سياسة دولية

تراجع علاقات أمريكية وروسيا لمستوى متدن بعد ضربة سوريا

لافروف وتيليرسون- جيتي
لافروف وتيليرسون- جيتي
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن مستوى الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجع منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، بينما استقبلت موسكو بشكل عدائي غير معتاد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، فيما يعكس مواجهة بين البلدين بشأن سوريا.

وتبدد في الأسبوع الماضي أي أمل لدى روسيا في أن تكون العلاقات مع إدارة ترامب أقل مجابهة، بعد أن أطلق الرئيس الأمريكي الجديد صواريخ على سوريا حليفة روسيا؛ لمعاقبتها على ما تعتقد واشنطن أنه استخدام لغاز سام.

وفي واشنطن، قال ترامب إن الولايات المتحدة ليست على علاقة ودية "على الإطلاق" مع موسكو، مضيفا أن العلاقة "ربما تكون عند أحد أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وكان ترامب دعا مرارا خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016 إلى تحسين العلاقات مع بوتين، على الرغم من انتقادات من نواب في حزبه الجمهوري.

لكن الحرب الأهلية في سوريا دقت إسفينا بين موسكو وواشنطن، مغيرة ما كان كثيرون في روسيا يأملون أن يكون تحولا في العلاقات، التي وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عقب الحرب الباردة في عهد باراك أوباما سلف ترامب.

وفور جلوس تيلرسون إلى مائدة المحادثات، انتقد مسؤول روسي بارز أسلوب الخطاب الأمريكي "الفج والفظ"، في إطار تراشق بالكلمات يبدو أن توقيته اختير لتعميق الحرج أثناء أول زيارة يقوم بها عضو من إدارة ترامب.

وقال بوتين في حديث تلفزيوني أذيع بعد لحظات من لقاء تيلرسون بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "يمكن القول إن درجة الثقة على مستوى العمل، خصوصا على المستوى العسكري، لم تتحسن، بل إنها تدهورت".

وأكد بوتين تأييد روسيا للرئيس السوري بشار الأسد، وكرر نفيه أن تكون حكومة الأسد وراء هجوم بالغاز الأسبوع الماضي، مضيفا تصورا جديدا لما يمكن أن يكون قد حدث، بقوله إن أعداء الأسد ربما اختلقوا الواقعة؛ لتشويه صورة الحكومة السورية.

وأكد تيلرسون مجددا الموقف الأمريكي بأنه يجب على الأسد أن يتخلى عن السلطة في نهاية المطاف، لكنه أبدى موقفا أخف حدة تجاه روسيا.

وقال تيلرسون: "لقد ناقشنا وجهة نظرنا بأن روسيا -بصفتها أوثق حليف لهم في الصراع- ربما تملك أفضل الوسائل لمساعدة الأسد على الاعتراف بهذا الواقع".

وسئل تيلرسون عما إذا كان الأسد قد يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب، فقال إن هناك أشخاصا يعملون على هذه القضية، لكنه نبه إلى أن ذلك سيتطلب إزالة عقبة قانونية كبيرة.

*استقبال فاتر

واستقبل لافروف نظيره الأمريكي بعبارات فاترة، بشكل غير معتاد، وشجب الضربة الصاروخية على سوريا، باعتبارها غير مشروعة، واتهم واشنطن بالتصرف بشكل لا يمكن التكهن به.

بل إن أحد نواب لافروف كان أقل دبلوماسية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية، قوله للصحفيين: "بشكل عام، فإن الفجاجة والفظاظة من السمات الأساسية لأسلوب الخطاب الصادر حاليا من واشنطن. نأمل ألا يصبح هذا المكون الجوهري للسياسة الأمريكية".

لكن لافروف قال إن بعض التقدم تحقق في الشأن السوري، وإنه سيتم تشكيل مجموعة عمل لمراجعة الحالة السيئة للعلاقات الأمريكية الروسية. وقال أيضا إن بوتين وافق على إعادة تفعيل اتفاق أمريكي روسي للسلامة الجوية فوق سوريا كانت موسكو علقته بعد الضربة الأمريكية.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى تدني مستوى الثقة بين البلدين.

وقال تيلرسون: "مستوى الثقة بين بلدينا متدن... مثل هذه العلاقة لا يمكن أن تكون بين أهم قوتين نوويتين في العالم".

