سياسة عربية

كيف علّق مورو على وصف وجدي غنيم له بـ"بلياتشو"؟

مورو- أرشيفية
تبرّأ القيادي في حركة النهضة عبد الفتاح مورو من وجود أيّ علاقة له بالداعية المصري وجدي غنيم، معتبرا أنّ الأخير "لا قيمة له عنده"، لافتا إلى أنّه تصدّى له سابقا، ومنعه من دخول تونس.

وقال مورو في حوار مع صحيفة "وطن" الأمريكية، الاثنين، إنّ موقفه عدم سبّ غنيم الذي هاجمه ووصفه في تسجيل سابق بـ"بلياتشو" (المهرّج)؛ بسبب "مساندته" (مورو) دعوة الرئيس الباجي قايد السبسي المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، والسماح للتونسية بالزواج من غير المسلم.
وعن تقبيله جبين الداعية غنيم خلال زيارته إلى تونس في شباط/ فبراير 2012، قال مورو إنّه كان يرحب به في نطاق الضيافة.

رفض تسجيل حديثه

ونفى مورو أن يكون غنيم صديقه، مؤكّدا أنّه أجرى معه مناظرة خلال الزيارة؛ بهدف "إسكاته، ودحر حججه، وفكّ الشبهات لديه بخصوص واقع الإسلام، وارتباطه بواقع تونس، والسبل التي يجب انتهاجها لإحداث التغيير في البلاد"، كما قال.

وكان مورو رفض تسجيل حديثه مع وجدي غنيم وبثّه، بحسب ما اطلعت عليه "عربي21" بمقطع فيديو على موقع يوتيوب، بتاريخ 18 شباط/ فبراير 2012.

والتقى مورو بغنيم في ذلك التاريخ بأحد فنادق العاصمة تونس، حيث تمسّك مورو بعدم تسجيل نقاشهما؛ "لأنّ وضع البلاد لا يحتمل إثارة خلاف بين من يتقاسمون شريعة الإسلام في الظروف التي تمرّ بها تونس (حينها)"، وفق تعبير مورو.



وعلّل مورو بأن خصائص الوضع السياسي لتونس في ذلك الوقت لا يحتمل أن تثار فيه مسائل كتلك التي أثارها غنيم، مثل "الديمقراطية" و"مناظرة العلمانيين والليبراليين"، لافتا إلى أن "الخلاف ليس حول نص آية أو حديث، وإنما معرفة الواقع السياسي والاجتماعي تفرض علينا تنزيل حديث بما يفرضه الواقع، وأنتم لا تعرفونه".

لكن غنيم قال لمورو إنه "يسجل النقاش بينهما حتى يكون شاهدا وحجة".

فتاوى تنشر الفتنة

وفي مقطع ثان، قال مورو للداعية غنيم إنّ النهضة، في ذلك الوقت، "لا تستطيع فعل شيء، رغم أنّها في الحكم؛ لأن الإدارة ضدها، ويجب كسب عقول الناس وقلوبها؛ لكي نستطيع أن نؤسس لجيل ومجتمع إسلامي صالح"، بحسب قوله.



وكان مورو اعتبر في حوار، تمّ بثه يوم مغادرة غنيم تونس (19 شباط/ فبراير 2012) على قناة "حنبعل" الخاصة، بعض فتاوى الأخير "لا تصب في مصلحة الوطن، وأنها تنشر الفتنة، وتشقّ الصف الوطني والإسلامي".

وتابع مورو بأنه "نصح غنيم بعدم استعمال عبارات التكفير؛ لأنها قنبلة موقوتة ممكن أن تنفجر في أي وقت، وإن العالم بالدين ليس كالجاهل به".

وكفّر الداعية غنيم الرئيس التونسي قايد السبسي، بعد دعوته للمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، بينما وصف البرلمان التونسي بـ"مجلس الكفر الذي يُشرع ما يناهض الإسلام والمسلمين"، وفق تعبيره.

كما هاجم غنيم زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، ونائب رئيس مجلس الشعب عبد الفتاح مورو، واصفا الأخير بـ"بلياتشو" (المهرّج)؛ بسبب "مساندته" مبادرة السبسي، كما قال.

وعبّرت وزارة الشؤون الخارجية التونسية للسفير التركي، عمر فاروق دوغان، عن استنكارها الشديد لتصريحات الداعية غنيم، المقيم على أراضي بلاده، بينما أعلنت الحكومة التركية نيتها مقاضاته.