كتب سايمون
هندرسون الخبير في شؤون
الخليج والسعودية معلقا على قرار ثلاث دول من مجلس التعاون الخليجي سحب سفرائها من دولة
قطر قائلا إن هذا الخلاف العلني جداً بين دول مجلس التعاون الخليجي الذي ظهر على الملأ في 5 آذار/ مارس يشكل انتكاسة لدبلوماسية الولايات المتحدة مع حلفائها في الخليج، ويضيف بندا آخر إلى جدول أعمال الرئيس
أوباما في لقائه القادم مع الزعيم غير الرسمي لـ "المجلس"، العاهل السعودي الملك عبد الله.
وأضاف الكاتب في مقال له نشره موقع
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن واشنطن ربما كانت على علم بالخلاف الدبلوماسي قبل إعلانه. ففي 4 آذار/ مارس، تحدث الرئيس أوباما هاتفياً مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات. وقال بيان صادر عن البيت الأبيض بأنهما "تبادلا وجهات النظر حول مجموعة من القضايا الإقليمية والتحديات الأمنية المشتركة".
وتحدث الكاتب الذي يعمل كمدير لبرنامج الخليج والطاقة بالمعهد قائلا إن هذا "الصدع الدبلوماسي - الذي يأتي بعد يوم واحد من توجيه عمان، عضو مجلس التعاون الخليجي، دعوة إلى الرئيس الإيراني لزيارة السلطنة، وقبل بضعة أسابيع من زيارة الرئيس أوباما المخططة للرياض مما يزيد من تعقيد جهود الولايات المتحدة لبناء دعم واسع لسياساتها الإقليمية"، فقد كانت واشنطن تأمل أن لا تؤدي فقط رحلة الرئيس الأمريكي القادمة إلى السعودية إلى طمأنة الملك عبد الله حول سياسات الولايات المتحدة بشأن القضية النووية الإيرانية وسوريا، بل إلى أن تكون أيضاً فرصة لكسب تأييد أوسع من دول الخليج العربية.
وأضاف الكاتب أن الكويت لم تستدع سفيرها، وربما مرتبط بمحاولات أميرها البالغ من العمر أربعة وثمانين عاماً - ويتعافى في الولايات المتحدة من "عملية جراحية بسيطة ناجحة" أجريت له نهاية الأسبوع الماضي - التوسط من أجل قيام تقارب بين مصر وقطر قبل انعقاد مؤتمر القمة العربية في بلاده في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال هندرسون إن استدعاء السفراء، يعطي صورة عن آمال دول التعاون الخليجي خاصة السعودية حول تغير في قطر منذ انتقال السلطة في حزيران/ يونيو الماضي إلى الحاكم الجديد الشيخ تميم آل ثاني، الذي حل محل والده الشيخ حمد بن خليفة، واستبدال رئيس الوزراء ذي النشاط الدبلوماسي المفرط الذي شغل منصبه لفترة طويلة، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، بالإضافة إلى وزير الخارجية حيث ساد اعتقاد أن الشيخ تميم سيكون لاعباً يبحث عن الإجماع بدرجة أكبر في تعامله مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن لا يبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
وأشار الكاتب إلى سياسة قطر تجاه إيران، حيث تتأثر العلاقة مع الجمهورية الإسلامية إلى حد كبير من ناحية تقاسم قطر وطهران لأكبر حقل بحري للغاز الطبيعي في العالم.
ومع أن الإمارة تلعب دور المضيف لسلاح الجو الأمريكي في قاعدة العديد الجوية خارج الدوحة، حيث يتم التحكم منها على جميع العمليات الجوية الأمريكية في المنطقة، إلا أن قطر قيدت على ما يبدو نشر القوات الأمريكية التي تهدف إلى ردع إيران. وبدلاً من ذلك نشرت الولايات المتحدة طائرات F- 22S في العام الماضي وفي دولة الإمارات التي تعبر عن موقف واضح من إيران.
ويشير الكاتب إلى عنصر آخر في انزعاج دول الخليج وهي "الجزيرة" التي يقول إن قطر تستخدمها كأداة في الدبلوماسية الناعمة التي أثرت على الولايات المتحدة.