ويمثل الطابع العدائي الذي تقابل به موسكو شخصيات من إدارة ترامب تغيرا كبيرا عن موقفها العام الماضي، عندما أشاد بوتين بترامب، باعتباره شخصية قوية، وأغدق التلفزيون الروسي الرسمي في الإشادة به.

وفي انتكاسة محتملة أخرى لتحسن العلاقات مع موسكو، قال ترامب اليوم إن الحلف لم يتجاوزه الزمن مثلما أعلن خلال حملته الانتخابية العام الماضي. لكنه قال في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، إنه لا يزال يتعين على أعضاء الحلف تحمل نصيبهم العادل من تكلفة مظلة الأمن الأوروبية.

وقال ترامب إن العلاقات مع روسيا لا تسير بشكل جيد.

وأضاف في مؤتمر صحفي: "لسنا الآن على علاقة ودية مع روسيا مطلقا. ربما نكون عند أحد أدنى المستويات على الإطلاق فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا... لكننا سنرى ما يحدث".

وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، قال ترامب إن سياسة إدارته لا تطالب بتنحي الأسد في إطار "حل سلمي للصراع"، مناقضا بعض الشيء تصريحات تيلرسون في موسكو.

وأضاف ترامب: "هل تصرون على ذلك؟ لا. لكني أعتقد جازما أنه سيحدث في فترة معينة".

ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله إن استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية مرة أخرى سيتسبب في رد عسكري آخر، مشددا في الوقت نفسه على أنه لن يتدخل بشدة في الصراع.

واتهم البيت الأبيض موسكو بمحاولة التغطية على استخدام الأسد لأسلحة كيماوية، بعد أن قتل الهجوم في بلدة خان شيخون 87 شخصا الأسبوع الماضي.

ورد ترامب على الهجوم بالغاز بإطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية سورية يوم الجمعة. وحذرت واشنطن موسكو والقوات الروسية الموجودة في القاعدة قبل الضربة.

ووقفت روسيا في صف الأسد، قائلة إن الغاز السام كان في مستودع سلاح تابع لمقاتلي المعارضة قصفته طائرات سورية، أو أن المعارضين اختلقوا الواقعة للإساءة إلى الأسد، وهو تفسير رفضته واشنطن.

ومنعت روسيا، الأربعاء، مسعى في مجلس الأمن الدولي لإدانة هجوم الغاز في سوريا، ودفع الأسد، حليف موسكو، إلى التعاون مع تحقيقات دولية بشأن الحادث.

وكانت هذه المرة الثامنة التي تستخدم فيها موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية حكومة الأسد منذ تفجرت الحرب في سوريا.

ووصل ترامب إلى السلطة بعد تعهدات بالسعي لإقامة علاقات أوثق مع روسيا، والتعاون معها في قتال عدوهما المشترك في سوريا، وهو تنظيم الدولة. وتيلرسون رئيس تنفيذي سابق لشركة نفطية منحه بوتين نوط الصداقة الروسي.

وأصبحت علاقة ترامب مع روسيا أيضا قضية داخلية، فقد اتهمت أجهزة مخابرات أمريكية موسكو باستخدام عمليات تسلل إلكترونية؛ للتدخل في الانتخابات لدعم فوز ترامب. ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادي فيما إذا كانت شخصيات من حملة ترامب تواطأت مع موسكو، وهو ما ينفيه البيت الأبيض.
التعليقات (1)
حماصة
السبت، 15-04-2017 03:17 م
ولا عزاء للعرب والمسلمين فى بقاع الأرض أن من يسير حياتهم ويحل مشاكلهم هو عدوهم ومن ثم فلن تحل لهم مشكلة ولن ترفع لهم راية ان انتظروا الحل من عدوهم . فلينظر المبصرون عرض الابتسامة على وجهىى لافروف وتيلرسون بأن ما يخططون له يسير وفق ما يريدون والعرب والمسلمين فى سبات عقيم . حيث أنهم متأكدون أننا أمة نائمة وما أشبه الليلة بالبارحة عندما قسم سايكوس وبيكو الوطن العربى إلى دويلات والآن سيقسم المقسم لافروف وتيلرسون لتنفيذ المخطط الصهيونى بالتوسع من النيل للفرات . ولا عزاء للأمة النائمة