سياسة عربية

مصر والسودان: لا تراشق والإخوان ثمن رافضي البشير (شاهد)

ا ف ب
أعلن وزيرا الخارجية السوداني والمصري، إبراهيم غندور، وسامح شكري، اتفاقهما على وقف التراشق الإعلامي بين البلدين، وألا يسمح كل بلد منهما للعناصر المعارضة للبلد الآخر (المقصود الإخوان المسلمون بالسودان، ومعارضو البشير بمصر)، بالعمل من داخل أراضيه، مع إحالة ملف النزاع حول المثلث الحدودي بحلايب وشلاتين بين الجانبين إلى قيادتي البلدين.

جاء ذلك في اجتماع لجنة التشاور السياسي، تحت رئاستيهما، بالخرطوم، الخميس، إذ قال غندور: "نرى أهمية تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية المختصة من خلال الآليات المتفق عليها، لسد الثغرات، وتعزيز الثقة بين تلك الأجهزة، وعدم تقديم أي نوع من أشكال الدعم، والالتزام بعدم إيواء أي من بلدينا لأي عناصر ناشطة، خاصة تلك التي تحمل السلاح، مهما كانت الدواعي والأسباب لاستضافتها".



وفي مؤتمر صحفي مشترك للوزيرين، في ختام مباحثات اللجنة، قال غندور إنه اتفق مع شكري على "تجنب دعم أي طرف للمعارضة في البلد الآخر".

وأضاف أنه تلقى تأكيدات من نظيره المصري بأن المتمردين السودانيين الذين يقيمون في القاهرة "لا يتمتعون بأي حرية في العمل السياسي".

وأشار الوزير السوداني إلى أن المباحثات خلصت أيضا إلى شروع مجلسي الصحافة في البلدين لإبرام ميثاق شرف إعلامي يتجنب "الإساءات" من أي طرف للآخر".


وبشأن نزاع البلدين حول مثلث حلايب الحدودي، أكد كل من شكري وغندور أن الملف "بيد القيادتين"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.


وغير بعيد، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، عن غندور، تأكيده موقف السودان الثابت بعدم السماح بأي أنشطة للمعارضة المصرية من الأراضي السودانية.


بيان الخارجية المصرية: راجعنا العلاقات


من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا، الخميس، قالت فيه إن الوزير شكري أكد خلال الاجتماع اهتمام مصر بمتابعة تفعيل نتائج الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة، ووثيقة الشراكة الاستراتيجية، وكل الأطر التعاقدية بين البلدين، كما تناول الاجتماع مناقشة مسار المفاوضات الخاصة بسد النهضة، إضافة إلى التعاون في إطار اللجنة الثلاثية العليا بين مصر والسودان وإثيوبيا، والتأكيد على أن موقف مصر الاستراتيجي هو ضرورة ترسيخ المصلحة المشتركة بين الدول الثلاث، سواء في مجال الإدارة المشتركة للموارد المائية وتوليد الطاقة، أو غير ذلك من المشروعات الاقتصادية في كل المجالات.


وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في بيانه، إنه تمت دعوة وسائل الصحافة والإعلام في البلدين إلى توخي الحظر، والدقة في نقل الأخبار المتعلقة بين البلدين، والعمل على تعظيم المشتركات بما يخدم أواصر الأخوة والمصالح المشتركة، وبما يعود بالنفع على شعبي البلدين، لما يربط بينهما من صلات ومصير مشترك.


وأشار أبو زيد إلى أن الطرفين اتفقا على قيام المؤسسات المعنية بالإعلام في البلدين بالتنسيق من أجل التوقيع على ميثاق شرف إعلامي؛ لضمان الحفاظ على هذه المصالح السامية بين الشعبين الشقيقين، وفق قوله.


وفيما بدت أنها محاولة لتلافي أزمة تصويت مصر في مجلس الأمن ضد السودان، أكد شكري دعم مصر للسودان في كل المحافل الدولية، وهو ما ستتولى الحكومة السودانية توضيحه للرأي العام السوداني، ودحض أي شكوك قد تطرأ على الأمر بهدف الإضرار بالعلاقات بين الدولتين، إضافة إلى التنسيق في ملف مياه النيل، إذ أكد الجانب السوداني أن الأمن المائي للبلدين مرتبط، وأن السودان ملتزمة باتفاقية عام 1959، وفق قوله.


وأشار بيان الخارجية المصرية أيضا إلى أنه تم الاتفاق على أن تبحث الأجهزة المعنية في البلدين التوقيع على ميثاق شرف إعلامي؛ لضبط التعامل الإعلامي مع الموضوعات التي تمس علاقات البلدين، وصدر في نهاية المشاورات بيان مشترك تناول كل الموضوعات التي تمت مناقشتها والاتفاق عليها.




ويُذكر أنه قبل أن يغادر شكري الخرطوم، مساء الخميس، عائدا إلى القاهرة، التقى الرئيس السوداني ببيت الضيافة في الخرطوم، ونقل له رسالة شفهية من السيسي، تضمنت التأكيد على العلاقة الاستراتيجية بين مصر والسودان، وفق "أنباء الشرق الأوسط".

محللون: الهدف نزع فتيل الأزمة

وتأتي الاجتماعات المصرية- السودانية وسط توتر بالغ في العلاقة بين البلدين، ومشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية قضايا خلافية عدة، منها النزاع على مثلث حلايب وشلاتين الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة، مخافة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل، وفرض الخرطوم تأشيرة دخول على الذكور المصريين.

ومن جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق عبد الله الأشعل، في تصريحات صحفية، إن العلاقات المصرية السودانية تمر بأزمة غير مسبوقة، حيث أعلن السودان انحيازه صراحة إلى الموقف الإثيوبي من سد النهضة، كما أصر على إثارة قضية حلايب وشلاتين، مشيرا إلى أن السودان لم يعد يعبأ بأي مواقف مصرية، خاصة في ظل الدعم الخليجي له، ومحذرا من التخبط في الدبلوماسية المصرية.

ومن جهته، قال الباحث في العلاقات الدولية، محمد حامد، إن زيارة وزير الخارجية، سامح شكري، للسودان هي لنزع التوتر بين القاهرة والخرطوم.


فيما قال أستاذ العلوم السياسية، أيمن شبانة، إن لقاء الوزيرين اليوم بالخرطوم جاء لتهدئة التراشق الإعلامي على مصر من قبل السودان، وفق قوله.