لماذا يخفي الأطفال مشاعر الخوف والحزن؟

pexels-pixabay-236215
CC0
  • محمد سيو
  • الخميس، 24-11-2022
  • 04:18 م
نشر موقع "سايكولوجي توداي" الأمريكي تقريرا بيّن فيه السبب الذي يجعل الأطفال يميلون إلى إخفاء مشاعرهم السلبية مثل الخوف والحزن.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن الأطفال يحمون أنفسهم من الألم العاطفي باستخدام آليات دفاعية معينة لا تظهر ما يمرون به من معاناة. وفي هذه الحالة، ينشغل الأطفال باللعب ويحاولون جاهدين الاستمتاع بطفولتهم دون أن يدرك من حولهم - حتى المعلمين والمعالجين - مدى معاناتهم. ونتيجة لذلك، قد يصعب على الأطفال التعامل مع المشاعر السلبية مثل الغضب والحزن أو التعبير عنها.

اظهار أخبار متعلقة



وحسب علم النفس، يكون الاضطراب العقلي في مرحلة الطفولة غير مرئي للآخرين بسبب آليات الدفاع اللاواعية التي يعتمدها عقل الطفل المصاب بالاضطراب والمشاعر المزعجة لحماية نفسه. يستخدم الأطفال هذه الدفاعات أحيانا عن قصد، وهذا يعني غالبًا أن الاضطرابات لديهم ناجمة عن الإدراك الواعي. تعد هذه الدفاعات مفيدة وضارة في نفس الوقت. ووفقا لطبيب الأطفال غراهام ميوزيك فإن قدرة الدفاعات على التكيف تتلاشى بمرور الوقت مع زوال الخطر.

فهم الدفاعات

في ظل ظروف مثل الضغط والحرمان والخطر والإهمال والمعاناة، يكون لدى الطفل فرصة أفضل للتكيف إذا استخدم آليات دفاعية معينة من أجل التغلب على الصدمة نتيجة ما يمر به. بعض الأطفال، حتى في ظروف مؤلمة للغاية، لا يظهرون أي أعراض اضطراب على الإطلاق، نظرا لأنهم على ما يبدو قادرون على دفع اضطرابهم بعيدًا عن إدراكهم الواعي.

ومن بين الآليات الدفاعية:

• الإنكار (يتظاهرون بأن شيئا لم يحدث).
• المثالية (يتخيلون أن الشخص الآخر قوي أو متميز أو خال من العيوب).
• التحديد (يطورون أو يركزون على جانب من جوانب الذات ليكون مثل الشخص الآخر).
• التعبير عن المشاعر القوية (يعيدون توجيه المشاعر السلبية إلى أنشطة مثل الرياضة أو الهوايات).

اظهار أخبار متعلقة



حيال هذا الشأن، نشرت ماريا آنا تالانديني وكورادو كوديك بعض الأبحاث حول الطرق التي يستخدم بها الأطفال آليات دفاعية. وبناء على أبحاثهما، فإن الدفاعات يمكن أن تكون تكيفية وبنّاءة ومفيدة، مما يسهل على الأطفال التعامل مع ما يواجهونه من تحديات. قد تكون هذه الدفاعات أيضًا غير قادرة على التكيف، مما يسبب المزيد من المشاكل ويجعل الحياة أكثر صعوبة على الطفل.

وذكر الموقع أن التهديد قد يكون حقيقيًا أو متخيلًا، وقد يكون مصدره خارجيا مثل شخص مخيف، أو من داخل الطفل نفسه على شكل غرائز وأفكار ومشاعر مؤلمة. قد تكون هذه التهديدات الداخلية غير واعية، مما يعني أن الطفل لا يدرك ما يحمي نفسه منه. ومن الأمثلة على ذلك الطفل الذي يحدث الكثير من الضوضاء لأنه يشعر عن غير وعي بأنه غير مرئي ويخشى أن ينساه الآخرون إذا لم يُذكّرهم بوجوده.

اظهار أخبار متعلقة



وأورد الموقع أن الباحثيْن لاحظا أن الأطفال الأصغر يستخدمون آليات الدفاع أكثر من الأكبر سنا؛ مما يُظهر أن استخدام هذه الدفاعات يتراجع مع نمو الطفل. كما أن الأطفال الذين وجدوا صعوبة في التكيف مع بيئة جديدة أو كانوا أقل انفتاحًا على الآخرين استخدموا عددًا أكبر من الدفاعات، الأمر الذي استنتج منه الباحثان أن استخدام آليات الدفاع بشكل متكرر يعد علامة على عدم  الاتزان، وأن الاستخدام غير المتناسب للدفاعات مؤشر على الصعوبات النفسية.

دفاعات المراهقين 

يظهر الخطر الحقيقي في استخدام الدفاعات عندما يصبح الأطفال في سن المراهقة وما يصاحبها من اضطراب عاطفي، إذ يقومون بسلوكيات مدمرة ومزعجة مثل تعاطي المخدرات كآلية دفاعية للهروب من عقولهم المضطربة. وفي مرحلة ما، يدفعهم الاضطراب العقلي الكامن الذي ينتج عن الصراع مع الهوية ومحاولة العثور على الذات إلى اتباع شتى أنواع الدفاعات، مما يشير إلى أهمية الدعم النفسي في هذه المرحلة المضطربة والحاسمة من النمو.  

اظهار أخبار متعلقة



الحقيقة وراء الدفاعات

أكد الموقع أن لآليات الدفاع النفسية فائدة لا شك فيها لكن لها حدودها أيضًا؛ إذ يمكن لمضاعفاتها أن تكون مدمرة للغاية وتؤدي إلى مشاكل في السلوك والعلاقات. ومن أجل مواجهة الصدمات النفسية، لا يمكن للأطفال الاستمرار في اتباع هذه الآليات الدفاعية للأبد، وربما تتحول استراتيجيات الدفاع لديهم في مرحلة البلوغ إلى نمط ضار من السلوك يلازمهم مدى الحياة، لذلك يمثل فهم آليات دفاع طفلك الخطوة الأولى نحو التعرف على هويتهم الحقيقية.
 
شارك
التعليقات