ملفات وتقارير

بعد حفتر.. ماذا يفعل رئيس برلمان طبرق في روسيا؟

يرتبط صالح بحفتر ولا يعترف بحكومة الوفاق في طرابلس- أرشيفية
تشهد روسيا حركة زيارات ولقاءات بشخصيات من الأطراف الليبية، كان آخرها زيارة رئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح، إلى موسكو، بعد نحو أسبوعين من زيارة مماثلة لحليفه، اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وفي السياق ذاته، التقى وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني بطرابلس، العقيد المهدي البرغثي، السفير الروسي لدى ليبيا إيفان ملوتكوف.

وبحسب تصريحات لمستشار صالح، الأربعاء، فإن الأخير التقى في موسكو المبعوث الشخصي للرئيس الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ومن المقرر أن يلتقى رئيس البرلمان الروسي (الدوما)، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي المؤسسة العسكرية الروسية والنفط، وفق قول المستشار.

وفي المقابل، أكد السفير الروسي في ليبيا أنه بحث "أوجه التعاون العسكري بين ليبيا وروسيا" خلال لقائه وزير الدفاع بحكومة الوفاق، وقال إنه يجري ترتيب زيارة له إلى روسيا "في القريب العاجل".

وأثارت هذه الزيارات واللقاءات مع كل الأطراف، شرقا وغربا، تكهنات حول الدور الروسي المنتظر في ليبيا، ومع من تتعاون موسكو، ومن تدعم، ولماذا أصبحت موسكو قبله للساسة في ليبيا.

بحث عن تسوية

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام، عمر حميدان، إن "تقارب الروس مع باقي الأطراف في ليبيا، باستثناء المؤتمر الوطني، لن يخرج عن إطاره الطبيعي من التواصل وإيصال وجهة النظر السياسية لعضو دائم في مجلس الأمن وفاعل في الساحة السياسية، وطرف في التوازنات الدولية الحالية".

وأضاف لـ"عربي21": "لا اعتقد أن يصل التقارب مع موسكو إلى إطار التعاون السياسي أو التحالف على حساب الدول الغربية ذات المصالح في الداخل الليبي"، وفق قوله.

من جهته، رأى عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، فوزي العقاب، أن "الدور الروسي بدأ في البروز، ليس فقط في ليبيا، بل في المنطقة كلها، وبدأ يسترجع حلفاءه شيئا فشيئا، أمام تلكؤ الغرب في سوريا مثلا، وارتباكه (الغرب) وتخبطه في سياساته مع حلفائه، كما حدث مع المملكة السعودية"، على حد وصفه.

وقال لـ"عربي21": "أيقنت الدول التي تبحث عن استقرارها في المنطقة أن وضع البيض كله في سلة أوروبا وأمريكا قد يستفز الدب الروسي، وهذا الأمر ينسحب على ليبيا طبعا".

وأوضح أن "الدور الروسي (في ليبيا) بدأ يتضح مع تنامي دور خليفة حفتر كفاعل رئيسي في المشهد السياسي الليبي. ولكونه أحد الأطراف الرئيسية التي تعارض حكومة الوفاق، حاول الحكومة البحث عن تسوية من خلال موسكو"، وفق تقديره.

سلاح وموقف دولي

وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي الليبي، رمضان بن طاهر، إن "حالة الزخم الروسي ربما قد تكون مؤشرا على أن الدور أو النفوذ الروسي سيتعاظم في الملف الليبي، خاصة في المنطقة الشرقية، ومجلس النواب (في طبرق) يسعى للاستفادة من ذلك في دعم عملية الكرامة؛ لوجود دول تؤيد الوضع الموجود في غرب ليبيا"، كما قال.

وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "العامل الخارجي بات الآن أقوى من العامل الداخلي في إدارة الأزمة الليبية".

ورأى الصحفي الليبي، مختار كعبار، أن "الأطراف الليبية المتصارعة على السلطة تبحث عن ظهير قوي، خاصة أن الغرب مواقفه مهتزة ومتغيرة، وهي ترى في روسيا البديل"، على حد قوله.

وعبّر عن اعتقاده، في حديث لـ"عربي21"، بأن روسيا "يمكنها تنفيذ ضربات جوية ضد مليشيات معينة، واتخاذ موقف في مجلس الأمن يدعم الطرف الذي ستتعامل معه، وتقديم أسلحة وذخائر وقطع غيار للسلاح الروسي الذي تملكه ليبيا منذ عهد القذافي".

النفط

من جهته، قال الناشط السياسي الليبي، فرج فركاش، إن "روسيا الآن تريد فتح قنوات مع جميع الأطراف، حتى لا تكرر الخطأ الذي وقعت فيه أثناء ثورة فبراير 2011. وبحكم علاقتها بكل الأطراف وثفلها الدولي، يمكنها تحقيق تقارب بين وجهات نظر أطراف الصراع"، وفق تقديره.

وأضاف فركش لـ"عربي21": "روسيا تضع أعينها على العطاءات المحتملة لشركاتها النفطية في الوسط والجنوب الليبي، وهي لا تريد أن تخسر أي طرف؛ حتى لا تخسر مصالحها".

لكن الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، رأى من جانبه أن "روسيا تنتظر استقرار المشهد في ليبيا، للتسريع من إتمام عقود مؤجلة (أغلبها عقود تسليح)"، مستدركا: "لكن من يراهن على موسكو، فليتذكر رهان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على الروس إبان حرب الخليج، وكيف كانت نتيجة هذا الرهان"، وفق قوله لـ"عربي21".