بدا لافتا في الإصدارات الأخيرة لتنظيم الدولة ظهور
الأطفال فيها وتصدرهم لعدد كبير من المشاهد سواء بمشاركتهم في الأعمال القتالية أو بتنفيذ تصفيات جسدية من خلال الذبح أو إطلاق النار على الأسرى لدى التنظيم.
وبرصد للإصدارات الثلاثة الأخيرة وخلال عشرة أيام ظهر الاطفال بشكل واضح في أحداثها بل إن أحد الإصدارات أفرد بالكامل لأبناء عناصر التنظيم الذين قتلوا سواء خلال قصف التحالف لمواقع التنظيم أو خلال المعارك المختلفة في سوريا والعراق.
وظهر الأطفال المقاتلون في إصدار "حدثني أبي" المخصص لأبناء قتلى التنظيم وهم يتلقون
تدريبات عسكرية قاسية على القتال والاقتحامات والأسلحة بالإضافة إلى التوجيه الذهني من خلال إصدارات التنظيم التي تتضمن مشاهد إعدام وقتال.
تدريبات خاصة
ويكشف الإصدار عن تلقي الأطفال تدريبات تحاكي ما يتدرب عليه أفراد القوات الخاصة في الجيوش النظامية وقام التنظيم بزرع أهداف حية يلاحقها الأطفال داخل أحد المباني من أسراه لقتلهم خلال التدريب.
أما الإصدار الثاني الذي حمل اسم "موكب النور" ظهر الأطفال المقاتلون خلال مشاهده 7 مرات تنوعت ما بين
مقاتلين بالسلاح وبين من نفذوا عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة ضد القوات العراقية في الموصل.
وهذا الإصدار تحديدا كان يتحدث عن معارك الموصل الأخيرة وأغلب الأطفال الذين ظهروا فيه استقلوا سيارات ونفذوا عمليات انتحارية.
لكن الإصدار الثالث والأحدث الذي حمل اسم "أحياني بدمه" جاء صادما بحسب العديد من المتابعين بعد توكيل مهمة إعدام 3 أشخاص اتهمهم التنظيم بالتجسس لصالح المليشيات الكردية في سوريا إلى 3 أطفال.
ونفذ طفلان إعدامين عبر الذبح بالسكاكين داخل مدينة ملاه أما الثالث والذي يظهر أن عمره لا يزيد على الأربع سنوات قام مقاتل من التنظيم بتسليمه مسدسا محشوا وأقدم على قتل شاب بإطلاق الرصاص عليه مباشرة.
ويتساءل مراقبون عن الأسباب التي تدفع التنظيم لإبراز عنصر صغار السن في إصداراته الحديثة خلافا لما للإصدارات السابقة التي لم تكن تتطرق في أغلبها إلى هذه الفئة سوى في عدة إصدارات قليلة متباعدة وتركز على الجانب التعليمي والتثقيفي داخل "دولة الخلافة"؟.
وحول أسباب إبراز
تنظيم الدولة انخراط الأطفال في أعماله القتالية قال العميد المتقاعد والخبير العسكري هشام جابر إن تنظيم الدولة في هذه المرحلة يعاني من نقص في العديد المقاتل والمحترف لديه بسبب الجبهات الكبيرة المفتوحة في سوريا والعراق.
سهولة التجنيد
وأوضح جابر لـ"عربي21" أن خطوط إمداد التنظيم تقلصت بشكل كبير وهذا أثر على إمداده بالمقاتلين البالغين رغم استمرار عمليات التسلل على قلتها لكن هذا دفع التنظيم لإضافة عنصر الاطفال إلى خطط عملياته.
ولفت إلى أن تجنيد الأطفال أكثر سهولة للتنظيمات من تجنيد الكبار البالغين رغم أهميتهم للأعمال القتالية الاحترافية لكن الأطفال لديهم سرعة في الحركة وإمكانيتهم على التخفي وعدم إثارتهم للشكوك كبيرة.
وأشار جابر إلى أن كل ما يحتاحه الأطفال في التنظيمات هو التدريب المهني الاحترافي لأن مسألة الإقناع بالانخراط في هذا العمل أسهل بكثير من البالغين.
واعتبر تجنيد الاطفال بسن 14 عاما أو حتى أقل من ذلك عامل قوة مضافة للتنظيم لأن بإمكان هؤلاء الأطفال تحقيق أهداف والوصول لأماكن يستحيل على المقاتل الكبير في السن الوصول إليها.
وأضاف: "هذه الوسيلة الجديدة في تجنيد الأطفال وتكليفهم بتنفيذ مهام قتالية أسلوب حديث نظرا للصعوبات التي تواجه التنظيم" لافتا في الوقت ذاته إلى أن "داعش نجح في الاستفادة من هذه الوسائل لصالح الأهداف التي رسمها في مواجهاته".