هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مرة أخرى تعود القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن حاولت عبثا الصهيونية العالمية والقوى الدولية الداعمة لها وأدها بكل وسائل الاعتداء والقمع والإرهاب وبكل طرق المكر والخداع والخبث والدهاء السياسي عبر المفاوضات ومزيد المفاوضات والاتفاقيات والتسويات والتطبيع..
يعرف المغرب هذه الأيام دينامية تشاورية واسعة من أجل تعديل مدونة الأسرة، بعد أن استغرق العمل بموادها حوالي عقدين من الزمن، وذلك منذ تاريخ إقرارها في مجلس النواب سنة 2004.
العالم يحتاج لنموذج متفوق أخلاقيا وقيميا، يجلب إليه الشعوب الأخرى المتشوفة لقيم العدل والكرامة والرحمة والإنسانية. وهي بدون شك ستكون المعركة القادمة التي ينبغي أن يتم الإعداد لها، فالتزاحم على استعمال منطق القوة، لن يقدم إلا نماذج وحشية تقترب قليلا أو كثيرا من النموذج الأمريكي الصهيوني.
تمتد جذور فكرة التطهير العرقي في فلسطين إلى ولادة الحركة الصهيونية التي ظهرت في ثمانينيات القرن التاسع عشر في أوروبا الوسطى والشرقية كحركة إحياء قومي، أثارها الضغط المتنامي على اليهود في تلك المناطق..
هذه المحاولة لا تفهم من دون قراءة شرحي لمفهوم المعجزات التي تحصل أمام أعين الجميع فتفهمنا سر الفتوحات الإسلامية. المعجزات ليست بنزول ملائكة تحارب معنا بل بتقمص كل مجاهد ومحتهد الروح الملائكي المحقق للمعجزات في التاريخ الفعلي المشهو: الأول يقاتل بكيانه وإيمانه والثاني يقاتل بفرقانه وفهم قرآنه (جاهدهم به).
لا شك أن ما بعد السابع من تشرين أول/ أوكتوبر 2023 سيكون تاريخًا فارقًا في السياق الفلسطيني بل والمنطقة ككل. فهناك أبعاد كثيرة سوف تساهم في خلق واقع جديد سواء من ناحية النظر والتعامل مع إسرائيل كقوة إقليمية متفوقة في الشرق الأوسط، أو من ناحية إعادة إنتاج نظرة الإنسان العربي إلى نفسه..
توفر إسرائيل، القاعدة الاستراتيجية الرئيسية للهيمنة الغربية في الشرق الأوسط، على الغرب أي حاجة إلى الحوار أو التفاوض الجدي أو حتى الاعتراف بالمصالح الكبرى للشعوب العربية في الصراع لتحقيق ما يعتبره مصالحه الاستراتيجية.
إن الإبقاء على النزاع العربي ـ الإسرائيلي هدف قائم بذاته، فهو يخلق بؤرة توتر دائمة في المشرق العربي يعطل الجهود العربية ويستنزف موارد دولها ويشغلها عن قضايا التنمية الحضارية الرئيسية، إضافة إلى كونه مدخلًا للضغط والتأثير واحتواء تمرد الحكومات وتذكيرها بدونيتها في أي لحظة..
لعل مما يمكن الاستفادة منه في ظل معركة طوفان الأقصى القائمة اليوم، هو التشابه الكبير من حيث البواعث والآثار، مع هجوم الشمال القسنطيني، ذلك أنه بعد اندلاع الثورة التحريرية، تركزت الفاعلية في الأوراس أكثر فتوجه لها جيش الاحتلال لاستئصالها، كما أن الشعب الجزائري لم يكن قد اندمج كلية وفي مختلف أنحاء الوطن مع الثورة، وكان الجدال داخل الحركة الوطنية.
إنه من المفيد أن تُكثف الكتابة والإنتاج السمعي البصري في تاريخ الثورة النوفمبرية بأشكال متجددة جذابة، وذلك لسببين على الأقل، بسبب صعود أجيال جديدة مقطوعة عن السردية الشفوية للثورة التحريرية خلافا لجيل الاستقلال الذي نشأ أفراده على قصص الجهاد والاستشهاد التي استمعوا إليها مباشرة من جيل المجاهدين مباشرة، وبسبب تصاعد ثورة التحرير في فلسطين بعد معركة طوفان الأقصى لكي تستفيد المقاومة الفلسطينية من تجربتنا الثورية الخالدة.
إن الموقف السريع المطلوب عربيا هو بعث الرسائل المباشرة برفض العدوان عبر وقف مسلسل التطبيع وقطع العلاقات مع دولة الاحتلال، لأن استمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني يعني توقيع شيك على بياض لاستمرار إسرائيل في جرائمها،
هذا فصل يجيب عن الأسئلة الخمسة التالية بمفهومات لم أبدعها بل هي مجرد ترجمة فلسفية أبدعتها المدرسة النقدية الإسلامية وخاصة بطليها الأخيرين أي ابن تيمية وابن خلدون وأدى إلى إهمالها الفكر المدرسي المسيطر قديما وحديثا عند نخب العرب والمسلمين..
حق لهم أن يتساءلوا بعد تسونامي فلسطين برمز طوفان الأقصى: فكل ما سعى إليه أعداء الإسلام انهار كقصور الرمال بلطمة سريعة ما كانت لتكون ممكنة لولا أن من سددها اعتمد: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى..
إنّ العدلَ قيمةٌ مطلقة، وليست نسبيّة، وإن القيم الإنسانيّة، تستحق الإشادة بها عندما تصدرُ من أي إنسانٍ، أيّاً كان دينه أو لونه أو عِرقه أومعتقده. ولا شك بأننا حين نوجه هذا الخطاب، نُدرك بأن ضمير الإنسانية النّقي، وأحرار العالم، ومحبو الخير على اختلاف بلدانهم وأديانهم وثقافاتهم، يرفضون هذه الأعمال العدوانية والقتل الجماعي،ويدعون للخير والسلام والعدل.
لعل أبرز الإيجابيات التي خلفتها عملية "طوفان الأقصى"، التاريخية وغير المسبوقة، هي أنها كشفت بوضوح لا غبار عليه، أنّ قوة إسرائيل، من قوة الولايات المتحدة الأمريكية، وأنّ هذه الدولة "العظمى" في العالم، لا تدعم إسرائيل وتساندها فحسب، إنما هي حديقتها الخلفية، وسبب وجودها واستمرارها أصلا..
ماذا تعني الخسائر التي تتكبدها الشعوب المحتلة في الأرواح وفي الأملاك أمام خيار تحرير بلدانها من الاحتلال؟ ماذا يعني الحصار والتجويع والحرمان من الغاز والكهرباء أمام شرف وأجر الكفاح في سبيل الله من أجل الأرض والمقدسات والحرية والعزة والسيادة؟ ألم نقدم في الجزائر أكثر من نصف تعداد سكاننا طيلة سنوات الاحتلال، آخرها مليون ونصف في الثورة التحريرية المباركة الأخيرة؟ ألم تُحرق قرى بأكملها بالنابالم والقنابل المحرمة دوليا، بسكانها وأشجارها وحقولها وحيوانتها، ماذا بقي في ذاكرة الناس؟