سياسة عربية

نصرالله: إسرائيل نتاج إرادة دولية وعلينا دعم الانتفاضة (فيديو)

دعا إلى مساندة حقيقية للانتفاضة الفلسطينية بعيدا عن كل الاجتهادات والحساسيات والصراعات - أرشيفية
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن "إسرائيل" ليست نتاج مشروع صهيوني فقط وإنما نتاج إرادة دولية وما زالت تحظى بدعم أمريكي ودولي، معتبرا أن هذا الكيان يمثل "الخط الأمامي لقوى الاستكبار الذي يستهدف منطقتنا"، ودعا إلى مساندة حقيقية للانتفاضة الفلسطينية بعيدا عن كل "الاجتهادات والحساسيات والصراعات المستجدة والخلافات والنزاعات".

وأشار نصر الله في كلمة ألقاها خلال فعاليات "الملتقى العلمائي الدولي" لدعم فلسطين، الجمعة، أن الفلسطينيين هم في مقدمة التصدي للمشروع الاستكباري العالمي، وأنهم حاضرون في الخط الأمامي "للدفاع عن الأمة ومقداساتها وخيراتها ومستقبلها".

وحيا الانتفاضة الفلسطينية "الشريفة" المتجددة في فلسطين، وأكد أنها تحتاج إلى كل أشكال الدعم، معتبرا أن ما يجري اليوم في فلسطين يعبر عن روح جهادية عالية وراقية، "فنحن أمام عمليات يومية أو شبه يومية ونجد عددا كبيرا من العمليات يعبر عن اليقين والإيمان الذي يمكن أن يدهش العالم".
 
وأوضح أن هذه الانتفاضة أدخلت الرعب والخوف إلى كيان الصهاينة وأثرت على أوضاعهم الاقتصادية، لافتا إلى أن الانتفاضة الجديدة فاجأت الصهاينة لأن هذا الأمر لم يكن في صلب توقعاتهم.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن السلاح المستخدم في هذه المعركة لا يحتاج إلى دعم لوجستي وتمويل ولا يمكن مصادرته، مؤكدا أنه عندما تتوفر الإرادة يحضر الإبداع للاستمرار كما يجري في فلسطين اليوم.

ولفت نصرالله إلى أن التراجع في الالتزام حيال قضية فلسطين جاء نتيجة التضليل الذي مورس على مدى عقود، محذرا من أنه باتت هناك قناعة لدى كثير من الأنظمة العربية وحتى لبعض الشعوب بعدم وجود التزام حيال قضية فلسطين.

وفيما أكد أن الخطر الإسرائيلي تراجع نتيجة نضالات المقاومة في فلسطين ولبنان، وإن كان مازال موجودا، وتأسف لأن هناك من بات مقتنعا بأن "إسرائيل" لم تعد تشكل خطرا كما يحصل اليوم في لبنان.

وقال إن الخطير فيما يجري هو العمل على إيجاد حالة عداء واسعة لدى عدد من الشعوب العربية والإسلامية تجاه الشعب الفلسطيني وتحويله إلى عدو.

وشدد أنه "لو أتينا بكل المجاهدين الذين أرسلوا للقتال في سوريا وأفغانستان وغيرهما لكانت أزيلت إسرائيل"، مستغربا أن يتم تقديم كل أشكال الدعم للمجاهدين للقتال بأفغانستان وسوريا ولا يتم ذلك في فلسطين.

ودعا الأمين العام لحزب الله الفلسطينيين لإجراء مراجعة دقيقة، والعمل من أجل الحد من الخسائر لأنهم في طليعة المعركة.

وسجل وجوب عدم التقصير في جعل الانتفاضة الفلسطينية تستمر وتصمد وتحقق أهدافها، معربا عن اعتقاده بأن الانتفاضة الفلسطينية مؤهلة جدا للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات بالحد الأدنى.

وأضاف "قد لا تستطيع الآن أن تحرر فلسطين، لكن يمكن لهذه الانتفاضة إذا استمرت أو دعمت أن تفرض على العدو أن يبتعد عن المسجد الأقصى، وأن لا يستمر في تهديد هذا المقدس الديني، فمسؤولية حفظ المقدسات مسؤولية الأمة".

وأفاد أن "المقاربة الخاطئة تقول إنها مشكلة فلسطينية-إسرائيلية، وبالتالي من يقاتل إسرائيل أو يحمل راية المقاومة ضد إسرائيل يقال له هل تريد أن تكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين؟".

ونبه إلى أنه في الحرب الأخيرة على غزة "وجدنا في كثير من وسائل الإعلام العربية الشماتة بل تجرأ البعض بدعوة نتنياهو لإبادتهم".

واعتبر نصر الله أن هناك من اقتنع أن "إسرائيل" لم تعد تمثل خطرا، وهناك الكثير من الناس والشعوب بات عندها قناعة أنه لا يوجد أي تكليف شرعي أو واجب ديني من جانبها إزاء فلسطين.

واقترح أن يبادر اتحاد العلماء لتشكيل إطار تشارك فيه حركات المقاومة ومراكز الأبحاث "نتحدث فيه عن الأسباب ونضع وسائل للعلاج" على حد تعبيره.

وحذر نصر الله من "العمل الدؤوب الآن على الفتنة الطائفية والفتنة المذهبية، ومحاولة تحويل ما يجري في المنطقة إلى صراع شيعي - سني يأكل الجميع ويستنزف الجميع ويهدم الجميع".