هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لاقت القمة الخليجية الـ41 المنعقدة بمدينة العُلا شمال غربي السعودية ردود فعل كبيرة، محليا وإقليميا، بعد مؤشرات على انفراج للأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسط توقعات بأن يكون لهذا التقارب والتصالح تأثيرات على عدة ملفات، منها الملف الليبي، وحسمه سياسيا.
ووقعت الدول الحاضرة للقمة على بيان "العلا"، ومنهم دولة مصر التي شهدت تقاربا مع حكومة الوفاق مؤخرا وانفتاحا مع دولة تركيا.
"تساؤلات"
وجاء التقارب الخليجي والمصالحة مع قطر من دول متداخلة بقوة في الملف الليبي، مثل الإمارات ومصر والسعودية، ليطرح عدة استفسارات من قبيل: هل يؤثر التقارب على حسم الأزمة الليبية سلميا؟ وهل يمكن أن تشكل قطر مع السعودية وتركيا تكتلا قويا يواجه أي تحركات لمصر والإمارات بخصوص ليبيا؟ وما موقف القاهرة بعد هذه التغيرات؟
"يد أمريكية قوية"
من جهته، رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، أن "التقارب السعودي القطري سيخدم القضية الليبية، خاصة أن أنصار حفتر باستثناء الإمارات لا يدعمون أي عمل عسكري، ويتوجهون نحو الحل السياسي الذي تدعمه أمريكا وأدواتها في المنطقة، ولعل زيارة الوفد المصري لطرابلس يدعم هذا الاتجاه".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "هذا التقارب من الصعب أن يتحول إلى تكتل ضد الإمارات، لكنه تغير في السياسة السعودية لم يعد يتماهى مع نزوات أبوظبي وتوجهها التدميري في ليبيا واليمن"، وفق تقديراته.
"آثار إيجابية"
وأكد عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، إبراهيم صهد، أن "هذا التقارب وعودة العلاقات العربية-العربية إلى التعاون يمكن أن يحقق حلولا للأزمات التي تعاني منها المنطقة بأكملها، ومنها الملف الليبي، وننتظر ما يترتب على هذا التقارب من آثار إيجابية على الملف الليبي، خاصة مسار الحوار الدائر الآن".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "كما نأمل أن تنضم دولة مصر إلى هذا التوجه الجديد، وأن تساهم بقوة في مساعدة الليبيين على حل أزمتهم سياسيا، وأن ترفض التصعيدات العسكرية أو حروب جديدة يمكن أن يقوم بها خليفة حفتر"، كما نتطلع أن يمتد هذا التقارب ليشمل كل دول الخليج، وكذلك دول المغرب العربي، حتى يتحقق الاستقرار في ليبيا، ونأمل أن يحدث ذلك بتدخلات إيجابية أو على الأقل الحياد في هذا الملف"، وفق تصريحه.
"تبادل أدوار وفقط"
لكن عضو البرلمان الليبي، ربيعة بوراص، قالت من جهتها إن "تأثير المصالحة على الملف الليبي هو فقط من ناحية الخطاب، كون الحالة الليبية أساسا لم تصطف اصطفافا كاملا مع الصراع الخليجي، بل كان هناك انقسام بين المجموعات الحزبية والأيديولوجية العسكرية والإسلامية والمدنية منها حول الهوية السياسية لدولة ليبيا".
وتابعت: "ولا أعتقد أن يكون لتقارب السعودية وقطر أي تأثير على الدور الإماراتي في بعض الملفات الخارجية مثل الملف الليبي، ربما يكون هناك تسويات أو تبادل أدوار، لكن لن تصل إلى حدية في التعامل، أما أزمة ليبيا فهي أكبر من مصالحة بين شقيقين"، وفق كلامها لـ"عربي21".
"عزل الإمارات"
الباحث السياسي الليبي المقيم في قطر، أسامة كعبار، رأى أن "ما يجري هذه الأيام من مصالحة سعودية-قطرية وتقارب سعودي-تركي يصب في مصلحة العديد من الملفات العربية، في ليبيا وسوريا واليمن، بالإضافة إلى أن مصر تسير في اتجاه الابتعاد عن الإمارات والتقارب مع تركيا والتعاون على مستوى المعلومات".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "المصالحات الحالية ستعزل الإمارات، والتي تمددت بشكل كبير لا يتوافق مع إمكانياتها الصلبة، وما يحدث الآن هو عملية تصحيح المسار على الساحة العربية، وتقويم ما أفسدته "أبوظبي"، وبالتأكيد سيعود هذا بإيجابية على الملف الليبي وغيره من ملفات المنطقة"، كما رأى.