شارك آلاف المغاربة بمدينة جرادة (شرق) في مسيرة، أمس السبت، احتجاجا على مصرع شابين بعد انهيار بئر للفحم الحجري "الساندريات"، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن تهميش وإقصاء المدينة.
ونقل موقع "العمق المغربي" عن مصادر محلية قولهم، إن متطوعين من سكان المنطقة، استطاعوا انتشال جثتي الضحيتين، بعد ساعات من البحث عنهم على عمق 90 مترا تحت الأرض، مشيرين إلى أن الآلاف خرجوا في مسيرة حاشدة انطلقت من موقع الحادثة إلى مقر عمالة المدينة، أمس.
وأضافت المصادر أن السلطات المحلية حاولت الضغط على أسرة الشابين الشقيقين اللذان قُتلا داخل البئر، أول أمس الجمعة، من أجل دفنهما ليلة أمس السبت بعيدا عن الاحتجاجات، غير أن العشرات من المتظاهرين حاصروا مستودع الأموات واعتصموا بالمقبرة لمنع عملية الدفن، مشكلين لجانا لمتابعة الموضوع.
وتابعت المصادر ذاتها، أن عائلة الضحايا لازالت مختلفة حول عملية الدفن، بين من يقول بضرورة الإسراع في الدفن، وبين من يعترض على ذلك احتجاجا على "استمرار الوفايات داخل آبار “السندريلات” وتجاهل السلطات لمطالب السكان من أجل إيجاد حل لمعاناتهم والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن تهميش وإقصاء المدينة"، وفق تعبيرهم.
وكان شقيقان يبلغان من العمر 23 و30 عاما، قد لقيا مصرعهما داخل بئر للفحم الحجري بمدينة جرادة، أول أمس الجمعة، بعد انهيار البئر المعروفة محليا باسم “الساندريات” أثناء قيامهما بعملها في استخراج الفحم الحجري، وذلك بعد تدخل سكان المنطقة لانتشال جثتيهما من البئر.
وأوضح مصدر محلي أن المياه غمرت البئر التي كان يتواجد داخلها الشقيقين “ح.د” و”ج.د”، ليُدفنا أحياء على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض، وذلك وسط غياب تام للسلطات المحلية، لافتا إلى أن الوقاية المدنية لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة للوصول إلى قعر البئر، وفق تعبيره.
وحملت جماعة العدل والإحسان، في بيان لقطاعها النقابي بجهة الشرق، توصلت "عربي21" بنسخة منه، الدولة المسؤولية الكاملة عن ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة الشرقية عموما ومدينة جرادة خاصة، "نتيجة سياسة التفقير والتهميش، والغياب التام للمشاريع الاقتصادية والتنموية".
ودعت الجماعة، "جميع القوى الحية من حقوقيين ونقابيين وإعلاميين، إلى مساندة ودعم ضحايا جراءة في معاناتهم بكل الأشكال المشروعة، والضغط النضالي للنهوض بالمدن المنجمية، في اتجاه إيجاد حلول بديلة للتشغيل استعدادا ليوم ينفذ فيه المخزون المنجمي، وحتى لا تتكرر المآسي التي مرت بغير واحدة من المدن مثل بوعرفة، تويسيت، سيدي بوبكر، بني تجيت وغيرها".
وانتقدت الجماعة، التي تعتبر أكبر جماعة إسلامية معارضة بالمغرب، قرار إغلاق مناجم الفحم الحجري بالمدينة، وقالت إنه "منذ صدور القرار الارتجالي بإغلاق مناجم الفحم الحجري بجرادة أواخر القرن الماضي، أمست آبار الفحم "مدافن" للعاملين فيها، يدفعهم إليها، رغم زهادة ما يتقاضونه من تجّار الفحم المحتكرين، وأخطار الإصابة بالأمراض المزمنة التي تحيط بهم، واقع التهميش والإقصاء الذي تعيشه المنطقة".
وطالبت "مالكي القرار في البلد بوقف سياسة التفقير والتجويع، التي تسلط على مواطني منطقة الشرق، واعتماد مقاربة اجتماعية عادلة في حل ملف ضحايا إغلاق مفاحم جرادة تضمن لهم ولذويهم حق العيش الكريم في بلد ينعم بثروات تكفي كل المغاربة"، منوهة بما سمته "التلاحم الشعبي لأبناء المنطقة مع ضحايا آبار المفاحم ومرضى السيليكوز وغيرهم".
واعتبر بيان الجماعة "إغلاق المناجم وتسريح العمال جعل مدينة جرادة تعيش وضعا كارثيا على جميع المستويات؛ بطالة متفشية، وفقرا مدقعا، وأمراضا مزمنة، وأوبئة اجتماعية؛ كل ذلك في غياب تام لأي بدائل من طرف الدولة للتخفيف، على الأقل، من حدة تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأغلب الساكنة".
ودعا نشطاء سكان المدينة بجميع شرائحها "إلى تجسيد مقترح لجنة الحراك الشعبي بجرادة وذلك طيلة يوم غد الاثنين، مرفوق بالحضور إلى مستودع الأموات ابتداء من الساعة التاسعة صباحا كخطوة تصعيدية ضاغطة على اللامسؤولين الذين يستمرون في نهج سياسة الآذان الصماء تجاه قضية المحتجين"، بحسب تعبيرهم.
برلمان أوروبا يرشح قائد حراك الريف بالمغرب لجائزة "سخاروف"
العدل والإحسان تتهم الدولة بارتكاب انتهاكات بحق أعضائها
المغرب سيعيد مواطنيه المحتجزين بليبيا خلال الأسبوع المقبل