سياسة عربية

الغلاء يدفع بشرائح جديدة لمسيرات رفض الانقلاب

اللافتات ركزت على معاناة الفقراء جراء الانقلاب - الأناضول
اللافتات ركزت على معاناة الفقراء جراء الانقلاب - الأناضول
شهدت المسيرات والفعاليات المناهضة للانقلاب العسكري في مصر هذا الأسبوع زيادة ملحوظة في أعداد المتظاهرين، بعد قرارات حكومة عبد الفتاح السيسي برفع أسعار الوقود والكهرباء، ما تسبب في زيادة كبيرة في معظم السلع والخدمات.

ويبدو أن موجة الغلاء الكبيرة التي ضربت المجتمع المصري دفعت عددا كبيرا من المواطنين إلى التجاوب والترحيب بالمسيرات -خاصة يوم الجمعة- الذي يشهد أكبر عدد من المسيرات في كل محافظات مصر.

وكانت الحكومة قد أقرت مساء الجمعة الماضية زيادة كبيرة في أسعار البنزين والسولار، وصلت إلى 78% ما أدى إلى حالة من الغضب الشعبي بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار، الذي دائما ما يصاحب رفع أسعر الوقود.

وعانى المصريون خلال العام الماضي من انقطاع الكهرباء والمياه ووخفض الدعم الحكومي على السلع التموينية، لكن رفع أسعار الوقود كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، بحسب مراقبين.

وحذر سياسيون وأحزاب مؤيدة للانقلاب في مصر، من أن حالة السخط الشعبي الذي يسود البلاد الآن إنما هو بسبب رفع أسعار الوقود والكهرباء، الأمر الذي سيترتب عليه زيادة أسعار مختلف السلع والخدمات، وتوقعوا أن تؤدي إلى اندلاع ثورة جياع قريبا.


ترحيب واضح بالمسيرات

وقال "حمدي معوض" أحد الشباب الذي يشارك في مسيرات الإخوان منذ عام تقريبا، إنه لاحظ هذا الأسبوع زيادة ملحوظة في أعداد المشاركين في الاحتجاجات في منطقة الهرم وفيصل التابعة لمحافظة الجيزة التي يسكن فيها.

وأضاف معوض لـ "عربي21": خلال الشهور الماضية كانت المسيرات تقتصر على الإخوان والإسلاميين ورافضي الانقلاب، لكنها بدأت مؤخرا في اجتذاب شرائح جديدة من المواطنين العاديين غير المسيسين، المتضررين من زيادة الأسعار.

وأضاف "مهند عاطف" إن المسيرات تبدأ بالعشرات من المتظاهرين، لكنها مع استمرار سيرها في الشوارع ينضم إليها أعداد من المواطنين لتنتهي بأضعاف العدد الذي بدأت به، في مشهد يذكرني بالأسابيع الأولى من التظاهر ضد الانقلاب العسكري، قبل أن يبدأ الأمن في استخدام القوة لتفريق المسيرات.

وتابع: بالإضافة إلى انضمام عدد كبير من المواطنين للمسيرات، فإن استقبال الأهالي لنا وترحيبهم بالمسيرات من المنازل والسيارات اختلف عن ذي قبل؛ حيث أصبح الترحيب بالمظاهرات ملحوظا، لأن المواطنين يريدون أن يعبروا عن معارضتهم للنظام الحاكم الذي خيب ظنهم ولم يفي بوعوده لهم.

وقالت مصادر داخل التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب إن توجيهات واضحة صدرت للقيادات الميدانية بضرورة استثمار حالة السخط الشعبي الواضحة والمتزايدة ضد السيسي وحكومته بسبب تدهور الخدمات وارتفاع الأسعار.

وأضافت المصادر -في تصريحات لـ "عربي21"- أنه تم التأكيد على قادة المسيرات بالتركيز في الهتافات واللوحات واللافتات التي ترفع أثناء المسيرات على القضايا التي تمس المواطنين الفقراء، الذين تأثروا كثيرا بسبب القرارت الأخيرة للحكومة.


 العسكر يسحق الفقراء

وكان التحالف الوطني قد دعا إلى أسبوع ثوري بدأ يوم الجمعة تحت شعار "العسكر يسحق الفقراء"، وأعلن تواصله مع القطاعات المتضررة من ارتفاع الأسعار، في محاولة لضمها إلى صفوف الثورة.

وتابع التحالف في بيان له الجمعة -حصلت "عربي21" على نسخة منه-: "اتحدت يد الإرهاب في القاهرة وغزة، لتقتل هنا وهناك المقاومين لكل أنواع الظلم والعدوان، الرافضين لإخضاع الأمة الواحدة بالسلاح والجوع في مصر وفلسطين المحتلة وغيرها"، حسب قوله.

وأضاف أن "الحراك الثوري في مصر وصل الجمعة إلى مناطق شعبية أكثر فقرا، وهتف بمطالب الناس، ورفض الغلاء والعمالة، وحرق أعلام الصهاينة وندد بقمع الغلابة في مصر، وحصار أهالي قطاع غزة المنكوبين، والتلاعب بالمعبر والمصابين.

وقال إن هذه المظاهرات والمسيرات تأتي في سبيل دعم "الغلابة ورفض جريمة رفع الأسعار، مطالبا المصريين بالتظاهر رافعين كسرات الخبز وأعلام مصر وصور الصامدين المضحين، وإحراق صور الفاشيين وأعلام أمريكا والكيان الصهيوني.

واختتم التحالف بيانه بتقديم تعازيه لأسر الشهداء في مصر وغزة، محذرا من توابع استمرار السياسيات الفاشية التي تسحق الفقراء في مصر.

وكان سياسيون مؤيدون للانقلاب قد توقعوا أن رفع أسعار الوقود والكهرباء، سيزيد من مخاطر وقوع انفجارات اجتماعية، تقود إلى ثورة جياع، محذرين من أن رفع الأسعار سيخلق بيئة معادية للحكومة وحاضنة لاحتجاجات جماعة الإخوان المسلمين.


التضامن مع غزة

ولم ينسَ المتظاهرون خلال مسيرات الجمعة رفع لافتات وترديد هتافات تعلن تضامنهم مع قطاع غزة، الذي يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا عليه منذ عدة أيام.

وفي كل المسيرات تقريبا حرق المتظاهرون علم إسرائيل، كما نددوا بالموقف المتخاذل من السيسي وحكومته من عدم فتح معبر رفع رغم سقوط مئاات الشهداء والجرحى داخل غزة.

وخلال المساء، تظاهر عشرات النشطاء بوقفة أمام سفارة فلسطين بالقاهرة، أعلنوا فيها تنديدهم بالعدوان الإسرائيلى على غزة، ورددوا هتافات مناهضة للكيان الصهيوني، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من مصر.

وأعلنت وزارة الصحة في بيان لها الجمعة، عن مقتل متظاهرين اثنين وإصابة ثلاثة، في اعتداء قوات الأمن على مسيرة لأنصار الرئيس محمد مرسي في ميدان المطرية بمحافظة القاهرة.

وكانت قوات الأمن قد أطلقت الرصاص الحي وطلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرة، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين.

وتكررت اعتداءات الأمن على المسيرات في مناطق الهرم وحلوان وبني سويف وأسوان، دون سقوط مزيد من الشهداء.
التعليقات (0)