سياسة عربية

زيتوت لـ"عربي21": قضية الناشطة بوراوي أعادت صراع الأجنحة في الجزائر

زيتوت: الجناح المعارض لولاية ثانية لتبون يسعى لتوتير العلاقة مع فرنسا- (الأناضول)
زيتوت: الجناح المعارض لولاية ثانية لتبون يسعى لتوتير العلاقة مع فرنسا- (الأناضول)
كشف القيادي في حركة "رشاد" الجزائرية المعارض، الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، النقاب عن أن صراع الأجنحة عاد بقوة بين حكام الجزائر الحاليين، الذين ينقسمون بين داع لمرور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لولاية ثانية وبين معترض عليها.

واعتبر زيتوت في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن التطورات التي عرفتها العلاقات الجزائرية-الفرنسية في الآونة الأخيرة على خلفية "تهريب" الناشطة السياسية الجزائرية الحاملة للجنسية الفرنسية أميرة بوراوي من تونس على الرغم من أنها مطلوبة لدى القضاء الجزائري، هي أحد وجوه هذا الصراع.

وقال: "هناك جناح داخل نظام الحكم في الجزائر لا يرغب في أن يذهب تبون إلى عهدة ثانية، وجاءتهم هذه الفرصة لكي يتهموا أجهزة فرنسية بأنها أقدمت على تهريب الناشطة السياسية المطلوبة للقضاء، لكي يكون هناك هجوم على أجهزة فرنسية محددة".

وأضاف: "قضية إخراج فرنسا لأميرة بوراوي من تونس رد عليه النظام بنوع من العنجهية، وارتكب أخطاء رهيبة، فقد هاجم الخارجية الفرنسية والمخابرات الخارجية الفرنسية كما أنه هاجم مستشارين مزدوجي الجنسية وقال بأنهم عملاء للمخزن المغربي، وسحب السفير الجزائري من باريس".

وأشار زيتوت إلى أن "الإليزيه لم يرد على هذا الموقف الذي اعتبره بعض الإعلام الفرنسي وبعض المراقبين صادما لهم، وقد كان هناك هجوم شديد على أجهزة فرنسية وهو أمر غير مسبوق في علاقات البلدين.. ولكن الواضح أن التهجم الذي كتبته وكالة الأنباء الجزائرية ومضت معها كل الصحف والقنوات داخل الجزائر، وكان تهجما على وزارة الخارجية والمخابرات الخارجية الفرنسية، واضح أنه كان فخا لتبون بحيث ينهي تبون علاقته المميزة مع صديقه ماكرون.. وقد وقع جناح تبون في الفخ بحيث أنه لم يستطع الاعتراض على هذا الهجوم، حتى وإن كان يعلم أنه أكثر المتضررين منه.. فبدون ماكرون وبدون فرنسا لن تكون هناك عهدة ثانية لتبون".

ووفق زيتوت فإنه تبيّن أن هذه الضجة التي ثارت على خلفية ترحيل التونسيين لأميرة بوراوي إلى باريس بتدخل فرنسي، جوهرها صراع داخلي بين أجنحة الحكم في الجزائر. لكنه لفت الانتباه إلى أن هذه القضية ستترك آثارا سلبية على علاقات ماكرون بتبون على الرغم من حاجة كل منهما للآخر، فماكرون يحتاج تبون والنظام الجزائري ككل لدعمه في إفريقيا، حيث تقوم روسيا والصين بإزعاجها في مستعمراتها القديمة، بينما تبون يرى أن العهدة الثانية مسألة مصيرية فهو يخشى أن يكون مصيره كزملائه من الوزراء الذين مروا بمنصب الوزير الأول كبدوي وسلال وأويحيى".

والجمعة الماضي أصدرت محكمة تونسية، حكما غيابيا يقضي بسجن المعارِضة الجزائرية أميرة بوراوي لمدة ثلاثة أشهر بتهمة "اجتياز الحدود خلسة".

ونقلت إذاعة "موزاييك" التونسية المحلية عن مصادر قضائية قولها إن "بوراوي حضرت في وقت سابق إلى محكمة الناحية في تونس وتم تسليمها جواز سفرها، على أن تعود للمثول أمام المحكمة أول أمس الخميس، إلا أنها لم تحضر بسبب مغادرتها تونس، ليتم الحكم بسجنها غيابيا مدة ثلاثة أشهر".

وكانت بوراوي تقدمت قبل أيام بالاعتذار لتونس، بعدما تسببت في أزمة كبيرة مع الجزائر، عقب عبورها بطريقة غير شرعية للحدود، قبل ترحيلها إلى باريس بعد تدخل الدبلوماسية الفرنسية.

وكانت النيابة الجزائرية، قد أحالت المتابَعين في قضية هروب أميرة بوراوي، على التحقيق الجنائي بمحكمة قسنطينة شرق البلاد. وقد تقرر حبس الصحافي مصطفى بن جامع والباحث رؤوف فرح، بينما حصلت والدة بوراوي على الإفراج وتم وضعها تحت نظام الرقابة القضائية.

