سياسة عربية

الإعلان عن تشكيل المجلس الإسلامي السوري الأعلى

إعلان تأسيسي المجلس الإسلامي السوري الأعلى 14-4-2014
إعلان تأسيسي المجلس الإسلامي السوري الأعلى 14-4-2014
أعلن في اسطنبول الاثنين؛ عن تأسيس المجلس الإسلامي السوري، بعد اجتماعات استمرت يومين. ويضم المجلس الجديد نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من "أهل السنة والجماعة" في الداخل والخارج، ومن ضمنها الهيئات الشرعية لأكبر الفصائل الإسلامية في جميع أنحاء سورية.


وقد تم انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي رئيسا للمجلس، والشيخ محمد معاذ الخن نائبا للرئيس.

وفي مؤتمر صحفي عقد في اسطنبول، أعلن الرفاعي عن "تشكيل المجلس استجابة لكلام الله تعالى ورسوله الكريم، انعقد اللقاء التأسيسي للمجلس في اسطنبول بتاريخ 11 و12 نيسان، بحضور جمع كبير من علماء سورية ودعاتها، أفرادا وممثلين للهيئات والروابط الإسلامية".


وأوضح الرفاعي أن المجلس جاء "لتشكيل مرجعية اسلامية للشعب السوري، لتسديد مسيرته والنظر بقضاياه العامة، حيث تعهد المشاركون ان تكون المرجعية الشرعية على الكتاب والسنة، وتدارس المجتمعون وضع الثورة وما يتعرض له الشعب من سفك للدماء وانتهاك للأعراض وتدمير للبنيان وتشريد من الديار، في ظل تقاعس من المجتمع الدولي عن نصرة الشعب المظلوم".

وأضاف أنه "امام هذه التحديات، فإن المجلس يتقدم إلى المرابطين والمجاهدين بالتحية والتقدير على صبرهم وجهادهم في رد العدوان وتحقيق اهداف الثورة سائلا لهم النصر، ويعلن عن مؤازرته الكاملة لهم والوقوف إلى جانب السوريين الذين أصابهم الضر في محنتهم القاسية، وسيبقى على تواصل دائم مع كل كيانات الثورة في الداخل والخارج، بما يخدم أهداف الثورة المجيدة".

وأكد الرفاعي أن المجلس "يتوجه بالشكر إلى كل من آزر الشعب السوري، ووقف إلى جانبه، شعوبا وحكومات، ويسال الله ان يجزيهم خير الجزا،ء ويجنب بلادهم كل مكروه، ويتوجه المجلس إلى كل الدعاة، أن يكونوا عونا وسندا للمجلس، متمنيا أن يقوم المجلس بواجباته المنوط بها".

من جانب آخر، قال الرفاعي إن "المجلس ليس بديلا عن أحد، بل هو داعم للجميع وانضم له كل من حاول الوصول إليه، وربما بقيت هناك مجموعات قليلة، فضلا عن أن المجلس ليس تشكيلا سياسيا، وليس منافسا لأي أحد، كما أنه ليس له اي تنسيق مع الائتلاف، إنما جاء إنطلاقا من العلماء أنفسهم".

وأشار الرفاعي إلى أن "الشعب السوري يتصف بالتسامح ما بين مكوناته، ولم يعرف أن حدث صداما فرديا أو جماعيا بين مكوناته وإن وجد نفس جديد تكفيري يستبيح دماء الناس فلا مكان له في سورية"، مبررا أن "ما يحدث هو نتيجة الوضع الأمني واختراقات لكثير من المنظمات وعلى رأسها داعش. وهذا لا يغير من تركيبة المجمتع السوري، والخطى تتسارع لتخليص الشارع السوري من تأثيرهم".

وعن علاقة المجلس بالفصائل المقاتلة والتنظيمات "المتشددة"، أكد عضو مجلس الأمناء عبد الكريم بكار أن "المجلس مكوناته أفراد وهيئات، والتنظيمات العسكرية الكبرى ممثلة بالمجلس، ولديهم موقف واضح من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش، حيث ليس للمجلس أي علاقة به".

وتابع قائلا: "اعتبر العلماء أن تنظيم داعش هو الوجه الآخر للنظام، والتنظيمات العسكرية الكبرى ممثلة، ومن لم يتم التواصل معهم في السابق، سيتم التواصل معهم مستقبلا، فالمندوبين حاليا 128، يمثل 50 منهم من الداخل، والنظام الداخي يسمح برفع العدد إلى 200 مما يسمح بإضافة أفراد وهيئات إضافية".

ولفت إلى أنه "بعد سقوط النظام ستكون هناك مهمة تثقيفية والمحافظة على وحدة البلاد، وللمجلس هيئات موثوقة، ستكون صلة الوصل والأداة في توحيد الفصائل الجهادية وهو هدف كبير وضعه المجلس أمامه، وهو صمام الأمان وهمزة الوصل ين العاملين في الساحة والمتعاطفين والتنسيق بين العلماء والسياسيين والعسكريين".

