سياسة عربية

التضارب بين بغداد وواشنطن.. هل بدأ الخلاف حول الموصل؟

آليات الجيش العراقي في الفلوجة - الأناضول
آليات الجيش العراقي في الفلوجة - الأناضول
أثار تضارب التصريحات بين واشنطن وبغداد بشأن توقف العمليات العسكرية في الموصل من عدمها، تساؤلات حول ملامح خلاف بين الجانبين في إدارة المعركة بعد أسبوعين من انطلاقها لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة التي سيطر عليها منذ حزيران/ يونيو 2014.

وكان التحالف الدولي أعلن الجمعة، قيام القوات العراقية بـ"التوقف" لمدة يومين عن شن هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة، لافتا إلى أن "الأمر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل".

وفي بيان رسمي للحكومة العراقية ردا على إعلان التحالف قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، السبت، إن العمليات مستمرة في جميع المحاور ولن تتوقف إلا بتحرير نينوى بالكامل.

وقال العبادي في حديث للتلفزيون العراقي الرسمي مساء السبت: "اليوم وأمس تم تحرير وتطهير عدة قري ومدن وستستمر المعركة لحين تحرير كامل نينوى"، لافتا إلى أن "المعركة مستمرة ولا توقف في محاورها مطلقا".

وشدد رئيس الوزراء العراقي في حديثه قائلا: "لن يتمكن المغرضون والمندسون من عرقلة جهود وتضحيات أبطالنا لتحرير الوطن الذي دنسه الأعداء وأذنابهم".

وفي قراءة لتصريحات الجانبين تواصلت "عربي21" مع باحثين سياسيين مختصين في الشأن العراقي لمعرفة ما إذا كان تضارب التصريحات بين الطرفين يشكل بوادر خلاف حقيقية بشأن معارك الموصل وأنه قد يتسبب بوقف العمليات.

وقال المحلل السياسي العراقي الدكتور جاسم الشمري، إن "تصريحات الحكومة العراقية تأتي ضمن سياق إثبات الذات، إذ إن الولايات المتحدة الأمريكية هي المتحكم الرئيس في الساحة العراقية ومن بعدها تأتي إيران".

وأوضح في حديث لـ"عربي21"، أن "العبادي خرج بتصريحاته حتى يثبت للجمهور أن الحكومة موجودة وهي التي تسير المعارك، لكن الواقع غير ذلك، فإن القوات العراقية لا يمكنها أن تخوض المعارك دون التغطية الجوية لطيران التحالف الدولي".

يذكر أن الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد محور عمليات جهاز مكافحة الإرهاب في معركة الموصل، نفى السبت، توقف المعارك لاستعادة المدينة من سيطرة تنظيم الدولة.

وقال الساعدي في تصريح له، إن المعارك مستمرة، وما جرى هو إعادة تنظيم الصفوف للقوات المشتركة بعد تسليم عدد من المناطق المحررة التي تم تطهيرها إلى القطعات المحلية المساندة لمسك الأرض فيها.

صراع أمريكي-إيراني

وعن إمكانية وجود صراع بين أمريكا وإيران في عمليات الموصل، قال الشمري إنه "لا يمكن أن نؤمن أن ثمة صراع بين أمريكا وإيران بشأن العراق، فمنذ تصريحات إيران عام 2003 بأنها هي التي سهلت احتلال أمريكا للعراق، لم نشهد تناحرا بينهما".

وأعرب الشمري عن اعتقاده بأن يكون الاتفاق النووي الإيراني مع أمريكا قد يكون فيه جزء متعلق بالعراق، حيث تتيح واشنطن لطهران بموجب الاتفاق التدخل في الساحة العراقية بحرية.

لكنّ باحثا آخر في الشأن السياسي العراقي، له رأي يخالف فيه ما ذهب إليه الشمري، فإنه يعتقد بأن "ما نسمع عنه ونراه هو صورة صراع غير مباشر بين أمريكا وإيران وعلى الأرض بين الجيش العراقي والحشد الشعبي"، لافتا إلى أن "العمليات العسكرية في الموصل مستمرة".

وقال الدكتور عدنان التكريتي في حديث لـ"عربي21"، إن "تقديرنا أن المعركة ستطول. تنظيم الدولة سيقاتل ويؤذي الأهالي ويدمر معالم المدينة"، لافتا إلى أن "الحشد الشعبي سيدخل قضاء تلعفر والمخاوف منه مبررة".

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، المليشيات الشيعية التي أعلنت أنها شنت هجوما على تلعفر، من مغبة مهاجمة التركمان في المنطقة.

وأطلقت مليشيات الحشد الشعبي رسميا، السبت، عملياتها العسكرية في المحور الغربي للموصل باتجاه قضاء تلعفر ذي الغالبية التركمانية لاستعادته من تنظيم الدولة، حسبما أعلنت ذلك في بيان لها.

وقال الناطق باسم الحشد، أحمد الأسدي: "انطلاق الصفحة الثانية من العمليات الكبرى على المحور الغربي لمدينة الموصل، حيث تكفل أبناؤكم وإخوانكم في الحشد الشعبي باستعادة كل المناطق المغتصبة والمحتلة بعد سنتين من إذلال الاحتلال".
التعليقات (1)
محمد احمد
الأحد، 30-10-2016 04:38 م
لا يوجد صراع امريكي-إيراني بل الاثنان متفقان على اذلال العرب السنة و طردهم من الموصل. و لا يوجد خلاف امريكي-إيراني مع روسيا بل الاثنان متفقان على نفس الهدف مع روسيا في معركة حلب. يكفي من الاعلام العربي ضحك على العرب السنة و لنقول صراحة ان الجميع متـأمر عليهم و ان أمريكا-روسيا تعملان على اخلاء العراق و سوريا من العرب السنة. الى الان اكثر من 20 مليون عربي سني مطرود و مهجر من سنة العراق و سوريا من مدنهم يعني اكثر من مما حصل حتى في فلسطين. أمريكا متحالفة مع ايران و شيعة-اكراد ضد العرب السنة، في سوريا روسيا متحالف مع ايران و العلويين-الشيعة و الاكراد ضد العرب السنة. حلفاء أمريكا هم انفسهم حلفاء روسيا و هم انفسهم يقاتلون في العراق و سوريا فهل هذه مصادفة ام مخطط.