هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" الناطقة بالألمانية تقريرا، تناولت فيه حقيقة وضع الجيش المصري، خاصة بعد حادثة تفجير مسجد الروضة في سيناء التي كشفت عن مدى عجزه عن التصدي للإرهاب، على الرغم من كل المساعدات التي ما فتئ يتلقاها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العملية الإرهابية، التي استهدفت مسجد الروضة بمدينة بئر العبد، كشفت عن مدى هشاشة جهاز مكافحة الإرهاب في مصر. ويعد هذا الهجوم الإرهابي مؤشرا على مدى قوة تنظيم الدولة على الرغم من الهزائم التي تكبدها في العراق وسوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم يعد الأعنف منذ هجمات 11 من أيلول/سبتمبر سنة 2001، حيث أسفر عن مقتل 305 أشخاص وجرح 128 آخرين من بينهم العديد من الأطفال. وعلى خلفية ذلك، أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الحداد لمدة ثلاث أيام، كما أكد أن دولته تعتزم مواجهة خطر تنظيم الدولة بالحديد والنار. في هذا السياق، شن الجيش المصري غارات جوية ضد معاقل تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، انتهج منذ شهر تموز/يوليو سنة 2013، إستراتيجية تهدف إلى مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء. وقد تجلى ذلك من خلال التدخل العسكري ضد معاقل الإرهاب والعمل على تطوير البنية التحتية في المنطقة، فضلا عن تحسين وضعية الأهالي. ومن المثير للاستغراب أن النظام المصري قد اتهم المتساكنين في سيناء بمساعدة الإرهابيين.
اقرأ أيضا : مخاوف بمصر من تنفيذ إعدامات للتغطية على مجزرة سيناء
وبينت الصحيفة أنه وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة من قبل النظام المصري للتصدي للعمليات الإرهابية التي تواترت في البلاد مؤخرا، إلا أن إستراتيجيته باءت بالفشل.
ففي الواقع، ارتفع عدد مقاتلي تنظيم الدولة ليصل إلى 1500 عنصر، أغلبهم ينحدرون من شبه جزيرة سيناء، فضلا عن بعض العناصر القادمين من المملكة العربية السعودية واليمن وليبيا، بالإضافة إلى الصومال والسودان.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام المصري نجح في تحقيق الاستقرار في البلد بفضل جيشه، الذي يعد الأقوى في العالم العربي.
في حقيقة الأمر، يحظى الجيش المصري بدعم عسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث زودت الإدارة الأمريكية مصر بجملة من الأسلحة بقيمة 1.3 مليار دولار. خلال عهد دونالد ترامب، أبدت واشنطن تأييدها لمصر بغض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام المصري في حق الأفراد.
وأفادت الصحيفة أن مصر تعد صديقة مقربة من إسرائيل، التي تؤمن بأن تنظيم الدولة يحاول السيطرة على شمال سيناء عقب هزائمه في بلاد الشام وليبيا.
في الأثناء، تعمل إسرائيل على الحد من تمادي نفوذ تنظيم الدولة في شمال سيناء أكثر من الحكومة المصرية نفسها. ومن هذا المنطلق، وافقت إسرائيل على جل مطالب الجيش المصري بالتدخل العسكري ضد تنظيم الدولة في محافظة شمال سيناء، التي تعتبر منطقة منزوعة السلاح منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام.
اقرأ أيضا : الجارديان: إدمان السيسي على العنف نوع من الجنون
وأوردت الصحيفة أن الجيش المصري نجح في القضاء على ثلثي أفراد تنظيم "ولاية سيناء"، الذي يعد فرع تنظيم الدولة في المنطقة. ووفقا لتقديرات الخبراء، كان هذا التنظيم يضم في صفوفه 300 مقاتل فقط، قبل أن يتمكن القيادي "أبو أسامة المصري" من إعادة إحيائه.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن التفاوت بين شمال وجنوب سيناء شجع تنظيم الدولة على محاولة الاستيلاء على شبه جزيرة سيناء. ففي الواقع، يحظى جنوب سيناء بنصيب وافر من الاستثمارات في قطاع السياحة وخاصة في كل من خليج العقبة وخليج السويس. ولعل هذا ما يفسر وقوف أهالي هذه المنطقة إلى جانب الجيش المصري في مكافحة تنظيم الدولة. في المقابل، يعاني شمال سيناء من التهميش، مما دفع بعض الأهالي في هذه المنطقة إلى دعم عناصر هذا التنظيم المتطرف.