سياسة عربية

مقتل مدنيين بإدلب ومعارك قرب الباب.. وفرقاطة روسية إلى سوريا

أعلن الجيش الحر مقتل أكثر من 20 قتيلا من النظام في اشتباكات قرب الباب- أرشيفية
أعلن الجيش الحر مقتل أكثر من 20 قتيلا من النظام في اشتباكات قرب الباب- أرشيفية
وقعت اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام جنوب مدينة الباب (شمال سوريا)، في وقت متأخر أمس الأحد، فيما انطلقت فرقاطة روسية من ميناء في شبه جزيرة في اتجاه السواحل السورية، وقتل 13 مدنيا في قصف للطيران الروسي على بلدة أريحا بريف إدلب.

اشتباكات قرب الباب

اشتبكت قوات من المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا مع قوات النظام، قرب مدينة الباب التي انتزعت المعارضة السيطرة عليها الأسبوع الماضي من تنظيم الدولة، في ثاني مواجهة من نوعها في المنطقة في الآونة الأخيرة.

ووقع الاشتباك في وقت متأخر أمس الأحد في منطقة يشن فيها الجانبان هجمات منفصلة ضد تنظيم الدولة. وكانت روسيا التي تدعم النظام السوري تدخلت لوقف الاشتباك السابق.

ووقع أحدث اشتباك قرب مدينة الباب التي انتزع الجيش السوري الحر المعارض السيطرة عليها الأسبوع الماضي من تنظيم الدولة. وأعلنت قوات النظام السوري أمس الأحد سيطرتها على بلدة تادف على مسافة أربعة كيلومترات باتجاه الجنوب.

وقال مسؤول معارض من إحدى جماعات الجيش السوري الحر التي تشارك في حملة القوات المدعومة من تركيا في شمال سوريا إن المعارضين فتحوا النار أمس الأحد ردا على محاولة قوات النظام التقدم في منطقة قرب مدينة الباب.

وأفاد بيان للجيش السوري الحر أن "قوات الجيش السوري الحر تشتبك مع ميليشيا النظام بالقرب من بلدة تادف جنوب مدينة الباب في ريف حلب الشرقي ومقتل 22 عنصرا للنظام".

وقال مصدر من الجيش السوري إن المعارضين استهدفوا "قواتنا بتادف برميات المدفعية وبالأسلحة الرشاشة"، ولم يورد المصدر العسكري أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى ووصف فصائل الجيش السوري الحر بأنها جماعات "إرهابية" تابعة لتركيا.

قصف أريحا

قتل 13 مدنيا، في قصف قال ناشطون إن طائرات روسية نفذته على الأرجح، على بلدة أريحا بريف إدلب الشمالي الشرقي في سوريا، صباح اليوم الاثنين.

وقال محمد هاشم، أحد مسؤولي الدفاع المدني في أريحا، إن طائرة يُعتقد أنها روسية، قصفت بقنابل خارقة للتحصينات مناطق سكنية في بدة أريحا، ما أدى إلى تدمير 3 مباني بشكل كامل، ومقتل 13 مدنيا بينهم نساء وأطفال.

وأضاف هاشم أن 30 شخصا لا يزالون تحت الأنقاض، وتحاول فرق الدفاع المدني الوصول إليهم.

فرقاطة روسية

قال مصدر بالبحرية الروسية إن الفرقاطة الروسية الأميرال جريجوروفيتش غادرت ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، الاثنين، متجهة إلى البحر المتوسط حيث ستنضم إلى قطع البحرية الروسية المنتشرة قرب الساحل السوري.

وشوهدت الفرقاطة وهي تغادر مرساها في ميناء سيفاستوبول البحري. ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن الكابتن بالبحرية فياتشيكلاف تروهاتشيف وهو متحدث باسم أسطول البحر الأسود قوله: "ستعمل (الفرقاطة) في إطار قوة البحرية الروسية الدائمة في البحر المتوسط".

والأميرال جريجوروفيتش هي الأكثر تقدما في فئتها من بين ست فرقاطات طلبتها البحرية الروسية لأسطولها في البحر الأسود في 2010.

المعارضة وروسيا

على المستوى الدبلوماسي، أعلن مفاوض كبير بوفد المعارضة السورية أنها ستلتقي مع مسؤولين روس في محادثات جنيف اليوم الإثنين لمناقشة التعهدات التي لم تف بها موسكو.

وقال المفاوض محمد علوش عندما سئل عما إذا كان يعتزم لقاء مسؤولين روس: "اللجنة اليوم ستلتقي مع وفد الخارجية الروسية"، مضيفا أن المعارضة تريد بحث "الوعود التي لم ينفذوها".

وفي سياق متصل أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، عن أمل موسكو في أن تشكل المعارضة السورية وفدا موحدا من أجل المحادثات السورية في جنيف، مشيرا إلى تأييد بلاده مشاركة الأكراد في هذه المحادثات.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عنه القول للصحفيين: "نحن نعول على تشكيل وفد موحد للمعارضة، لأن الجميع جاء في نهاية المطاف لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ولذلك فإن الهدف المشترك واضح ومفهوم، لكن كما أفهم فإن كل وفد لديه بعض الفروقات الدقيقة بخصوص تفسير هذا القرار".

من جانب آخر قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن المحادثات بشأن تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا التي أجريت في آستانة بكازاخستان هذا العام ساعدت في تحريك مفاوضات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف.

قواعد دي ميستورا

لا هواتف نقالة ولا تسجيلات ولا إهانات واحترام السرية الكاملة، قواعد وضعها المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، لوفود النظام والمعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف ما يعكس التوتر في كواليس الأمم المتحدة وفنادق المدينة السويسرية.

وقدم دي ميستورا لوفد النظام السوري ووفود المعارضة الثلاثة ورقة تتضمن العناوين التي يأمل البحث فيها في جنيف، وهي الحكم والدستور والانتخابات.

وطلب دي ميستورا في ورقته من الأطراف "احترام توجيهاتي فيما يتعلق بسرية الاجتماعات والوثائق والحوارات والاتصالات".

وتتضمن قواعد دي ميستورا "احترام الأطراف الأخرى المشاركة، ولا يحق لأي طرف الطعن في شرعية الآخرين"، فضلا عن "ضمان عدم تسجيل محتوى الاجتماعات أو الحوارات دون إذن مسبق".

كما أكد المبعوث الدولي أنه "لن يسمح باصطحاب أجهزة الهاتف المحمول داخل قاعة المفاوضات"، طالبا "استخدام لغة وسلوك مقبول والامتناع عن توجيه الإهانات والتقليل من شأن الآخرين، والاعتداء اللفظي أو الشخصي على الآخرين سواء داخل الاجتماعات أو خارجها".

ويبدو أن دي ميستورا يأمل من خلال ورقته هذه تفادي حصول أي توتر يعيق جولة المفاوضات الحالية بين طرفين يتواجهان سياسيا وعسكريا في نزاع مستمر منذ ست سنوات.

إلا أن التوتر بدا واضحا منذ الجلسة الافتتاحية التي أعلن فيها دي ميستورا بدء المفاوضات بحضور وفد النظام السورية ووفود المعارضة الثلاثة المتمثلة بوفد الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو.
التعليقات (0)