لم تذهب دولة الاحتلال إلى جنوب لبنان برغبتها وباختيارها الحرّ، وإنّما ذهبت صاغرة ومُجبرة، ولم تصل إلى هناك، وتنتقل إلى «العملية البرّية» التدميرية إلّا لأنّ «الرزمة» قد فشلت فشلاً ذريعاً في الوصول إلى انهيار حزب الله..
بدأت الإدارة الأمريكية تتحدّث عن ضرورة أن تستغلّ دولة الاحتلال «النجاحات» العسكرية للتحوّل إلى مكاسب استراتيجية، والمعنى المباشر لهذا الكلام أنّ الأخيرة لم يعد أمامها سوى الحلّ السياسي..
يعتقد نتنياهو أنّه بات ممكناً "امتصاص" الحالة الداخلية الإسرائيلية إلى حدود عدم الذهاب إلى انتخابات مبكّرة، وربما المراهنة على تفكّك "المعارضة" الإسرائيلية.
لا يستطيع أحد أن ينفي بالكامل بعض الجوانب الصحيحة في هذه الإيحاءات مقابل أن لا أحد يستطيع أن ينفي بأنّ ثمة خلافات واختلافات جدّية بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الأسلوب الأنجع لإدارة الحرب
لا يوجد تفسير عقلاني قادر على توضيح بعض جوانب هذه الحرب، خاصة عجز وفشل النظام العربي بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، وفشله في إجبار إسرائيل على منع الإبادة، ومنع التجويع، ومنع التدمير.
كلّ من يبدي أيّ استعداد للتعاون أو التعامل مع مخطّط إسرائيل من أجل إدارة غزة يُعتبر عميلاً للاحتلال، وهو يخرج من الصفّ الوطني، ويتنكّر لتضحيات شعبنا، ويطعن شعبنا في الظهر، وبالتالي سيتمّ التعامل معه على أساس الخيانة الوطنية..
لن تنفع كل المناشدات، وكل التحذيرات من «مغبّة» الوصول السريع إلى لحظة الاشتعال الكبرى، ولن تجدي كل مفردات الخطاب الإعلامي في وقف هذا المسار طالما أن هذه الحكومة الجديدة في إسرائيل تُحكِم سيطرتها على النظام السياسي
كما تابعنا وتتبّعنا على مدى زمني طويل، كانت حكومة التطرف اليميني في إسرائيل وخلال السنة الأخيرة على وجه الخصوص والتحديد تحاول «حسم» مسألة القدس، وطيّ ملف المدينة، وإخراجها من دائرة التسوية، وإنهاء المعركة حول المدينة بأقصى سرعة ممكنة، وبأعلى وتيرة تهويدية واستيطانية مستفيدة من قرار الرئيس الأميركي ت
سأجازف بالقول، إن الانقلاب القادم في إسرائيل، أي إذا تمت هزيمة نتنياهو، وتشكلت حكومة إسرائيلية من حزب ساعر وحزب لابيد، وحزب ليبرمان بالإضافة إلى حزب العمل و»ميرتس»، ومشروطة بالضرورة بدعم القائمة المشتركة للحصول على الأغلبية التي تؤمّن مثل هذا التشكيل.