اقتصاد عربي

جدل حول هوية الغاز العربي إلى لبنان.. "مصري أم إسرائيلي"؟

 لبنان ينفي تلك المزاعم التي تكررها إسرائيل بشأن "الغاز" في حين تلتزم القاهرة الصمت حيالها-  جيتي
لبنان ينفي تلك المزاعم التي تكررها إسرائيل بشأن "الغاز" في حين تلتزم القاهرة الصمت حيالها- جيتي

أثارت تصريحات وزيرة طاقة الاحتلال الإسرائيلي كارين الحرار، بعدم ممانعة بلادها من أن يجد الغاز الطبيعي المنتج من حقولها طريقه إلى لبنان، الذي يعاني أزمة حادة في نقص الطاقة عبر مصر من خلال "الخط العربي"، الجدل حول هوية الغاز: هل هو غاز مصري كما تقول بيروت أم إنه غاز إسرائيلي كما تزعم تل أبيب؟

وأعلنت الحرار منتصف الأسبوع الماضي، في تصريحات لراديو الاحتلال، أنه لا مشكلة إذا وجد الغاز الطبيعي الذي تصدره إسرائيل لمصر طريقه إلى لبنان، وقالت: "هناك أزمة طاقة كبيرة في لبنان، لا يمكن لأحد أن يفحص الجزيئات ويعرف إن كان مصدرها إسرائيل أم مصر"، مضيفة أنه إذا كانت صادرات الغاز الإسرائيلية "ستجلب الهدوء إلى المنطقة، فليس بوسعي الاعتراض عليها".

وقال الرئيس التنفيذي للشركة الاستشارية والاستثمارية الإسرائيلية "إيكو إنِرجي" أميت مور؛ إن المسار المحتمل لإمدادات الغاز، بالنظر إلى الشبكة الحالية من خطوط الأنابيب، سيكون من ليفياثان إلى خط أنابيب عبر إسرائيل إلى الأردن، متجاوزا مصر، ومن هناك يتجه شمالا عبر سوريا ومنها إلى لبنان عبر خط الغاز العربي.

لكن لبنان ينفي تلك المزاعم التي تكررها إسرائيل في حين تلتزم القاهرة الصمت حيالها، وقال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، في تصريحات سابقة؛ إن المسؤولين المصريين أكدوا لهم أن الغاز مصري 100%، مشيرا إلى أن بلاده في نهاية المطاف ستحصل على غاز من سوريا وفق الاتفاقية التي وقعها وزراء الطاقة والنفط في لبنان والأردن ومصر وسوريا، في أيلول/سبتمبر 2021، لإمداد لبنان بالكهرباء من الأردن والغاز من مصر، للمساهمة في حل أزمته الكبيرة بالطاقة.

من جهته قال وزير البترول المصري طارق الملا، خلال مؤتمر مصر الدولي للبترول "إيجبس 2022"؛ إن "الجدول الزمني لإرسال الغاز إلى لبنان يتسم بالمرونة؛ لأنه يعتمد على شركاء آخرين، دون ذكرهم، وأن العمل الفني لدعم صادرات الغاز إلى لبنان سينتهي في شباط/ فبراير الحالي، ويبدأ الخط العربي من مصر ويمر بالأردن وسوريا وصولا إلى لبنان. 

غاز إسرائيلي عبر الأردن

في سياق تعليقه، قال الخبير في شؤون النفط والطاقة، عامر الشوبكي، لـ"عربي21": "قناعتنا منذ البداية أن الغاز سوف يأتي من إسرائيل إلى لبنان والطريق الأقصر عبر الأردن ومن ثم إلى سوريا ثم إلى لبنان، ودور مصر يقتصر على مليكيتها للخط العربي، إلى جانب أن الأردن هو أحد مستوردي الغاز من إسرائيل بموجب اتفاق تجاري منذ بداية عام 2020. ولكن، أصبح لديه فائض من الغاز المستورد، فكان لبنان هو الوجهة الأقرب الذي يحتاج بشدة للغاز لتوليد الكهرباء".

