صحافة إسرائيلية

سياسي إسرائيلي: زيارة بايدن للمنطقة تدور حول مصالح واشنطن

الزيارة في إسرائيل كانت من البداية مرتبطة بزيارة السعودية- جيتي
الزيارة في إسرائيل كانت من البداية مرتبطة بزيارة السعودية- جيتي

تحدث دبلوماسي إسرائيلي، عن الشروط الواجب توفرها لتفادي فشل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة خلال الفترة القريبة القادمة والتي ينوي خلالها زيارة الرياض وتل أبيب.

وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي القنصل السابق في نيويورك، ألون بنكاس، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أنه توجد في "إسرائيل جهات رفيعة، تعتقد أنها هي الاعتبار الرئيسي في كل عملية اتخاذ القرارات للرئيس الأمريكي، بالنسبة لهذه الجهات، بايدن لا يستطيع النوم بسبب القلق على مصير حكومة نفتالي بينيت، هي ما يهم بايدن – وفق اعتقاد هؤلاء- هو مساعدة بينيت ولا تهمه السعودية".

وأضاف: "وإلا لا يمكن توضيح التفسير الغريب لتأجيل زيارة بايدن في الشرق الأوسط، وهي زيارة لم يتم الإعلان عنها في أي يوم بشكل علني ونهائي، والتي من البداية كانت تدور حول السعودية فقط".

وأكد أنه "لا توجد لواشنطن مصلحة في الدفع قدما بزيارة للرئيس الأمريكي لإسرائيل والمناطق الفلسطينية، مشيرا إلى أن الزيارة في إسرائيل كانت من البداية مرتبطة بزيارة السعودية، وهي عديمة الأهمية بحد ذاتها.

واعتبر أنه "في مجال السياسة الخارجية، فإن هذا إضاعة لوقت الرئيس وحرف لاهتمامه بالحرب في أوكرانيا وعن سياسته أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعن إقامة وتوسيع تحالفات في المحيط الهادئ".

ولفت إلى أن لدى بايدن العديد من القضايا الداخلية الأمريكية التي تتطلب اهتمامه، و"زيارة واسعة في الشرق الأوسط في موعد قريب من عقد قمة "الناتو" وعقد قمة "جي 7"، تعني غياب عشرة أيام عن واشنطن، الأمر الذي لا يمكن للرئيس أن يسمح لنفسه به في هذه الفترة بالتحديد".

ورأى الدبلوماسي، أن "زيارة السعودية جددت استخدام مصطلح "سياسة الواقع"، وهذا في السياسة الخارجية، هو مقاربة فلسفية وعملية تستند إلى مبدأ أساسي واحد وهو أن الدولة يجب عليها السعي لتحقيق أو الدفع قدما بمصالحها على أساس اعتباراتها الذاتية، وهياكل ومعادلات قوة في المنظومة الدولية وليس على أساس حسابات أخلاقية".

وذكر أن "أهمية السعودية في سلم أولويات ومصالح الولايات المتحدة هي في حالة تراجع مستمر، واعتبارها حليفة لأمريكا يكمن في إعادة تقييم منذ سنوات، وأمامنا رئيس أقسم على أن يحول محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) إلى شخص مجذوم، بسبب تورطه في قتل جمال خاشقجي، إضافة إلى تبريد العلاقات مع المملكة".

وقال: "بايدن يفحص بجدية زيارة السعودية وإجراء لقاء مع ابن سلمان، ويبدو أن هذا سياسة واقعية صارخة، تعادل قرار نيكسون زيارة الصين في 1972".

 

اقرأ أيضا: تضارب الأنباء حول زيارة بايدن للسعودية.. ما السبب؟

ولفت بنكاس، إلى أن "زيارة السعودية لها مبررات بارزة في سياسة الواقع؛ أولا، أن ابن سلمان نفسه صحيح أنه بعيد عن أن يكون ديمقراطيا ليبراليا، لكن المرجح أنه في ظل غياب تدخل خارجي دراماتيكي، فإنه هو الذي سيحكم السعودية في العقود القادمة".

ثانيا؛ أنه "توجد لأمريكا مصلحة واضحة في استمرار وقف إطلاق النار في اليمن، وثالثا؛ رغم التوتر والأزمات المؤقتة في العلاقات، فإن السعودية لا تزال حليفة رئيسية لكبح نفوذ إيران الذي يضعضع الاستقرار في المنطقة، وهذه مصلحة واضحة لأمريكا".

والمبرر الرابع، أن "السعودية هي منتجة كبيرة للنفط، وفي ظل غياب فنزويلا وإيران عن سوق النفط العالمية، فقد أصبحت السعودية هي المصدر لتعويض النفط الروسي الذي يخضع لعقوبات متشددة".

وأما المبرر الخامس، فهو أن "التطبيع بين السعودية وإسرائيل يخدم توجه أمريكا للانفصال عن الشرق الأوسط ونقل التركيز والموارد إلى حوض المحيط الهادئ وكبح الصين".

وسادسا؛ فإن "إقامة وترسيخ منظومة تحالفات في آسيا تقتضي رسالة استقرار والتزام بالتحالفات من قبل الولايات المتحدة في أماكن أخرى، وفي العالم المتشكك بعد عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في ما يتعلق بالسياسة الأمريكية، هذه رسالة مهمة".

وأشار إلى أنه "في حال كانت سياسة الأمر الواقع حقا تملي قرارات بايدن، فإنه يجب عليه التأكد من أن السعودية ستدفع ثمن زيارة الرئيس مسبقا، وهذا الثمن يجب أن يشمل إعلان السعودية عن نيتها إنتاج المزيد من النفط حتى لو كانت قدرتها محدودة، وأن تتجنب رفع الأسعار، لأن مجرد الاستعداد يعطي إشارة تهدئة للأسواق".

وقال: "يجب على السعودية التأكد من إبعاد روسيا عن اتفاقية سقف إنتاج "أوبك"، والاتفاق الذي يمنع زيادة الإنتاج، وفي نهاية المطاف، سيطلب منها إظهار إشارات حقيقية على استعدادها للتطبيع مع إسرائيل، وهذه العلاقة يمكن أن تؤدي إلى شبكة علاقات إقليمية تعطي وزنا موازيا لطهران، دون وجود كبير لأمريكا".

ورأى الدبلوماسي، أنه "في حال قام بايدن بزيارة السعودية وإسرائيل نهاية تموز/ يوليو المقبل، بعد أن يتم دفع الثمن المذكور أعلاه بالكامل، سيكون هناك منطق وفائدة لسياسة الواقع، ولكن التنازل وعدم تحقيق أي شيء سيعتبر فشلا كان بالإمكان تجنبه بسهولة عن طريق إلغاء الزيارة".

 

التعليقات (0)