طرح
التقارب "التركي-
الجزائري" بخصوص الملف الليبي ودعمهما للحلول السلمية هناك،
تساؤلات عن طبيعة هذا التقارب وتأثيره على المعادلة السياسية والعسكرية داخل
ليبيا،
وما إذا كان البلدان قادرين على وقف الدعم "المصري-الإماراتي" لحفتر ومشروعه.
وأكد
وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم أن "
تركيا تدعم موقف بلاده الداعي إلى حل
سياسي وليس عسكريا في ليبيا وإبعاد المنطقة عن الأجندات الأجنبية التي لا تخدم مصالح
شعوبها، وأن يكون حل الأزمات في هذه البلدان منبثقاً عن الحوار السياسي الذي لا بديل
عنه".
وأشار
بوقادوم، خلال استقباله نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو في الجزائر، إلى أن
"بلاده وتركيا يعملان على تبادل الآراء بشكل مستمر حول القضايا الإقليمية والدولية
عبر القنوات الدبلوماسية".
أين
الجزائر؟
ومن
جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن "أنقرة تصر على مشاركة
الجزائر في الاجتماعات الدولية الجارية حول ليبيا باعتبارها فاعلًا مهمًّا في هذا الملف".
وكان
رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج قد شدد على ضرورة مشاركة الدول المعنية بالملف
الليبي في أي اجتماعات دولية، وألا يكتفي الأمر على دول بعينها".
والسؤال:
هل ستشكل "الجزائر وتركيا" لوبي جديدا يواجه اللوبي "المصري الإماراتي"
في ليبيا؟ وما فرص نجاح ذلك؟
"تقوية موقف
الوفاق"
ورأى
الأكاديمي والباحث الليبي طاهر بن طاهر أن "الملف الليبي أصبح محل تفاوض وتناوب
بين أطراف مختلفة تبتعد حينا جغرافيا كما نرى الدور الإماراتي والتركي، وتقترب أخرى
ليصير للجيران فيه نصيب، والكل يتعلل بالأمن القومي والحفاظ على أمن بلدانهم".
وقال
لـ"عربي21" إن الجزائر "ظلت تلعب دورا خجولا في المعضلة الليبية، ولم
تستطع أن تكون رقما في المعادلة هناك رغم محاولاتها لجمع الأطراف الليبية، غير أن الدور
المصري كان واضحا جليا في دعم حفتر الذي أصبح في موقف صعب بعد عدوانه على طرابلس ودخول
تركيا على الخط بدعم الحكومة".
وتابع:
"وجود الجزائر في مؤتمر برلين المزمع انعقاده سيقوي من موقف حكومة الوفاق، وسيكون
متناغما مع موقف تركيا التي لم تعد تخفي موقفها من الصراع في ليبيا، وهو ما طالب به
المجلس الرئاسي من ضرورة وجود قطر وتركيا على طاولة المفاوضات، وكله يصب في دعم الوفاق"،
حسب تقديراته.
"أزمات الجزائر
الداخلية"
لكن
المدون والناشط الليبي، طلعت بغني أوضح أنه لم يكن هناك "أثر أو دور واضح للجزائر
في المشكل الليبي، وهذا يرجع للأزمات السياسية الحاصلة في الداخل الجزائري الآن، لكن
ربما نرى حضورا فاعلا للجزائر في مؤتمر ألمانيا المرتقب".
وأضاف
لـ"عربي21": "هذا الدور طبيعي كون الجزائر من دول الجوار لليبيا، ولها
عمق استراتيجي وتاريخ يمتد آلاف السنين، وسيكون للجزائر دور كبير في ليبيا دون وساطة
أي دولة أخرى (تركيا)"، حسب تصريحاته.
"مصالح اقتصادية"
بدروه
قال المحلل السياسي الليبي خالد الغول إن "الجزائر تعلم جيدا المخطط الفرنسي في
المنطقة وأن وجود حفتر ليس في صالح هذه الدولة الجارة وسيدخلها في صراعات لا تريدها،
لذا تسعى وتدعم الحلول السياسية فقط، وترفض أي توجه عسكري وتشاركها تركيا هذه الرؤية".
وبخصوص
التقارب "التركي-الجزائري" أوضح: "فرص التعاون بين البلدين في ليبيا
سيكون مرتبطا بالمشروع التركي الاقتصادي، وسياسته ستكون مبنية على ذلك ووفق المصلحة
العامة للبلدين، لذا نؤكد دوما أن حل الأزمة الليبية في يد أبنائها وفقط"، كما
صرح لـ"عربي21".