قضايا وآراء

الوضوح الغائب !

عمرو عبد الهادي
1300x600
1300x600
لقد نلت شرف مقابلة الرئيس محمد مرسي مرتان لا ثالث لهما، المقابلة الأولى أثناء تسليم نسخة دستور 2012 الذي شرفت بعضوية اللجنة التأسيسية لكتابته، ومن دواعي شرفي أيضا أنني التقطت مع سيادة الرئيس تلك الصورة التي أزين بها بروفايلي على مواقع التواصل الإجتماعي.

 أما المقابلة الثانية فكانت مع وفد من جبهة الضمير التى شرفت بأن أكون أحد مؤسسيها، و الأمانة تقتضي ألا أسرد تفاصيل الإجتماع نظرا لوجود بعض من حضره بالسجون و على رأسهم الرئيس محمد مرسي و المناضلان عصام سلطان و البلتاجي.

أما عن اللقاء فالحقيقة أنه لم يصبني الدور للحديث في وجود الدكتور مرسي رغم تعالي صوتي لإجبار الرئيس على سماعي قبل رحيله، و لكن قلت ما لدي للدكتورة باكينام الشرقاوي التي طرحتُ لها بعض الحلول الإقتصادية السريعة خارج الصندوق لمحاولة تفتيت الدولة العميقة سياسياً قبل 30 يونيو.

 و ما يحضرني من هذا اللقاء و ما وصلني من الرئيس محمد مرسي أنه من الناحية الاقتصادية كان يعي ما يفعل، وكان يحمل لمصر مشروعات و أحلام لنهضة حقيقية يقوم عليها فريق من مصر يحمل الخير لمصر حقيقةً و ليس شعاراً، و لعلي أقول و من لا يصدق فليضرب رأسه في أقرب حائط ... نعم مشروع النهضة و طائر النهضة كان موجودا و لا عزاء للبيض، و رغم ذلك حقيقةً لم أخرج متفائلاً، فالدكتور مرسي يعمل على الملف الآجل و لا يلتفت للعاجل، فما أهمية العمل على الإقتصاد الذي سيشعر به المواطن على المدى البعيد و هو لا يمتلك مقومات البقاء ؟! .  

عزيزي القارئ كنت طوال الوقت قبل الإنقلاب أدلي بدلوي للإخوان و لم أكن إلا ناصحاً من بعيد و لم أكن من زمرة أصدقائنا الذين كان يستطيع أي منهم أن يتصل ليل نهار بالدكتورة باكينام، و لم أكن ممن يذهبون في أي وقت شاء إلى القصر الجمهوري، بل أيضاً لم يكن لدي رقم موبايل الدكتور المناضل سيف عبد الفتاح برغم أنني سابقا كنت أملك رقمه و متاح من بعد 11 فبراير 2011 إلى أن دخل قصر الرئاسة، وبرغم أن القصر كان مفتوحاً في كل الإجتماعات لشباب من الإكس إخوان و غيرهم ممن حشدوا بعد ذلك إلى 30 يونيو.

 و رغم ما قلت سابقاً، إلا أنني من كثرة الحكاوى التي تُسرد أمامنا و رغم أنني كنت مقرب بعلاقة صداقة لا أكثر من بعض الدوائر إلا أنني لم أعد أعرف الحقيقة، فكل من كان يناهض 30 يونيو من قبلها بشهور أصبح معظمهم الآن بالخارج، و من كثرة القيل و القال أصبحت أشك في معلوماتي اليقينية و أبسطها على سبيل المثال "هل علم الإخوان أن هناك إنقلاب أم لم يعلموا؟ و هل نصحهم المقربين أم كانوا داعمين للخطأ و للخطائين"؟


ورغم أن أفكاري كانت تصل عبر الإعلام و عبر القيادات للرئيس محمد مرسي، إلا أنني علمت الآن أن الله سبحانه و تعالى قدر لي أن أكون بعيداً حتى لا أصبح جزءاً من الخطأ في تلك المرحلة،  كما أنعم علي رب العالمين بعزوفي عن السياسة قبل الثورة وممارسا لها بعد قيام الثورة، و هذا وفر لي حماية ألا أكون من فلول مبارك أو ممن كانوا معارضين مزيفين مع مبارك و تلونوا بمجرد سقوطه.

 إن كل ما يؤتيه الله سبحانه و تعالى للمرء خيراً حتى و إن ظن الشخص أنه أُعيق عما كان ينوي فعله، فقد مررت خلال المرحلة السابقة بأسوأ ثلاثة أشهر خلال عملي السياسي كله، و لكنني تعلمت درساً لم أكن لأتعلمه وإن اشتركت في مائة دورة تعليمية أو مائة كورس تدريبي. 


عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ  يَوْمًا فَقَالَ :«يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَل اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَت الْأَقْلَامُ وَجَفَّت الصُّحُفُ».رواه الترمذي
التعليقات (4)
حبيب الله يحفظ ألدين و الوطن والسيسي ووالدي وجنود مصر
الجمعة، 09-10-2015 01:13 ص
الله يحفظ ألدين و الوطن والسيسي ووالدي وجنود مصر
ام احمد
الخميس، 08-10-2015 02:34 م
جعلك الله سبب في نجاح الثورة وسقوط الانقلاب أن شاء الله توحد في الخارج والداخل حتي يأتي النصر نفع الله بك أينما وجدت أخي الكريم
أحمد شطه
الخميس، 08-10-2015 02:32 م
ربنا يلطف بيكم غنوا على بعض لأنكم مش حتقدروا تضحكوا على المصريين
حمدى
الخميس، 08-10-2015 01:46 م
شرف ايه ده انسان خائن