سياسة عربية

مساعدات دولية مخلوطة بالزجاج وروث الطيور بالزبداني السورية

لم يستطع موظفو الأمم المتحدة الدخول للحصول على العينات بسبب منعهم من قبل حواجز حزب الله
كشف المجلس المحلي لمدينة الزبداني المحاصرة، شمال غربي العاصمة دمشق، أن كميات من المساعدات الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة تحوي قطعا من الزجاج من مختلف الأحجام، فضلا عن مخلفات الطيور، ما جعل تلك المساعدات غير صالحة للاستعمال البشري.

من جهته، قال الصحفي السوري عمر محمد، وهو من أبناء مدينة الزبداني، إن نسبة الأكياس غير الصالحة للاستخدام قارب الـ65 في المئة من الكمية الإجمالية للأرز التي دخلت ضمن المساعدات إلى الزبداني المحاصرة بتاريخ 25 أيلول/ سبتمبر الماضي. فقد اشتملت دفعت المساعدات على 200 كيس أرز يزن الواحد منها 10 كليوغرامات، وبعد استهلاك القسم الأول من المساعدات تبين في القسم الثاني أن أكياس الأرز تحتوي على قطع زجاج بالإضافة إلى روث الطيور.

والمساعدات التي دخلت تندرج في إطار هدنة مبرمة بين جيش الفتح والنظام السوري، يتم بموجبها إدخال مساعدات إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين اللتين يحاصرهما الجيش في ريف إدلب، مقابل إدخال مساعدات للمحاصرين إلى مدينتي الزبداني ومضايا اللتين تحاصرهما قوات النظام السوري وحزب الله في ريف دمشق.

وأوضح عمر محمد لـ"عربي21"؛ أنه بعد اتصال المجلس المحلي مع مكتب الأمم المتحدة بدمشق، حضر مندوبون من من المكتب لإخراج عينة من داخل الزبداني، ولكن حواجز النظام وحزب الله اللبناني حالوا دون ذلك.

وأصدر المجلس المحلي في الزبداني، الجمعة، بيانا نشره في صفحته على "فيسبوك"؛ يوضح فيه ما حصل، مؤكدا عدم صلاحية ما يقارب نصف كمية الأرز التي دخلت المدينة، ما يشكل خطرا على المحاصرين من حيث النقص في المواد الغذائية، ويضاعف معاناة المحاصرين بعد غياب المساعدات لما يقارب الأربعة أشهر.

وأوضح المجلس في بيانه أن المعنيين قد بينوا الأمر لمديرة المكتب السياسي للمبعوث الأممي لدى سوريا، وطلبوا منها استلام عينات من المواد الغذائية، "إلا أن ذلك لم يتم بسبب منع مليشيات حزب الله اللبناني، للوفد الأممي المكلف باستلام العينيات من دخول مدينة الزبداني".

ويعيش في مدينة الزبداني نحو 100 مدني من نساء وأطفال وشيوخ، بالإضافة للمقاتلين المقدر عددهم بحوالي 350 فردا، تحاصرهم قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني؛ ضمن مساحة لا تزيد على كيلومتر مربع واحد، حيث يعيشون داخل الأقبية، في غياب مقومات الحياة الأساسية.

وتزداد معاناة المحاصرين مع قدوم فصل الشتاء المعروف ببرودته ضمن هذه المنطقة، وخاصة مع فقدان مواد التدفئة من المازوت أو الحطب، والاعتماد بشكل كامل على المساعدات الأممية، ما سيجبر الأهالي اعتماد أساليب التدفئة ذاتها خلال الأعوام الفائتة، من احراق المواد البلاستيكية والملابس التالفة، وهو ما يؤثر سلبيا على صحتهم وصحة أطفالهم.

ولفت الصحفي عمر محمد من جهة أخرى؛ إلى أن القصف اليومي ما زال مستمرا من قبل حواجز النظام وقوات حزب الله؛ التي تستهدف المحاصرين بشكل يومي رغم اتفاقية هدنة المدن الأربع (الزبداني ومضايا- وكفريا والفوعة).