ملفات وتقارير

تسريبات العتيبة: محمد بن سلمان يريد الخروج من اليمن (صور)

يتفهم ابن سلمان التقارب الأمريكي الإيراني ولا يرى فيه مشكلة - (واس)
قال موقع "ميدل إيست آي" إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يريد الخروج من اليمن، بعد سنتين من الحرب، وإنه لا يمانع التقارب الأمريكي من إيران، وفقا لبريد مسرب للسفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة.

وفي الرسالة التي حصل عليها الموقع، اعترف ابن سلمان للسفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، ستيفن هادلي، قبل شهر واحد من الأزمة الخليجية مع قطر، واتهامها بالتواطؤ مع إيران.

وبحسب ما ترجمته "عربي21"، وكما في التسريب فقد قال إنديك: "لقد كان محمد بن سلمان واضحا، يريد الخروج من اليمن، ولا اعتراض لديه على التقارب الأمريكي من إيران".

وبعد عامين على الحرب في اليمن، قتل أكثر من 10 آلاف شخص، وأصيب 40 ألفا آخرين، وتفشى وباء الكوليرا في البلاد.

وشن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية "عاصفة الحزم" في اليمن، لاستعادة البلاد من الحوثيين، ليصبح ثلثا سكان البلاد بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، ويعاني فيها سبعة ملايين من سوء التغذية.

وجاءت التفاصيل في المحادثة بين العتيبة وإنديك، والتي حصلت عليها مجموعة "غلوبال ليكس".

وفي التفاصيل، فقد كتب العتيبة في 20 نيسان/ أبريل: "في بعض الأحيان يرفع وزراء الخارجية سقف التصريحات قليلا، لكني اعتقد أن محمد بن سلمان أكثر براغماتية مما نسمعه عن المواقف العامة للمملكة".



وردا على البريد كتب إنديك بعد نصف ساعة تقريبا: "نعم أتفق معك على ذلك، لقد كان (محمد بن سلمان) واضحا مع ستيفن هادلي بشأن رغبته في الخروج من اليمن، وأن لا مشكلة لديه في التقارب الأمريكي الإيراني (بعد الاتفاق النووي) طالما أن أهداف التقارب واضحة".

وردا على ذلك قال العتيبة: "لن نرى في المنطقة زعيما أكثر براغماتية من محمد بن سلمان، لذلك فإن إشراكه مهم جدا وسوف يعطي نتائج التي نرغب بها من المملكة".

وتابع إنديك ردا على العتيبة: "نحن نبذل قصارى جهدنا للقيام بذلك".

وتضعف شكوك بن سلمان حول جدوى "عاصفة الحزم" موقف الرئيس اليمني، عبد ربه هادي، الذي يقيم في السعودية منذ بدء الأزمة.

واتهم هادي؛ ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الذي يدعم القوات المسيطرة على مطار عدن في اليمن، بالتعامل مع البلاد بمنطق المحتل.


في السياق ذاته، كشفت مصادر لـ"عربي21" أن الإمارات طلبت من الرئيس هادي عزل محافظ مدينة عدن الجنوبية، عبد العزيز المفلحي، والذي تقلد المنصب خلفا لحليف الإمارات، عيدروس الزبيدي.

ورفض هادي الطلب الإماراتي واستدعى رئيس حكومته، أحمد بن دغر، ومحافظ عدن إلى مقر إقامته في الرياض.

وقال المصدر إن الإماراتيين يمارسون ضغوطا على هادي لعزله المفلحي الذي صرح بأنه يرفض أي وصاية على المدينة، في رسالة إلى الإمارات التي تحاول بسط نفوذها جنوب اليمن.

وقالت مصادر أخرى لـ"عربي21" بأن بن دغر والمفلحي حملا خلال الزيارة تقارير مهمة عن وضع المدن المحررة، وعن الطموحات الإماراتية في السيطرة على أهم المنشآت الحيوية في المدينة.

وتابع المصدر بأن بن دغر يريد أن يضع هادي وقيادة التحالف بصورة زيارته لعدد من المحافظات، وتفاصيل الدور الإماراتي في عرقلة عودة الأمور إلى طبيعتها في المدينة.

وأشار ميدل إيست آي إلى تسريبات أخرى للعتيبة تعود إلى نيسان/ أبريل من سنة 2015، تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة تعتبر أن الديكتاتور اليمني السابق، علي عبد الله صالح، "عنصرا مخربا" في الصراع اليمني، على عكس التهديد الاستراتيجي الذي يشكله الحوثيون على المنطقة.

وقد ورد هذا في حوار خاص دار بين العتيبة ونائب المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، مايكل موريل. وقد ناقشا في هذا الحوار ما تدم تداوله بين وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، وسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الإمارات، باربرا ليف.

وفي هذا الإطار، قالت ليف في اجتماع لها مع قرقاش إن هدفها هو منع صالح من دعم الحوثيين، وتحفيز الانقسامات داخل حزبه، حزب المؤتمر الشعبي.

وفي سياق متصل، ذكر الموقع أن العتيبة لم يخف رغبة بلاده في قيادة المنطقة، ورفع راية التفرقة بين دول مجلس التعاون الخليجي. إذ لم ينف العتيبة ما قاله له إليوت أبرامز، وهو مسؤول أمريكي سابق معروف بآرائه الداعمة للمحافظين الجدد في إسرائيل: "يا إلهي ما هذه الهيمنة، ما هذه الإمبريالية الإماراتية. إن لم تقم الولايات المتحدة بدورها فعلى أحدهم أن يحافظ على الوضع لفترة ما".

وأجاب العتيبة: "كيف تجرأنا على فعل هذا! بصراحة لم تكن أمامنا العديد من الخيارات. تقدمنا للأمام لأن بلادكم خيرت التراجع عن دورها". فرد أبرامز: "من المؤسف أنكم لم تتلقوا الدعم الذي تستحقونه من الولايات المتحدة الأمريكية وقطر والسعودية". فأضاف العتيبة: "ومن عُمان وتركيا".

ونوه الموقع إلى أن يوسف العتيبة يدرك جيدا من يمسك بزمام الحكم، وفي ذلك إشارة إلى علاقة الإمارات بالسعودية. وفي هذا السياق، قال العتيبة مخاطبا أبرامز: "علاقتنا بالمملكة مستندة على العمق الاستراتيجي والمصالح المشتركة، والأهم أننا نأمل في أن نؤثر فيهم".