سياسة عربية

الحكومة التونسية تؤكد تورط عناصر أجنبية باغتيال الزواري

سياسيون ونشطاء تونسيون طالبوا الحكومة بالشفافية في التحقيقات- أرشيفية
أكّدت رئاسة الحكومة التونسية تقدم التحقيقات الخاصة باغتيال مهندس الطيران محمد الزواري واستدلالها من خلال التحقيقات على تورط عناصر أجنبية في العملية.

وتابعت الحكومة في بلاغ رسمي أصدرته، مساء الأحد، أّنّ "الدولة ملتزمة بتتبع الجناة الضالعين في عملية اغتيال المرحوم محمد الزواري داخل أرض الوطن وخارجه بكل الوسائل القانونية وطبقا للمواثيق الدولية".

وقالت إن وزارة الداخلية ستتولّى اطلاع الرأي العام على كل مجريات الواقعة في الإبان حفاظا على سرية التحقيق وضمان نجاعة أكبر في الحصول على الأدلة.

اختراق صهيوني

وكانت أحزاب وشخصيات سياسية دعت، الأحد، الحكومة التونسية إلى الخروج عن صمتها والكشف عن ملابسات عملية اغتيال المهندس المخترع الزواري، الخميس، بمدينة صفاقس بالجنوب، مُحمّلة إيّاها المسؤولية الكاملة لما اعتبرته "الاختراق الصهيوني لسيادة البلاد".

وتظاهر عدد من السياسيين ونشطاء المجتمع المدني، الأحد، أمام المسرح البلدي بالعاصمة، مندّدين بالاغتيال التي وصفوها بالجبانة، داعين الحكومة إلى تنظيم جنازة وطنية رمزية.

وشبّهت النائبة بالبرلمان عن التيّار الديمقراطي سامية عبّو اغتيال الزواري بعمليتي تصفية المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013، مستغربة "صمت الجهات الرسمية إزاء العملية في الوقت الذي لمحت فيه وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي تورّط جهاز الموساد،  بالإضافة لإصدار كتائب القسام بيانا نعت فيه الشهيد الذي كان ينتمي إليها" وفق تعبيرها.

تواطؤ

وتابعت في تصريح إذاعي خلال مشاركتها في التحرّك الاحتجاجي "بعد كل هذه التفاعلات الخارجية نجد تونس كافية خيرها شرها لأنها محايدة لكن أرضها ليست كذلك، بل مسرحا للجريمة.. اليوم ظهر بالكاشف أن تونس لا تفقه شيئا حين يتعلّق الأمر بإسرائيل".

وأضافت أن الاغتيال "تمّ بعد تخطيط استمر ثلاثة أشهر في راحة تامة وأنا لا أعتقد أنّه يمكنهم التخطيط من دون وجود تواطؤ من تونس.. والتواطؤ هو حين نشاهد هذا الصمت وهنا أؤكد أنهم خائفون لأن هناك تواطؤ وهذا ما يجب ان نعرفه.. هل التواطؤ من جهة رسمية أم غير رسمية"، وفق تعبيرها.

وتابعت "لهذا السبب رفضنا نحن سابقا تعيين وزير الخارجية الحالي خميس الجهيناوي لأنه متطبع مع اسرائيل وكان همزة الوصل بينها وبين بن علي"، بحسب قولها.

وطالب المحتجون بـ"كشف الحقيقة" و"تجريم التطبيع" وباستقالة وزير الداخلية معتبرين أنّه "لو لم تكن هناك ثغرات أمنية لما حدث الاغتيال".

جنازة وطنية رمزية

وحمّلت حركة الشعب الحكومة التونسية "مسؤوليتها كاملة في الاختراق الصهيوني لسيادة البلاد"، داعية إيّاها، في بيان لها، فتح تحقيق جدّي حول ملابسات الجريمة.

وطالب حزب البناء الوطني، في بيان، السلطات التونسية بتنظيم جنازة وطنية رمزية بمحافظة صفاقس، السبت القادم، تكريما للشهيد القائد محمد الزواري"ـ بينما اعتبر الحزب الجمهوري في بيان له، الاغتيال "تهديدا خطيرا لأمننا القومي وسيادتنا الوطنية".

وقال القيادي بالجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي أن اغتيال المهندس الزواري "دليل على أن الوضع الأمني مهدد وأن هناك اختراقات متعددة ومتنوعة".

وأشار في تصريح لصحيفة "آخر خبر أونلاين"، إلى أن جهات سياسية "نبهت في وقت سابق الى أن المخابرات ترتع في البلاد على حد قوله اضافة الى تصريح لمسؤول إسرائيلي حول وجود مئات من أعوان المخابرات في تونس ومصر والمغرب".

طريقة عيشه

ونشرت صحيفة "الصريح"، الأحد، جانبا من اعترافات الصحفية التونسية المشتبه بها في قضية اغتيال الزواري، حيث قالت "إنّها تعمل مصوّرة ضمن شركة انتاج موجودة بالخارج، وقد طلبت منها الشركة تصوير تظاهرة يوم الطيران بتونس واجراء حوار مع المخترع الزواري".

ونفت الصحفية علمها بأي مخطط لتصفيته، مشيرة إلى أنّها "قامت بتصويره في منزله وطريقة عيشه في إطار عملها باعتباره رئيس نادي طيران الجنوب".

وكشفت أنّ الشخص المغربي - البلجيكي، المتورّط في الاغتيال أشار عليها بالسفر إلى دولة المجر، بعد يوم من تصوير الشريط المذكور من أجل "عقد اجتماع عاجل وهو الطلب نفسه الذي أشار به عاملان آخران معها بالشركة عبر مكالمة هاتفية"، حسب قولها.

من جانبها نفت أرملة الزواري، ماجدة خالد صالح علمها بانتماء زوجها الى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أو كتائب "القسّام"، مضيفة في تصريح لقناة "الجزيرة مباشر"، مساء السبت، "أنّ زوجها الذي يحمل اسم مُرَاد أيضا، غادر منزلهما يوم الاغتيال حوالي الساعة 13:50 بالتوقيت المحلي قبل أن تنتبه إلى دوي ثلاث طلقات رصاص، ثمّ تعثر عليه مضرّجا في دمائه داخل سيارته" وفق تعبيرها.