سياسة عربية

النظام يحاصر 50 ألف نازح من الزبداني في مضايا وبقين

أحد أطفال الزبداني يعاني من سوء التغذية والمرض - عربي21
أحد أطفال الزبداني يعاني من سوء التغذية والمرض - عربي21
يعاني عشرات الآلاف من أهالي مدينة الزبداني، الذين نزحوا إلى بلدات مضايا وبقين المجاورتين، جراء الحصار والمعارك في مدينتهم، ظروفا صحية سيئة، بسبب قلة المياه وتجمع أعداد كبيرة من السكان في مناطق قد لا تتسع في أحسن الأحوال لخدمة عشر العدد الموجود فيها حاليا، وهذا ما تسبب بتفشي أمراض وبائية عديدة.

تقول الناشطة الميدانية في مضايا، سيرين، لـ"عربي21": "بقين ومضايا التي نزح إليها أهالي مدينة الزبداني، لا يتجاوز عدد سكانهما سابقا الـ12000 نسمة، نزح إليها أغلب أهالي الزبداني جراء الحملة الأخيرة من قوات النظام، كما أنه نزح إليها اللاجئون من الزبداني الذين كانوا في بلودان والمعمورة والإنشاءات، بعد تهجيرهم قسريا من قبل قوات النظام، ليتجاوز عدد القاطنين الحاليين في البلدتين حاجز الـ50 ألف نسمة".

وتضيف سيرين: "الحصار المفروض على المنطقة ومنع قوات النظام دخول المواد الغذائية والطبية منعا باتا، أدى إلى نقص وشح كبير في الأدوية بشكل كبير، فضلا عن نقص الخدمات، بسبب القصف واستهداف القناصة من الحواجز المحيطة في شوارع البلدتين، وهو ما أجبر الناس على عدم الخروج من منازلهم لفترات طويلة، وأدى كذلك إلى تراكم النفايات، وهذا ما أسهم في انتشار الحشرات والأوبئة". 

مائتا حالة إصابة باليرقان

تحت هذه الظروف الصحية السيئة، وعدم توفر مياه صالحة للشرب، وقعت إصابات بأمراض وبائية؛ ويقول مدير أحد المشافي الميدانية بالمنطقة، هو أبو نضال، في حديثه لـ"عربي21"، إنه "نتيجة انقطاع الكهرباء، لا يمكن ضخ المياه من مصدرها الرئيس، ما يضطر الأهالي والنازحين إلى تعبئة المياه من ينابيع مكشوفة في مضايا وبقين، وهذا ما أسهم في الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي (اليرقان)، بسبب تلوث المياه والاحتكاك نتيجة الازدحام وسوء التغذية".

ويضيف: "سجلت أكثر من مائتي حالة إصابة باليرقان، بينها نحو 25 طفلا وعشر نساء، إضافة إلى أن ندرة الأدوية ونقص التجهيزات والعيادات والمشافي والكوادر الطبية، ساهم في تفاقم الوضع الصحي". 

يأكلون يوما ويصومون آخر

كما أن الأهالي يتعرضون وسط هذه الظروف إلى خطر الموت بسبب الجوع، لقلة المواد الغذائية في البلدتين، وبسبب منع النظام دخول مواد غذائية إليهما.

يقول محمود، أحد أبناء الزبداني المحاصرين في مضايا لـ"عربي21": "يعاني المحاصرون من الجوع بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية وارتفاع أسعارها إن وجدت، حيث يعيش في كل بيت نحو خمس عائلات، يأكلون أحيانا كيلو واحدا من مادة البرغل المنقوع، وبالتالي فإن من الممكن أنهم يأكلون يوما ويصومون يوما".

وتؤكد الناشطة الميدانية "سيرين"، أن "الكبار قد يأكلون وجبة واحدة في اليوم أو لا يأكلون، وإذا توفر الطعام، فإنه يمكن للصغار أن يأكلوا وجبتين صغيرتين، كما أن الأهالي يعتمدون على بعض الخضروات التي تتم زراعتها داخل البلدتين إلا أنها لا تكفي إلا لعدد قليل منهم".

وتلفت إلى أن "الخبز نادر ومقطوع إلى حد ما في البلدتين منذ نحو شهرين ونصف منذ بدء الحملة، وأن سعر كيلو الطحين قد يصل إلى 2500 ليرة سورية  إذا توفر، وكذلك سعر كيلو البرغل".

ويدعو ناشطو المدينتين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التدخل لفك الحصار عن الأهالي، منعا لوقوع كارثة إنسانية إذا استمر الحصار المفروض عليهما، كما هو الحال في مدينة الزبداني نفسها، ويرون أن النظام يحاول بذلك تجويع الأهالي واستخدامهم كورقة ضغط على فصائل المعارضة في الزبداني، وكورقة جديدة للمفاوضات حول الفوعة وكفريا، حيث سبق وأن طرح ذلك في الجولتين الماضيتين للمفاوضات.
التعليقات (2)
ولاء
الأحد، 20-09-2015 02:44 م
الله يقويكم وينصركم ع بشار الجحش بس بحب قول نحنا مابدنا مساعدة من حدا حتى االمجتمع الدولي هو راضي بهاد الفعل هو مشترك بقتل اطفال ونساء وشباب سوريا يارب تحمي كل طفل داخل سوريا وكل شب عم يجاد ضد الطاغية بشار .
مالك
الأحد، 20-09-2015 10:29 ص
حسبنا الله ونعم الوكيل شو ذنب هالعالم هي اللي عم يموتوا من الجوع والله حرام يرافوابحال هالاطفال بس