من الطبيعي أن الحاكم العربي يمتعض من مطالبة شعبه بأن يكون له حقوق وفقا للقانون، وأن يكون مواطنا وليس رعية، لأن التقاليد السياسية في المنطقة العربية استقرت على أن الحكام ومن يتبعهم في مرتبة والشعوب في مرتبة أخرى، وأن عطايا الحاكم للشعب من الفضائل مادام هو السيد الأعلى.
في الأسبوع الأخير من آذار/ مارس، يجتمع القادة العرب في عمان في القمة السنوية. ويزداد قلقنا مع كل قمة، وتمنينا في كل مرة أن تكون الأخيرة، بعد أن بلغ الحال بالعالم العربي إلى هذا المستوى.
المعلوم أن إسرائيل والخليج والولايات المتحدة وروسيا تشكل أركان الثورة المضادة ضد ثورات الشعوب العربية. ولا سبيل إلى الجدل حول هذا الموضوع لأن إسرائيل لا تطيق حكما ديمقراطيا في مصر، وأن إسرائيل تزدهر على تعفن الحالة المصرية..
لا شك في أن الحل الأمثل للأزمة السورية المعقدة هو الحل السياسي، لأن إدارتها من جانب بعض الدول الكبرى بقصد استطالة أمدها وإنهاك الوطن السوري وإذلال شعبه، لا يجوز التسليم بها. وإذا كانت جولة «جنيف- 2» فشلت، فيجب أن نواصل البحث في جولة ثالثة تستفيد من ثغرات الجولتين السابقتين. وحتى يتحقق ذلك تظل الأزمة