وفيما يخص تمثيل الداخل والعلاقة مع أهل السنة ممن يتعاطفون مع النظام، أفاد بكار أن "هناك فئة تخاف من التنكيل، وهناك فئة مع النظام سيتحاور المجلس معهم، فيما الفاقعون الذين هم مع النظام مستثنون، والجزء الأكبر سيتم التواصل معهم، ومن أعلن موالاته للنظام المجلس ليس راضيا عنهم".

وتابع قائلا: "تمثيل المجلس من الداخل موجود وفي عضويته كثير ممن يقيممون في الداخل، وكثير من المرجعيات في الداخل، وتدارست الأمانة العامة مع من لم يصل إليهم".

ويشار إلى أن المجس اختار أعضاء مجلس الأمناء، ويضم كلا من: أسامة الرفاعي (رئيسا)، ممحمد معاذ الخن (نائبا للرئيس) حمد سرور زين العابدين، ممدوح جنيد، محمد راتب النابلسي، ، محمد ياسر المسدي، عبد الكريم بكار، عماد الدين رشيد، محمد العبدة، عبد الفتاح السيد، أحمد الشحادة، عبد الله السلقيني، محمد أبو الخير شكري، خير الله طالب، أحمد سعيد حوى، حسين عبد الهادي، فايز الصلاح، عبد الله العثمان، عبد الله رحال، رياض الخرقي، وفداء المجذوب.

وكان قد اللقاء التشاوري لتأسيس هذا المجلس قد عقد في كانون الثاني/ يناير الماضي في اسطنبول، حيث تقرر حينها تشكيل لجنة لاستكمال إجراءات التأسيس.

وجاء في بيان صادر عن "اللقاء التشاوري" آنذاك أن "الغاية من تكوين المجلس، ليكون مرجعية للشعب السوري المسلم، وثورته المباركة، وقضيته العادلة"، على حد وصف البيان.

والثلاثاء، أكد المتحدث باسم المجلس فداء المجذوب أن المجلس هو " تجمع علمائي شرعي علمي ومرجعي، يهتم بالشأن العام للمسلمين السوريين وما يتصل ببلدهم سورية"، نافياً وجود "أفراد أو كيانات عسكرية فيه، وإنما أعضاء المجلس علماء ودعاة؛ وأيضاً ممثلون عن هيئات وروابط علمية شرعية".

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، أوضح المجذوب أن المجلس "ليس فيه أفراد أو كيانات عسكرية، وذلك على اعتبار نوع الاختصاص في المهام والوظائف، وهذا لا يعني أن المجلس سينأى بنفسه عن التوجيه والإرشاد وبيان الموقف الشرعي فيما يتصل بالثورة السورية".

وأضاف أنه "على عكس ذلك سيكون في سلم مهام المجلس؛ تقرير ما يظهر له من موقف شرعي، مستنداً في ذلك إلى أصول وضوابط العلم الشرعي".

من جانب آخر، شدد المجذوب على أن "عدد الهيئات والروابط الشرعية التي تشكل منها المجلس يفوق 40 هيئة ورابطة وتجمعاً أكثرها داخل سورية"، مشيراً إلى أنه " يمكن القول إن المجلس قام على وجود تلك الهيئات والروابط والتجمعات الشرعية".

وأرجع المجذوب الضامن على التزام السوريين بما يصدر عن المجلس؛ "بالتذكير على أن طبيعة السوريين أنهم متدينون بالفطرة ومهتمون بالعودة لعلمائهم ومرجعياتهم العلمية الشرعية، ولا سيما عند وجود الاجتهاد الجماعي"، مؤكداً أن ذلك "يصدر عن فهم أصيل ووعي وافر بأصول العلم الشرعي، وبهذا يكون الضمان الأهم للمجلس"، على حد تعبيره.


وكان الشيخ محمد ياسر المسدي، عضو مجلس الأمناء، قد قال خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن تشكيل المجلس؛ إن الوسطية والاعتدال هما ما يميزان الشعب السوري، لافتا إلى أن الفكر الوسطي صمام أمان ضد التطرف.

وأكد المسدي أن "أكثر مزاعم الغرب حول تطرف المعارضة باطلة، وأن أكثر المجاهدين بعيدون عن التطرف والغلو" قائلا إنهم "حملوا السلاح من أجل دينهم وأعراضهم ولم يحملوه سوى بعد أشهر من بداية الثورة التي أصر الشعب السوري على سلميتها قبل أن يلجئهم النظام لحمل السلاح".

ورأى المسدي أن الغرب يكيل بمكيالين، مشيرا إلى حالة عدم الاكتراث الدولية التي وصفها بأنها "لم لم يسبق حدوثه".
التعليقات (0)