سياسة عربية

وجدي غنيم يثير جدلا في تونس.. والخارجية تستدعي سفير تركيا

وجدي غنيم- أرشيفية
لم تتوقّف تداعيات تصريح للداعية الإسلامي، وجدي غنيم، هاجم فيه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والمفتي عثمان بطيخ، والقيادي النهضوي عبد الفتاح مورو، ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بعد دعوة السبسي للمساواة في الميراث، والسماح للتونسية بالزواج من أجنبي غير مسلم.

وكان غنيم كفّر قايد السبسي في تسجيل فيديو نشره، السبت، بصفحته الرسمية في فيسبوك، واصفا إيّاه بـ"بالمجرم الكافر المرتد عن الإسلام والعلماني".

كما وصف البرلمان التونسي بـ"البرتمان الذي حلّل شرب الخمر، ومجلس الكفر الذي يُشرع ما يناهض الإسلام والمسلمين"، وفق تعبيره.

استنكار

واعتبر غنيم دعوة قايد السبسي "كفرية، وهو يحادّ الله ورسوله، ويتحدى الشريعة الإسلامية، ويكفر بما أنزل على محمد"، وفق تعبيره.

كما انتقد غنيم موقف زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، ونائب رئيس مجلس الشعب القيادي النهضوي عبد الفتاح مورو، واصفا الأخير بـ"بلياتشو" (المهرّج)؛ بسبب "مساندته مبادرة السبسي"، كما قال.


وفي ردّ فعل رسمي على تصريحات غنيم، استدعت وزارة الشؤون الخارجية التونسية السفير التركي، عمر فاروق دوغان، إلى مقر الوزارة؛ "للتعبير عن استنكارها الشديد للتصريحات الخطيرة الصادرة عن المدعو وجدي غنيم"، وفق بلاغ للوزارة.

وتابعت الخارجية التونسية بأنّها عبّرت للسفير دوغان "عن استغرابها من استغلال هذا الشخص لإقامته في تركيا؛ للتهجّم على الدولة التونسية ورموزها".

وأضافت في بلاغ نقلته وكالة أنباء إفريقيا الرسمية، الأربعاء، أنها دعت السفير التركي إلى إبلاغ عاصمته طلب الحكومة التونسية "أن تتبنى السلطات التركية رد فعل سريع على هذه التصريحات المشينة، وأن تتخذ كل الإجراءات اللازمة ضد هذا الشخص".

وقالت الخارجية التونسية إنّ السفير التركي "أبدى تفهّمه الكلي للموقف التونسي، واعتبر تصريحات غنيم غير مقبولة"، ملتزما -بحسب البلاغ- بـ"إعلام سلطات بلاده".

مجاله القضاء

من جانبه، استنكر النائب النهضوي الصحبي عتيق في تصريح إذاعي تكفير الداعية وجدي غنيم الرئيس قايد السبسي ونواب البرلمان، لافتا إلى أنّ "التونسيين مسلمون قبل ظهور وجدي غنيم، ولا يمكن قبول آراء تكفيرية بحقهم".

وأشار عتيق إلى أنّ حركة النهضة "ترفض اتهامها باستقبال وجدي غنيم في تونس زمن حكم الترويكا".

وانتقد الداعية بشير بن حسن، الخميس، تصريحات وجدي غنيم، معتبرا أنّ ما جاء في تسجيل الفيديو "يتضمن تكفير الأشخاص بأعيانهم، وهذا لا أوافق عليه؛ لأن التكفير مجاله القضاء"، وفق تعبيره.

وتابع بن حسن، الذي انتقد مقترحات قايد السبسي، بمنشور له في "فيسبوك"، بأنّ "وصف الكفر فيمن أصله الإسلام يحتاج إلى إقامة الحُجة وإزالة الشبهة!".

ودعا بن حسن الداعية غنيم "لأن يتوخى الحذر والتريث، وعدم الانسياق والانزلاق في هذه المزالق الخطيرة، نعم ننكر المنكر، وندافع عن الشرع، ونحق الحق، ونبطل الباطل، لكن لا نخوض في تكفير الأشخاص بأعيانهم".

أجندات مشبوهة

وفي سياق متصل، طالب الإعلامي سفيان بن فرحات، في تصريح لإذاعة "ماد أف أم"، بـ"الرد بسرعة؛ عبر إصدار بطاقة جلب في الداعية المصري وجدي غنيم؛ لمحاكمته وسجنه بتونس؛ حتى يكون عبرة لباقي العرب"، واصفا إيّاه بـ"الداعشي".

واعتبر كاتب عام نقابة الأئمة، فاضل عاشور، في تصريح إعلامي، أن غنيم "ليس مؤهلا لإبداء رأيه في مسائل شرعية؛ لأنه يسعى إلى جلب أكثر نسبة مشاهدة في برنامجه لا غير".

وأضاف عاشور، الذي سبق أن طالب بإقالة المفتي عثمان بطيخ لمساندته قايد السبسي، أنّ تصريحات غنيم "مأجورة لخدمة أجندات مشبوهة، تهدف إلى إهدار دماء التونسيين، ولأن تكون تونس أرضا للإرهاب"، وفق تعبيره.