ملفات وتقارير

السيسي بواشنطن.. أنصاره يرقصون وإعلاميوه يسوّقون (شاهد)

السيسي وترامب- جيتي
السيسي وترامب- جيتي
سيطر الرقص على أنصار رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وهم يتواجدون بالعشرات أمام البيت الأبيض، احتفالا بزيارته للعاصمة الأمريكية واشنطن، ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، وسط إطلاق الزغاريد، وترديد الهتافات، وإنشاد الأغنيات، في وقت عمل فيه الإعلاميون الموالون له على تسويق الزيارة في الداخل المصري، عبر قيادة الرقص نفسه، أو الدعاية للزيارة عبر برامجهم.

ونظم أفراد في الجالية المصرية، بالتعاون مع الكنيسة الأرثوذكسية، ومشاركة أعضاء من الوفد البرلماني والإعلامي المرافق للسيسي، ورجال أعمال ممولين لسفر الأخيرين، تظاهرات أمام مقر إقامة السيسي والبيت الأبيض، يومي الأحد والاثنين، في محاولة لإظهار وجود شعبية له بين مصريي الولايات المتحدة.

هكذا رقصوا احتفالا به

وطبعت إحدى مؤيدات السيسي قبلة على رقبة الإعلامي أحمد موسى، لدى تواجده بينهم، وهم يرفعون أعلام مصر وصور السيسي، وصورا للأخير مع الرئيس الأمريكي.

وأخذ المحتفلون يرددون هتافات: "ارفع رأسك فوق أنت مصري (شعار ثورة 25 يناير).. السيسي عمهم وحارق دمهم.. تحيا مصر.. مسلم ومسيحي إيد واحدة"، وأخذت بعض النساء يتقافزن صارخات: "سيسي يا سيسي.. أنت رئيسي".



وهتفوا: "المصريين أهمه.. حيوية وعزم وهمة.. "الجزيرة" فين.. الشعب المصري أهه".




وتراقصوا على أنغام أغنية "بشرة خير". وتقطعت حناجرهم وهم يصرخون: "تحيا مصر.. يعيش السيسي".

وظهر في التظاهرات رجل الأعمال، صاحب فضائية وموقع "صدى البلد"، محمد أبو العينين، وهو أحد ممولي سفر إعلاميي السيسي وعدد من مرافقيه خلال الزيارة.



 ورقص أحمد موسى لدى تقديمه برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدي البلد"، وسط المحتفلين أيضا، وذلك بالعصا، في أثناء غنائه أغنية "يا حبيبتي يا مصر" للفنانة شادية، وسط زغاريد النساء، وعزْف آخرين على الطبل والمزمار "الصعيدي"، وترديد أغنية "تسلم الأيادي"، والنشيد الوطني لمصر.



وقال موسى إن السيسي أجرى لقاء مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، مشيرا إلى أنه أجرى في العام الماضي حوارا مع شبكة "سي. إن. إن"، وإنه ما كان له أن يجري حوارا معها هذه المرة "في ظل مواقفها من الرئيس ترامب"، وفق وصفه.



وعلاوة على ذلك، تبارت فضائيات مصرية أخرى في نقل ترحيب أنصار السيسي به.

وقالت أماني الخياط، عبر فضائية "أون": "أنا مبسوطة جدا بالحضور والأداء ده"، في إشارة إلى وصلات الرقص والطبل للجالية المصرية فور وصول السيسي للبيت الأبيض.

فيما اعتبر المتداخل معها من واشنطن أن ذلك يحدث للمرة الأولى، وهو أن يدخل رئيس مصري إلى "البيت الأبيض" على أنغام أغنية "بشرة خير"، بحسب وصفه.


إعلاميو السيسي يسوِّقون الزيارة

واستبق الإعلاميون الموالون للسيسي لقاءه بترامب، ببذل جهود حثيثة للتسويق للزيارة واللقاء.

وزعم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الموالي للسيسي، معتز بالله عبد الفتاح، أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب ترى مصر زعيمة العالم العربي، وترى الرئيس عبد الفتاح السيسي زعيم رؤساء العالم العربي، باعتبار أن مصر كانت سابقة لكل الدول العربية منذ ثورة 52، وفق قوله.

وأضاف، في برنامجه "حلقة الوصل"، عبر فضائية "أون لايف": "لو مصر دخلت يمين تلاقي الدول العربية حدفت يمين، ولو مصر دخلت شمال.. تلاقي الدول العربية حدفت شمال".