يذكر أن الرئيس عبد المجيد تبون كان قد فاز بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في كانون أول (ديسمبر) من العام 2019 لولاية رائاسية مدتها خمسة أعوام، وذلك بعد نجاح الحراك الشعبي في الجزائر في منع الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة من الترشح لولاية خامسة، ثم بتنحيته بعد ذلك، والذهاب إلى انتخابات رئاسية سابقة لأوانها.
التعليقات (6)
قارئ
الثلاثاء، 28-02-2023 08:40 م
إجتمع مطبلو العسكر في هذا الموقع للنيل من مواطن شريف من بني جلدتهم. نعرف السيد زيتوت و نحترمه و إن كنا نختلف معه في بعض الآراء, كما أننا نعرف جيدا أبواق نظام عصابة العسكر و تعليقاتهم في هذا الموقع, بل نعرف حتى ردود القراء المحترمين و نبذهم لهؤلاء الطبالين من أمثال الغزوي و أحمد.
رغيس عيسى
الإثنين، 27-02-2023 07:26 م
الله يحفظ الاستاذ و الدبلوماسي السابق و المناضل الكبير لعربي زيطوط و الله هذا الرجل ممن ضحى بشبابه و عمره من أجل الشعب الجزائري المظلوم و من أجل الجزائر و هو الأوائل من وقف في وجه النظام الجزائري الإرهابي عندما كان الكل يخشى حتى أن يفكر في عبارة الرأي المخالف و حقوق الانسان.. و الله الله يحفظك يا أخي المناضل الكبير لعربي زيطوط يا من فضحت جرائم النظام الجزائري الإرهابي و رفعت معاناة الشعب الجزائري الأبي إلى الساحة الإعلامية الدولية.. تحيا المناضلين الجزائريين الأحرار في الخارج و الداخل يارب آمين، تحيا الجزائر حرة مستقلة دولة مدنية ماشي عسكرية تسقط المافيا العسكرية و المخابرات الجزائرية الإرهابية يا رب آمين..
أحمد أحمد
الإثنين، 27-02-2023 06:56 م
حين تصبح المعارضة وظيفة حتى لا تعطيها اسما آخر يصبح من الصعب الانقطاع عنها لأن ذلك يعتبر تنازلا عن وظيفته، و مهما كان المعارض صادقا و محبا و ناصحا لوطنه و لمن هو في السلطة أو ناقدا لها فلا يمكن القبول بأن تتحول المعارضة مجرد رفض لكل ما يصدر من هذه السلطة و لو كان عين الصواب في مثل هذه الظروف الدولية المعقدة. ان إعطاء كل صغير و كبير يصدر من السلطة تفسيرات مختلقة و تاويلات مستنبطة من إصابات عقلية سببها البقاء لسنوات في نفس النهج و عدم العدول عنه قيد أنملة يستدعي و بكل صدق الإشارة عليهم بإعادة دراسة هذه الوظيفة التي يقومون بها لأن الخشية ان تصبح مجرد استرزاق في وقت الوطن و الأمة في غنى عن مثل هذا التناحر.فالمؤامرات تكفي للنيل من الوطن فلا داعي لمعارضة و معارضين اصبحوا أيضا يضعون الوطن. و قد ولى زمن اسدوا فيه نصائح و قدموا وجهات نظرهم. و ليس فقط العربي زيطوط من في هذا المسار بل القائمة تطول
Krimo
الإثنين، 27-02-2023 02:01 م
حتى الارهابي زيطوط أصبح محلل للقنوات والجرائد الفاشلة..
غزاوي
الإثنين، 27-02-2023 12:55 م
مجرد تساؤل. ما معنى الجهل المركب !!!؟؟؟ كم هو معلوم أن زيطوط يعتبره قضاء بلده إرهابيا يدير منظمة إرهابية، وعليه، فإن انتقاده لبلده لا يعتد به، لأنه نتاج حقد دفين منذ شطبه من السك الدبلوماسي. جاء في المقال ما نصه: "وأشار زيتوت إلى أن الإليزيه لم يرد على هذا الموقف" انتهى الاقتباس بل رد الإليزيه بأقوى القرارات لصالح الجزائر، ليس فقط بإنهاء مهام السفير الفرنسي لدى الجزائر المتهم في قضية بوراوي، بل شطبه نهائيا من سلك الدبلوماسي. جاء في المقال أيضا ما نصه: "فبدون ماكرون وبدون فرنسا لن تكون هناك عهدة ثانية لتبون". انتهى الاقتباس. لو كان كلام هذا الحاقد صحيح ما قال تبون ما قاله في حواره الأخير مع صحافة بلاده، حيث قال في ماكرون ووزير خارجيته وفرنسا أكثر مما قاله مالك في الخمر، عندما قال ما مضمونه: 1- اتهم المقبور ميتران بمحاصرة الجزائر خلا العشرية السوداء، وضغطه على باقي الدول لحذو حذوه. 2- عَنَّفَ ماكرون دون أن يذكر اسمه عندما تساؤل عن وجود دولة جزائرية قبل 1962، رغم أنه تراجع عن أقواله واعتبرها مجرد حماقة. 3- عَنَّفَ وزير خارجيته السابق لودريان عندما طالب بمرحلة انتقالية ليُسيرها من باريس بالهاتف بواسطة الطابور الخامس. قال ميخائيل نعيمة: " كَم من أناس صرفوا العمرَ في إتقانِ فنّ الكتابة..ليذيعوا جهلَهُم لا غَير!". صدق القائل وصدقت مقولته.