سياسة دولية

أحد ممولي حزب الله بيد السلطات الأمريكية.. هل سلمه المغرب؟

وزارة العدل الأمريكية لم تؤكد أن المغرب هو الذي قام بتسليم تاج الدين- أرشيفية
يكتنف الغموض آلية تمكن السلطات الأمريكية من توقيف واعتقال أحد الممولين الرئيسيين لحزب الله اللبناني، في أحد المطارات الأمريكية فور وصوله قادما من المغرب التي أوقفته سابقا بناء على طلب أمريكي.

وأثارت عملية اعتقال وبدء محاكمة قاسم تاج الدين أحد أذرع حزب الله المالية في الخارج، العديد من التساؤلات حول آلية وصوله أمريكا وما إذا كانت السلطات المغربية سارعت فور اعتقاله إلى تسليمه لواشنطن.

وأكد موقع “النشرة” الالكتروني اللبناني أن تاج الدين المتهم بتمويل “النشاطات الارهابية”، قد تم تسليمه بالفعل إلى المخابرات الأميركية.


وسبق للنائب العام التمييزي اللبناني القاضي سمير حمود أن وجه كتابا الى الانتربول المغربي طلب فيه اعلامه، إن كان رجل الاعمال اللبناني قاسم تاج الدين موقوفا لدى السلطات المغربية وفي حال الايجاب ابلاغه عن سبب توقيفه”، مضيفاً انه الى الآن لم يتلق جوابا عن كتابه .

بدوه قال موقع جنوبية اللبناني نقلا عن المحامي شبلي ملاّط، محامي تاج الدين، ان " المزاعم كلّها التي صدرت بحق تاج الدين، سواء من الولايات المتحدة الاميركيّة، او المغرب، او اي بلد اخر، حول ارتباطه بنشاطات ارهابيّة، هي عبارة عن ادعاءات كاذبة" .

وأشار ملاط إلى أن " تاج الدين رجل اعمال بنى نفسه بتعبه ومجهوده الشخصي، وأعلن صراحة في أكثر من مناسبة أنه لا يدعم اي عمل ارهابي سياسي، وأنه يعارض كل نشاط شبيه فيه عنف من اي نوع كان.

وأضاف " تاج الدين رجل أفنى حياته لزوجته، وأولاده، وأحفاده، وحارب كثيراً للمحافظة على اسمه وسمعت" .

وأوقف تاج الدين في 13 آذار الحالي من قبل السلطات المغربية في مطار الدار البيضاء. وكان قد أدرج اسم تاج الدين في العام 2009 على لائحة الارهاب من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة التابع لوزارة الخزّانة الأميركيّة .

وأعلنت السلطات الأمريكية، الجمعة، عن توجيه محكمة تهما لتاج الدين بوصفه مساهما ماليا مهما لحزب الله، بسبب محاولته التهرب من عقوبات تستهدفه.

وتاج الدين الذي تم طرده من المغرب إلى الولايات المتحدة، وجهت إليه محكمة اتحادية في واشنطن الاتهام بعد نحو ثماني سنوات من إدراجه على اللائحة السوداء الأمريكية "للإرهابيين" بسبب جمعه عشرات الملايين من الدولارات لصالح حزب الله.

اقرأ أيضا: المغرب يوقف مقربا من حزب الله مدرجا بقوائم الإرهاب الأمريكية

وهو متهم خصوصا بانتهاك العقوبات الأمريكية ضد الجماعات المسلحة وبغسل الأموال.

وألقي القبض على تاج الدين لدى وصوله إلى الدار البيضاء في 12 آذار/ مارس بناء على طلب السلطات الأمريكية. 

ووصل تاج الدين إلى الولايات المتحدة صباح الجمعة، لكن وزارة العدل لم تؤكد ما إذا كانت الحكومة المغربية هي التي قامت بتسليمه أم لا، ودفع تاج الدين البالغ من العمر 62 عاما ببراءته.

وفي أيار/ مايو 2009، اعتُبر تاج الدين، الذي يعمل في تجارة المواد الخام في الشرق الأوسط وأفريقيا، "مساهما ماليا مهما" لمنظمة مسلحة، وتم استهدافه بعقوبات. 

وأوضح نائب وزير العدل الأمريكي كينيث بلانكو، في بيان، أنه "بسبب دعمه لحزب الله، وهو منظمة إرهابية دولية كبرى، فقد فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على قاسم تاج الدين في عام 2009 حظرت (عليه) التعامل مع الأمريكيين أو الشركات الأمريكية".

اقرأ أيضا: هل شرع المغرب في تسليم مقرب من حزب الله إلى أمريكا؟

والقرار الذي صدر الجمعة لا يتهمه بتقديم دعم مالي في الآونة الأخيرة لحزب الله، بل بإعادة هيكلة أعماله بعد العام 2009، من أجل التهرب من العقوبات ومواصلة التجارة مع الشركات الأمريكية.

وكان تاج الدين يشتري المواد الخام من المصدّرين الأمريكيين ويدفع عبر تحويلات مصرفية، بقيمة إجمالية قدرها 27 مليون دولار. ولم تكن الشركات الأمريكية المنخرطة في تلك التعاملات التجارية تعلم أنها متورطة معه.