هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "السلطة الفلسطينية لم يعد لديها أوراق كثيرة للضغط على إسرائيل، لكن بقيت ورقة واحدة يمكن وصفها بالخطيرة تتعلق بالتنسيق الأمني، صحيح أن الجيش الإسرائيلي لديه حلول لمواجهة سلطة فلسطينية مختلة، لكن عندما يظهر الشارع الفلسطيني، ويقود الموقف الميداني، فإن ثمن المواجهة يرتفع دائما لكلا الجانبين".
وأضاف
جاكي خوجي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، بمقاله في صحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل عاشت أسبوعا صعبا
عندما بدأ شعور السلطة الفلسطينية بالوحدة والعزلة، الأمر الذي من شأنه أن يقترب
من مناطق الخطر، خاصة بعد أن رأت المؤشرات القادمة من تل أبيب بأن حكومتها جادة
بشأن نوايا ضم الأراضي بالضفة الغربية، وأكثر من أي وقت مضى، دون أن يستعد لإنقاذ
السلطة الفلسطينية".
وأكد خوجي، محرر الشؤون الفلسطينية والعربية بإذاعة
الجيش الإسرائيلي، أن "تراجع فكرة الدولة الفلسطينية في تزايد، والفلسطينيون يبحثون
لمحنتهم عن بدائل، مع أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي شهد حلولا غريبة مثل
"إسراطين"، وهي مزيج من إسرائيل وفلسطين. أما المستوطنون، فيريدون على
أي حال قاعدة يهودية واحدة من البحر إلى النهر، وحماس أيضا تحب هذه الصيغة، لكن على
أساس أن تكون تحت الحكم الإسلامي".
وأوضح
أنه "في الوقت الحاضر، فإن السلطة الفلسطينية تمقت هذه الفكرة، وكذلك ترفضها
الحكومة الإسرائيلية، ولكن مع ضعف السلطة، ينتقل النقاش من فكرة الدولتين إلى فكرة
الدولة الواحدة، أذكر حين ضحكوا جميعا من الزعيم الليبي معمر القذافي في ذلك
الوقت، ظنا أنه مهرج، حين دعا لهذه الصيغة، لكني أتوقع أنه في يوم من الأيام
سيقيمون له نصبا تذكاريا في وسط رام الله".
وأشار إلى أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن أن الفلسطينيين لن يحصلوا على الجنسية
الإسرائيلية بعد الضم، رغم أن روحهم ثنائية القومية لم تسقط بعد، وهم يفترضون أن
الرحلة طويلة، وأن الضم من دون جنسية ليس سوى المحطة الأولى، لكنهم في سنوات قادمة، وفي
ظل ظروف معينة، سيحصلون عليها، ومن يعلم، فقد ينجحون في عقد أو عقدين أو ثلاثة بالوصول
لمنصب رفيع في تلك الدولة، ويتمكنون من إنهاء الهيمنة اليهودية".
وأضاف
أننا "أمام خطة عمل ثانية تدور في أذهان الكثير من الفلسطينيين، ممن ولدوا من
رحم اليأس، وشهدوا انهيار الحلم بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، واليوم
تكتسب قوتها مع مرور الوقت، يعلم الفلسطينيون أن مستقبل السلطة في السنوات القادمة
مصدر قلق كبير لإسرائيل، لأنها تضعف اقتصاديا، ولا تتقدم سياسيا، وإذا تم تنفيذ
الضم، فقد يؤدي إلى استنزافها، وتسريع نهايتها".
وأشار إلى أن "الكثير من الفلسطينيين يعتبرون سلطتهم كيانا مفقودا، ويلومونها على فقدان الرؤية الوطنية، وحين تنطلق موجة عنف شديدة في الأراضي المحتلة بعد ضمها لن يجرؤ شرطي فلسطيني على وقف المسلحين ، وإلا سيعتبرونه خائنا على الفور، لأنه من وجهة نظر الحركة الوطنية الفلسطينية، فإن الضم نكبة مستمرة بطرق أخرى".
وزعم
أن "الفلسطينيين في 1948 عارضوا تسوية نصف فلسطين، لكنهم خسروا أجزاء كبيرة
من البلاد، وفي 1967 خسروا رعاتهم الأردنيين، وحين أصبحوا ضعفاء، وافقوا على
التخلي عن ثلاثة أرباع فلسطين، شريطة أن يكون لديهم دولة مستقلة على أقل من ثلث
الأراضي، الآن يريد اليهود أن يقضوا على ما تبقى، ولذلك فإن قليلا من أوراق
المساومة تحتفظ بها السلطة عندما يتعلق الأمر بالقتال ضد الضم".
وأشار إلى أن "واحدة من أقوى الأوراق هي تجميد التنسيق الأمني،
صحيح أن الفلسطينيين انسحبوا بالفعل من هذه المنظومة، لكن إسرائيل لم تنسحب من
خطتها بالضم، ولذلك لم يبق للفلسطينيين سوى أنفسهم، وهنا يكمن الخطر، عندما شعر
الشارع الفلسطيني بأنه على وشك الانفجار، ولدت انتفاضتا 1987 و2000، فقد أشعل الشارع
الفلسطيني كل المنطقة".
وختم
بالقول إنه "قبل خمس سنوات شن الفلسطينيون، بمبادرة منهم، هجمات السكاكين في
شوارع إسرائيل، لكن السلطة الفلسطينية ساعدت إسرائيل آنذاك في احتوائه، لكن غضب
الشارع الفلسطيني اليوم، وبعد عقود من المواجهة، واستخدام القوة الهائلة والوسائل
المعقدة، ربما لن يجد جوابا بعد، أو قدرة على احتوائه".