وتابع: "أمريكا ترى أن السيسي رجل رائع، وترامب يراه رئيسا وقائدا أنقذ بلده من المخاطر، ومن مصير مجهول مثل بعض الدول العربية في الوقت الحالي"، على حد قوله.

وتوقع أن تقوم الإدارة الأمريكية بتمويل مصر في حربها على الإرهاب، مشيرا إلى أن مصر لا تريد من أمريكا جنودا لمحاربة التنظيمات المتطرفة، لكنها تريد أن يكون هناك فهم دبلوماسي بأن مصر تحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم أجمع، كما تريد مصر بعض الأسلحة الحديثة للتصدي لتلك الجماعات الإرهابية؛ لأنها تخوض حروب عصابات، حسبما قال.




من جهته، برَّر نقيب الصحفيين المصريين الأسبق، ضياء رشوان، في حواره مع برنامج مساء dmc، عبر فضائية dmc، سبب عدم استقبال الرئيس الأمريكي للسيسي في المطار، بالقول إنه ليس من قواعد الاستقبال البروتوكولية في أمريكا بين الرؤساء أن يستقبل الرئيس الأمريكي أي رئيس ضيف في المطار.


 وكانت طائرة السيسي هبطت في مطار عسكري بعيدا عن المدنيين، للمرة الرابعة، وذلك بقاعدة "أندروز" العسكرية بواشنطن، السبت؛ تحسبا لمظاهرات معارضة تستقبله، مثلما شهدت ست زيارات خارجية سابقة له من قبل.



ومن جهته، شنَّ الإعلامي عمرو أديب هجوما حادا على الصحف الأمريكية التي انتقدت زيارة السيسي إلى واشنطن، قائلا: "هنطلع مذكرات هيلاري كلينتون (التي كانت تشغل منصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما)".

وأضاف، في برنامجه "كل يوم"، عبر فضائية "أون": "نجيب المذكرات ونشوف كلمتوا مين وكنتوا قاعدين مع مين، فكروني كده بالمبادئ الأمريكية اللي بتتكلموا عنها".

وتابع: "كنت مراهن بمئة دولار إن الصحف الأمريكية هتهاجم السيسي وزيارته"، متسائلا: "اشمعنى مصر، الصحف الأمريكية مركزة معانا إحنا بس؟".


أمَّا لميس الحديدي، فزعمت أنه لم تعد هناك أهمية كبيرة لفكرة وجود حشود داعمة للسيسي خلال زيارته لأمريكا، خاصة أن مصر حققت إنجازات كبيرة خلال الفترة الماضية على صعيد الإصلاح الاقتصادي، والدعوة لتجديد الخطاب الديني، وفق وصفها.

وأضافت، من واشنطن عبر برنامجها "هنا العاصمة"، بفضائية cbc، أن أهم شيء في زيارة السيسي إلى أمريكا هي النتائج التي ستسفر عنها، قائلة: "قمت بتغطية زيارات عدة للرئيس المخلوع مبارك إلى أمريكا، لكنني لم أقرأ بيانا من البيت الأبيض يشتمل على ترحيب لرئيس مصري مثلما حدث مع الرئيس السيسي"، حسبما قالت.

وأشارت إلى أن أمريكا استبدلت في بيانها بلفظ "الحليف" كلمة "الصديق"، لتعبر عن حقيقة علاقتها مع مصر .



 وأخيرا، زعم رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط، علاء حيدر، في مداخلة هاتفية مع برنامج "صح النوم"، عبر فضائية ltc، أن هناك دولا تقف وراء الحشود الإخوانية، وقد رفعت عروضها إلى ألف دولار في الساعة، ومع ذلك فشلوا في الحشد، بحسب زعمه.


هويدي: كفى إهانة لمصر

ومعلقا على المشهد، اعتبر الكاتب الصحفي، فهمي هويدي، أن هناك أمرين خطيرين في زيارة السيسي إلى واشنطن تم إبرازهما من خلال الصحف المصرية؛ الأول أن المساعدات مستمرة، والثاني أن حقوق الإنسان ليست أولوية أمريكية.

ووصف هويدي، في مقال له بصحيفة الشروق بعنوان" بشرى"، الخبر الأول، وهو استمرار المساعدات، بأنه يشعرنا بالخجل، ويجعل لأمريكا اليد العليا على مصر، في حين وصف التغاضي عن حقوق الإنسان بأنه عار، ويشيع السرور في أروقة وزارة الداخلية، بحسب رأيه.
التعليقات (0)