب من الطائرات المسيرة الانتحارية، وإطلاق النار باستخدام منصات جوية، ما قد يستدعي من جيش الاحتلال تركيب العناصر التكنولوجية مثل أجهزة الاستشعار المختلفة وجيروسكوب ليزري، ما يمنح حرية التنقل والقدرة على المناورة، وتجهيز حواجز التحليق والمركبات الجوية الرباعية للتحليق فوق العوائق الأرضية".

ولا تخفي المحافل العسكرية الإسرائيلية قلقها من حيازة قوى المقاومة لأسراب من الطائرات بدون طيار التي تم تطويرها، ما يكسب أي مواجهة عسكرية قادمة زخماً، لا سيما مع انخفاض ثمنها، ولذلك فإن هناك تقديرا إسرائيليا في المستقبل أن تحاول المقاومة الفلسطينية إطلاق أسراب من الطائرات بدون طيار الانتحارية والطائرات المسيرة التي تحمل عبوات ناسفة وراء الحاجز الأرضي، وإسقاط القنابل على المستوطنات والتشكيلات والمنشآت العسكرية.

في الوقت ذاته، فإن هذه الحواجز الأرضية، وعلى أهميتها، لا تمنح الاحتلال أمناً كاملا، في ضوء حيازة قوى المقاومة لقدرات بحرية قد تحاول إتلاف منصات الغاز باستخدام الصواريخ والزوارق التي تحمل متفجرات، خاصة بعد تسلل مسلحي حماس إلى شاطئ زيكيم خلال حرب 2014، وقرار الاحتلال إقامة حاجز بحري، لكن المقاومة الفلسطينية قد تحاول تجاوزه، ومهاجمة المواقع الاستراتيجية في مدينتي عسقلان وأسدود باستخدام غواصات مجهزة بصواريخ طوربيد بدون طيار أو مأهولة قادرة على البقاء في المياه العميقة لمدة تصل إلى 48 ساعة.
0
التعليقات (0)