سياسة عربية

القمة العربية الـ28 تنهي أعمالها في الأردن (شاهد)

يحضر القمة أكبر عدد من الزعماء العرب- جيتي
اختتمت القمة العربية الثامنة والعشرين أعمالها مساء الأربعاء بتجديد الدعوة لاقامة دولة فلسطينية، وحل الصراع مع اسرائيل على أساس الدولتين، ودعوة دول العالم لعدم نقل سفاراتها الى القدس المحتلة دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم. 

وتلا البيان الختامي الذي تابعته "عربي21" أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث أكد رفض الدول العربية على أي تدخل في شؤونها الداخلية، كما دعت الى إقامة منطقة للتجارة الحرة بين الدول العربية.

وقال العاهل الأردني، عبدالله الثاني، في كلمة له بالجلسة الختامية: "لقد قمنا خلال هذه القمة، بمناقشة جميع القضايا بمنتهى الشفافية، للخروج بجملة من القرارات والتوصيات المهمة، التي سنحرص خلال رئاستنا للقمة، على العمل معكم لترجمتها على أرض الواقع". 

وشدد على " أهمية تعزيز ومأسسة العمل العربي المشترك، على النحو الذي يمكننّا من تجاوز التحديات التي تواجهنا ويخدم قضايا أمتنا". 

وكانت أعمال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس جامعة الدولة العربية على مستوى القمة قد انطلقت في الأردن بمشاركة ملوك، ورؤساء، وأمراء الدول العربية، في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت جنوبي العاصمة عمان.


وإلى جانب رؤساء الدول، يحضر أعمال القمة، الأمين العام للأمم المتحدة؛ ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي؛ والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي؛ والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي؛ ورئيس البرلمان العربي؛ والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي؛ والمبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي؛ إضافة إلى مبعوث الحكومة الفرنسية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "بترا".

وتسلم الملك عبدالله الثاني، رئاسة القمة العربية في دورتها العادية الثامنة والعشرين "قمة عمان" من رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، رئيس الدورة العادية السابعة والعشرين التي عقدت في نواكشوط العام الماضي.

كلمة الرئيس

وقال العاهل الأردني في كلمة افتتاح القمة إن الأمة العربية أمام تحديات مصيرية، "ومن أهمها: أولا: خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد أمتنا، ويسعى لتشويه صورة ديننا الحنيف، واختطاف الشباب العربـي ومستقبلهم. وواجبنا أن نعمل معاً على تحصينهم دينيا وفكريا. فالإرهاب يهددنا نحن العرب والمسلمين أكثر مما يهدد غيرنا، وضحايا الإرهاب أكثرهم من المسلمين، ولا بد من تكامل الجهود بين دولنا والعالم لمواجهة هذا الخطر من خلال نهـج شمولي".

وثانيا، هاجم التوسع الاستيطاني لإسرائيل قائلا إنه يعمل على تقويض فرص السلام: "فلا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين".

وشدد على أن "الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتيـن العربية والإسلامية".

كما شدد على وقوف الأردن في وجه محاولات تغير الوضع القائم قائلا: "أنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية. فلا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد، وهو ما سيكون كارثياً على مستقبل المنطقة واستقرارها".

وعن الأزمة السورية قال إنه ومع دخول الأزمة السورية عامها السابع، "نأمل أن تقود المباحثات الأخيرة في جنيف وأستانا إلى انفراج يطلق عملية سياسية، تشمل جميع مكونات الشعب السوري، وتحافظ على وحدة الأراضي السورية، وسلامة مواطنيها، وعودة اللاجئين؛ فالأردن يستضيف أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ من أشقائنا السوريين، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين، ما يجعل المملكة أكبر مستضيف للاجئين في العالم، ونحن نتحمل كل هذه الأعباء نيابة عن أمتنا والعالم أجمع".

اقرأ أيضا: سقوط مؤلم لرئيس لبنان وملك الأردن ينتشله من الأرض (شاهد)

كما أكد على دعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب، "تمهيدا لعملية سياسية شاملة بمشاركة كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، تضمن حقوق الجميع، وتؤسس لعراق مستقر وموحد".

كما أشار إلى دعم الجهود "المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن في اليمن وليبيا، وتحقيق مستقبل واعد لشعبـيهما الشقيقين. وفي هذا السياق، لا بد لنا أن نأخذ زمام المبادرة لوضع حلـول تاريخيـة لتحديـات متجذرة، مما يجنبنا التدخلات الخارجية في شؤوننا".

كلمة الرئيس السابق

وألقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، رئيس القمة العربية السابقة في دورتها الـ 27، كلمة في مستهل أعمال القمة، قال فيها إن القمة تنعقد في وقت نحتاج فيه إلى تجنيب منطقتنا العربية المزيد من التأزيم وتعزيز التفاهم والتعاون بين العرب وإسماع صوتهم والدفاع عن قضاياهم العادلة في المحافل الإقليمية والدولية.

واستعرض في كلمته جهود بلاده في تنفيذ ومتابعة القرارات العربية الصادرة عن قمة نواكشوط ومنها إدانة الاستيطان للأراضي الفلسطينية المحتلة حين صادق مجلس الأمن الدولي على قرار 2334، كما عكست نتائج القمة العربية الإفريقية الرابعة عمق متانة العلاقات بين إفريقيا والعالم العربي وتمسك الأفارقة بمواقفهم المبدئية والثابتة لدعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأشار إلى مؤتمر باريس للشرق الأوسط الذي اكد فيه المجتمعون على التمسك بحل الدولتين لتحقيق السلام في المنطقة، وطالب بعدم اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب بخصوص القضايا الكبرى العالقة، ورحب بالقرار الأممي الرافض للاستيطان.

اقرأ أيضاضاحي خلفان يسخر من قمة البحر الميت بسؤال.. ماذا قال؟

ودعا السوريين إلى "إنهاء فوري للاقتتال الداخلي وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ على وحدة سوريا وضمان السيادة السورية على كامل الأراضي السورية".

وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال الرئيس ولد عبد العزيز، إنه لاتزال الأوضاع هناك تشكل خطرا حقيقيا على السلم والتماسك والاجتماعي والأمن، ويتوجب علينا اليوم دعم كافة الجهود لإيجاد اتفاق شامل يحقق السلام في ليبيا.

وأشار إلى أنه في اليمن يتواصل القتال للعام الثالث على التوالي، الأمر الذي يهدد السلم والأمن ويخلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وأشاد بتراجع "جماعات الإرهاب" أمام إنجازات الحكومة العراقية.

ورحب الرئيس الموريتاني بالانفراج السياسي في لبنان باختيار الرئيس ميشيل عون.

وفي اليومين السابقين للقمة، عقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعات في المركز بمنطقة البحر الميت تركزت على المواضيع التي ستطرحها القمة.

وقال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته إنه "لا يخفى على أحد منا حالة القلق التي تعتري المواطن العربي".

ودعا أبو الغيط الدول العربية إلى "العمل بكل سبيل ممكن من أجل تفعيل الحضور العربي في الأزمات الكبرى سواء في سوريا أم في البؤر الأخرى للصراعات في اليمن وليبيا، فهذه الأزمات جميعا تشكل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي".

وأضاف: "لا يصح في رأيي أن يبقى النظام العربي بعيدا عن أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث وأعني بذلك المأساة السورية، لا يصح أن ترحل هذه الأزمة الخطيرة إلى الأطراف الدولية والإقليمية يديرونها كيفما شاؤوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم".