كتاب عربي 21

الأسد يغار من النمر

راميا محجازي
1300x600
1300x600
أصدر بشار الأسد المرسوم رقم 217 الذي يقضي بإعفاء وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل كندة الشماط، من منصبها بتاريخ 20 آب/ أغسطس 2015. 

وذكرت وكالة أنباء النظام "سانا" أن الأسد "أصدر مرسوما بتسمية ريمة القادري وزيرة للشؤون الاجتماعية -والتي شغلت مسبقا منصب معاون رئيس هيئة التخطيط و التعاون الدولي- بعد إعفاء الدكتورة كندة الشماط من مهماتها"، وكانت صور عدة للوزيرة الشماط انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قبل يوم واحد من قرار الإعفاء، تجمعها بالعقيد سهيل الحسن، وظهرت وهي تعانقه بحميمية واضحة، ما فسّره العديد من المتابعين والمعلّقين على مواقع التواصل بأنه السبب الحقيقي وراء إقالة الوزيرة. 

وظهرت شماط وهي في أحضان الحسن بإحدى نقاط الجيش النظامي بريف حماة، إلى جانب عدد من العناصر والضباط. 

ونقل الإعلام الموالي عن شماط قولها بعد الزيارة: "هناك من يحمل الوطن في قلبه، وفي حقيبة سفره، أو ربما في رصيده وهناك من يعيش الوطن بتفاصيله، تتحول حياته لساحة حرب، تتحول الثواني في يومه إلى تاريخ يقف شامخا لا خيارات لديه..خياره الوحيد النصر تحكيه قصص الأمهات.. تردده الفتيات بلهجة حالمة وأراه بلباسه العسكري بمساحة الوطن…أي رجل هو…ثمة رجل لا يمكن لوصف أن يحتويه". 

يذكر أن سهيل الحسن غاب عن الساحة بعد الهزائم المخزية التي مني بها جيشه في إدلب وريفها، لكنه عاد خلال معارك سهل الغاب الأخيرة، لينافس مجددا كلاً من بشار الأسد والبوط العسكري، على الظفر بلقب المعشوق الأول للمؤيدين. 

و قد حاولت وسائل التواصل الاجتماعي تصوير الموقف بأن الأسد قد أقال الوزيرة بسبب هذه الصورة! وكأن هذا الكائن يعرف الغيرة، ونسيت وسائل التواصل أن قرينته قد تعرضت لإشاعات لو كان يحترم رجولته لأعلن الانفصال عنها حفاظا على سمعة الوطن الذي يمثله والذي عرّاه الهواء في بعض الصور. 

ونعود ثانية إلى المظاهرات التي قام بها العلويون يهتفون باسم النمر المخلص لنعرف حقيقة الإقالة... أن يهتف أناس عاديون بحياة النمر هذا أمر عادي، و لكن أن ترتمي وزيرة – هي أداة من أدوات الحكم – في أحضان منافسه فهذا مؤشر خطير على انتقال سلطته وفقدان السيطرة على أدواته، فليست الصورة سوى خطاب للجمهور يقول: هذا هو القائد للمرحلة المقبلة هو الأمل لكل الشعب السوري بطوائفه المختلفة، هذه الدعاية التي تقدمها فتاة إعلان تستخدم رموز السنة الشريفة التي فرّغتها من مضمون العفة والشرف و الكرامة و الإنسانية. 

إذن، فهذه الصورة وإن كانت تشير إلى انتقال خاطئ للسلطة في المرحلة القادمة إلا أنها دليل قوي على عدم قدرة الأسد على فرض نفوذه حتى على أقرب أدواته، ولنقل قد أصبح مشلولاً لا قيمة له، أما ما يشاع عن تقارير أنس يونس رئيس ما يسمى مجلس أمناء مؤسسة بصمة شباب سوريا الذي انكب على كتابة التقارير الأمنية ونقل الشكوى والتذمر من أدائها وفساد إدارتها، فلا قيمة له لأن الفساد وسوء الإدارة ينخر في عظام كل المؤسسات السورية، وأمنيا هي موالية للنظام، بعد الصورة.. موالية إلى قطب يشكل الخطر الأقرب إلى رأس النظام الفارغ..  

ونتساءل: هل ريمة القادري ستسلك دربها أم معارك الثوار القادمة سترميها في حضن ذئب لأن النمر سيسقط في حفرة الأسد؟   
التعليقات (0)