وأوضح الشوبكي أن "الرفض اللبناني أو السوري لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، هو رفض سياسي بسبب عدم وجود اتفاق سلام يسمح لهما بالاعتراف بأن الغاز المستورد هو غاز إسرائيلي، وتم وضع إطار للاتفاق بأن الغاز من مصر لتهيئة الأجواء لقبوله، ولكن إسرائيل كات أكثر صراحة في الإعلان عن أن الغاز من حقولها".

وعن أهمية هذه الصفقة لتل أبيب، أكد أن "دور إسرائيل أصبح محوريا في مجال الطاقة، فهي تزود مصر والأردن بالغاز الطبيعي والآن لبنان، وهناك خطط لمد أنابيب غاز أخرى لمضاعفة كميات الغاز التي تستقبله مصر، وتقوم بتسييله في محطتي إدكو ودمياط على البحر المتوسط، مع الوقت سيتضح للجميع أن الغاز القادم إلى لبنان هو غاز إسرائيلي".

مصر بوابة إسرائيل للغاز

وتقوم مصر في إطار رغبتها في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، بتصدير الغاز الطبيعي، من خلال الفائض من إنتاج حقولها وهو ليس كبيرا، أو الذي يتم استيراده من دولة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة تسييله بمحطات إسالة على البحر المتوسط بموجب اتفاق تاريخي وقع بين البلدين في 2020 لمدة 15 عاما، لتوريد 85 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي قيمته نحو 19 مليار دولار.

وهو ما يبرر القفزة الكبيرة في قيمة الصادرات من الغاز الطبيعي والمسال خلال العام الماضي بنسبة 550% لتصل إلى 3.9 مليارات دولار، مقابل 600 مليون دولار خلال عام 2020، وارتفعت إلى إلى 6.5 مليون طن، وذلك مقارنة بنحو 1.5 مليون طن.

مصر.. دور صوري

اتفق الباحث السياسي والمتخصص في شؤون الطاقة وقضايا الشرق الأوسط، خالد فؤاد، مع الطرح السابق، وأكد أن "كل المعطيات تؤكد أن الغاز سيكون قادما من إسرائيل إلى الأردن ثم إلى سوريا عبر الخط العربي ومنه إلى لبنان لاعتبارات فنية ومالية، ووضع اسم ضمن الاتفاقية الرباعية (مصر، الأردن، سوريا، لبنان) هو صوري وليس حقيقيا".

وأكد في تصريح لـ"عربي21"؛ "أن رسالة إسرائيل للعرب والعالم من تأكيدها أن الغاز الذي سوف يذهب إلى لبنان هو غاز إسرائيلي، هي أنها قادرة على حل أزمة الطاقة في لبنان البلد العدو، الذي توجد بينهما خلافات كبيرة حول ترسيم الخطوط البحرية أيضا وتخطي تلك العقبة، وأنها لاعب رئيس في المنطقة في مجال الطاقة، كما أن لبنان لا يملك إلا القبول بالصفقة".

وأشار فؤاد إلى أن الغاز الإسرائيلي الحبيس وجد طريقه إلى الدول العربية، مضيفا أن "زيادة صادرات مصر من الغاز  في 2021 ناتج عن استقبالها لكميات كبيرة من الغاز الإسرائيلي من جهة، وزيادة الإنتاج المحلي من جهة أخرى؛ نتيجة زيادة الطلب العالمي على الغاز".

 

التعليقات (2)
آدم لهذا الزمان
الإثنين، 21-02-2022 11:16 ص
غاز فلسطينى مغتصب. عار على أى دولة عربية «شريفة» شراءه بدلا من تحريره.
ابن الجبل
الإثنين، 21-02-2022 09:14 ص
مصر وللأسف المسوق للغاز الاسرائيلي