ملفات وتقارير

قصف حفتر يستفز "البنيان المرصوص".. هل بدأ الصدام؟

قصفت طائرات تابعة لحفتر الاثنين معسكر كتيبة "19-9" التابع لعملية البنيان المرصوص- أرشيفية (أ ف ب)
أثار قصف طائرات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الاثنين، معسكر كتيبة "19-9" في منطقة الجفرة بمدينة هون، التابعة لرئاسة الأركان الليبية بطرابلس، والمنضوية تحت لواء عملية "البنيان المرصوص"؛ ردود فعل غاضبة سياسيا وعسكريا.

وحذرت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الليبية، قوات حفتر من المساس بأي قوات تابعة لها، مطالبة من اعتدى على الكتيبة بعدم تكرار الأمر مجددا، وإلا فإنها ستقوم بـ"الرد المضاد"، بحسب بيان المركز الإعلامي لـ"البنيان المرصوص" الاثنين.

واستنكر "المجلس العسكري في مصراتة وكتائب الثوار التابعة له" القصف، محذرا "مليشيات حفتر" من "أي عمل إجرامي يهدد أمن واستقرار البلاد"، ومتعهدا بأن رده "سيكون قاسيا في زمانه ومكانه" بحسب بيان للمجلس.

من جانبه؛ أوضح المتحدث باسم قوات حفتر، العقيد أحمد المسماري، في تصريحات إعلامية، أن قواته قامت بقصف معسكر تابع لما وصفها بـ"مليشيات سرايا الدفاع" في الجفرة، مؤكدا أن هناك عناصر تابعة لتنظيم القاعدة متمركزة في الكتيبة، على حد قوله.

وأثار هذا الحدث عدة تساؤلات حول حقيقة الصدام المنتظر بين قوات البنيان المرصوص التي خاضت حربا شرسة ضد تنظيم الدولة في مدينة سرت، وبين قوات حفتر المشتتة في الشرق الليبي، وهل بدأ الصدام المسلح بينهما فعليا؟ وما مصيره؟

ضربة استباقية

وقال عضو المؤتمر الوطني السابق، فوزي العقاب، إن "ما حدث يتمحور حول حالة الصراع الدائر حول الهلال النفطي، ومنع محاولة السيطرة عليها من قبل سرايا بنغازي"، ملاحظا أن هناك "أفولا لنجم البرلمان، وبروزا لحفتر بشكل قوي على المستوى الدبلوماسي؛ بعد سيطرته على الهلال النفطي".

وأضاف العقاب لـ"عربي21" أن "قصف الجفرة الأخير؛ هو ضربة استباقية لمنع أي تقدم لسرايا بنغازي، ولا علاقة له بتقدم قوات حفتر نحو طرابلس"، ذاهبا إلى أنه "لا يمكن الجزم بأن الكتيبة التي تم قصفها تابعة فعليا للبنيان المرصوص".

من جهته؛ أكد الناشط الفيدرالي الليبي، أبو بكر القطراني، أن "الصدام بين الكرامة والبنيان بدأ بالفعل".

وقال القطراني لـ"عربي21" إن قوات البنيان المرصوص تريد السيطرة على النفط كخطوة أولى، أما حفتر فهو يريد تحرير طرابلس، مشيرا إلى أنه "إذا لم تكن هناك قوة حقيقية داعمة لهذا التوجه في جهة الغرب؛ فسيكون الأمر صعب التحقيق".

استدراج

أما الباحث والأكاديمي الليبي حسن الأشلم؛ فقد رأى أن "ما حدث ما هو إلا محاولة استدراج للطرفين كي يقعا في الصدام"، مبينا أن "هذه المحاولة قامت بها أطراف مهمشة، كأتباع النظام السابق، أو مجلس الشورى في مدينتي درنة وبنغازي، أو قوات آمر المنشآت النفطية السابق إبراهيم جضران".

وقال الأشلم لـ"عربي21": "وأعتقد أن الطرفين، "البنيان و"الكرامة"، يعلمان مقدار الخسارة في الصدام وأنها ستكون مشتركة، ومن ثم فالأمور ستتجه إلى التهدئة أكثر من التصعيد لأن الغرب الليبي موجود في صلب الطرفين".

بدوره؛ قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عمر المختار الليبية، رمضان بن طاهر، إن "ما يحدث الآن في ليبيا أشبه بصراع الفتوات، حيث إن كل طرف يريد فرض إرادته بقوة السلاح.

وأضاف ابن طاهر لـ"عربي21" أن "التصعيد العسكري الأخير بين الكرامة والبنيان؛ هو التحدي الأكبر الذي يواجه العقل الوطني الليبي منذ 2011"، متابعا بأن "السؤال هنا هو: هل يمكن مواجهة ومنع هذا الصدام المحتمل بما يتيح إمكانية توظيف قدرات كل طرف لصالح كسب المعركة الأساسية التي يكون فيها الوطن هو الرابح؟ هذا هو جوهر التحدي".